تقاريرسلايد

بعد عام على المعركة.. سيفُ القدس خفقات عزٍ نابضة في شرايين الضفة

الضفة الغربية-خدمة حرية نيوز:

قبل عام من الآن، نجحت المقاومة الفلسطينية في كتابة فصل جديد من تاريخ الشعب الفلسطيني المعاصر، حينما فرضت بالبارود والنار معادلات جديدة بات الاحتلال الإسرائيلي يحسب لها ألف حساب.

 

ففي الساعات الأولى من 21 مايو 2021، انتهت معركة سيف القدس بإعلان وقف إطلاق النار بعد 11 يوما من الصمود الأسطوري للمقاومة وحاضنتها الشعبية، أعادت فيها المقاومة الزخم إلى القضية الفلسطينية وأبرزت وحدة الشعب الفلسطيني في كافة ربوع الوطن.

 

وتمكنت فصائل المقاومة طيلة أيام المعركة من قصف مدن الاحتلال بالصواريخ بعيدة المدى نسبيا، ونجحت خلالها في إدخال أنواع جديدة من الأسلحة إلى الخدمة لم يألفها الاحتلال الإسرائيلي من قبل.

 

وشكلت المعركة مرحلة مفصلية فارقة وأرّخت لحقبة مهمة في تاريخ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن نجحت في فرض معادلة الردع وربط جغرافية الوطن واقعا ملموسا على الأرض وعدم السماح للاحتلال بالاستفراد بأي جزء محتل على حساب آخر.

 

*دفعة معنوية*

كان من أبرز تجليات المعركة الدفعة المعنوية الكبيرة التي منحتها لرجال المقاومة في مدن ومخيمات الضفة الغربية وخصوصا جنين، فقد بات التصدي لاقتحام قوات الاحتلال بالأسلحة النارية والاشتباكات المسلحة، إلى جانب تنفيذ عمليات إطلاق نار على دوريات الاحتلال في المنطقة هو سيد الموقف.

 

وبات لا يكاد يمر أي اقتحام تنفذه قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة جنين ومخيمها حتى تصحو على صوت الرصاص الذي ينطلق صارخا بوجه الاحتلال معلناً أن جنين أرض محرمة على الاحتلال.

 

وألهمت “سيف القدس” فصائل المقاومة في جنين فكرة استنساخ العمل الجمعي المشترك في مواجهة الاحتلال وآلته الهمجية. فقد أنشأت غرفة مشتركة للتنسيق، ميدانياً وعملياتياً، ومن أجل تبادل المعلومات وعمليات الرصد والتدريب والدعم، عسكرياً ولوجستياً.

 

وتعيش أوساط الإسرائيلية على وقع تأثيرات المعركة التي أثرت في جيل الشباب الفلسطيني، وسط خشية من اندلاع انتفاضة ثالثة في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

وتتقاطع المخاوف الإسرائيلية مع تنفيذ سلسلة من العمليات الفدائية الموجعة داخل كيان الاحتلال أسفرت عن مصرع 18 مستوطنا وجرح آخرين، خلال أشهر مايو وأبريل ومارس من العام الحالي.

 

*إرباك حقيقي*

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران أمس الجمعة، أن الاحتلال يعيش حالة إرباك حقيقي بعد حالة المقاومة في الضفة، مضيفا أن ما قبل معركة سيف القدس ليس كما بعدها.

 

وأضاف بدران أن معركة سيف القدس أظهرت مساندة غزة للمقدسيين في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، مضيفا أن المعركة كانت رافعة لكل شيء ولا يزال أثرها حتى الآن وسيستمر لسنوات قادمة.

 

يشار إلى أنه خلال أيام معركة سيف القدس، دكت فصائل المقاومة الفلسطينية مستوطنات ومدن الداخل الفلسطيني المحتل بآلاف الصواريخ، وأدخلت كتائب القسام أسلحة جديدة للخدمة، كان أبرزها صاروخ “العياش 250″، واستهدفت به مطار رامون وتعطّل بذلك حركة الطيران لدى العدو، وجعلت كل نقطة من شمال فلسطين إلى جنوبها تحت مرمى صواريخ القسام.

 

وأسفرت المعركة عن مقتل 14 مستوطنا وجنديا إسرائيليين وإصابة المئات، واستطاعت المقاومة أن تلحق في العدو خسائر اقتصادية قدرت قيمتها بـ 7 مليارات شيكل، بالإضافة إلى خسائر عسكرية تجاوزت قيمتها 1.1 مليار شيكل، كما وتم التبليغ عن أكثر من 5300 ضرر من المستوطنين.

 

*تحول استراتيجي*

من وجهة نظر مراقبين وفصائل فلسطينية، فإن معركة سيف القدس التي خاضتها المقاومة الفلسطينية قبل عام، أفشلت مخططات الاحتلال لتهويد المسجد الأقصى المبارك.

 

واعتبروا أن سيف القدس مثلت نقطة تحول استراتيجي ونقلة نوعية في طبيعة المعركة التي يخوضها شعبنا الفلسطيني المسنود بالمقاومة الباسلة دفاعاً عن مقدساتنا، وانهارت فيها كل المحاولات الإسرائيلية للفصل بين مكونات شعبنا وساحات تواجده، ورسمت لوحة نضالية انخرط فيها الفلسطيني حيث تواجد ليتكامل الفعل ويتعاظم الإنجاز الوطني”.

 

وأكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها لا تزال تشرع سيف القدس جنبا إلى جنب مع مقاومي شعبنا في كل بقاع أرضنا المحتلة نصرة للقدس والمسجد الأقصى المبارك.

 

وشددت كتائب القسام في الذكرى السنوية الأولى للمعركة، على أن سلسلة ردودها على العدوان لن يتوقف، وأنها فرضت معادلات جديدة على العدو مفادها بأن المعركة ليست مرهونة بحدث؛ بل هي مفتوحة وممتدة زمانيًّا ومكانيًّا على أرض فلسطين حتى التحرير.

 

وأشارت إلى أن “سيف القدس” شكّلت نقلة نوعية في الصراع مع العدو الصهيوني، أثبتت خلالها كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية فشل نظرية الردع الصهيونية، وأظهرت إمكانيات وقدرات عالية لدى المقاومة.

 

وأضافت أنها نجحت في تهشيم صورة كيان العدو وجيشه، بعد أن مرغت أنفه في التراب، لتكتب صفحات جديدة في تاريخ العز والمجد وترسم طريقاً جديداً نحو التحرير”.

 

و”سيف القدس” خاضتها المقاومة الفلسطينية في الفترة ما بين 10 و21 مايو/ أيار 2021، وافتتحتها كتائب القسام بضربة صاروخية على مدينة القدس المحتلة، ردا على جرائم الاحتلال المتواصلة في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح المقدسي ومحاولات طرد سكانه الفلسطينيين منه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى