تقاريرسلايد

عشرون عاماً على عملية الاستشهادي القسامي سامر عواد من نابلس

نابلس- خدمة حرية نيوز

توافق اليوم الذكرى السنوية العشرين على عملية الاستشهادي القسامي سامر عواد من قرية “عورتا” قضاء نابلس، والذي استشهد بعد اقتحامه مستوطنة “ايتمار” بتاريخ 28 تموز/ يوليو 2002.

 

ولد شهيدنا المجاهد سامر بقرية “عورتا” في 16 تموز/ يوليو 1979، وترعرع في كنف أسرة فقيرة متواضعة تحافظ على عاداتها وتقاليدها، وتجعل من الإسلام مركزاً لهذه التربية.

 

كانت عائلة سامر المنبع الأول والأهم في تنشئته على حب الجهاد وعشق الشهادة، وهو الذي تربى بين إخوانه العشرة على قواعد الصدق، والصبر، والتسامح، والإخلاص، والاستماتة في سبيل الحق، وحب الآخرين، والتضحية، والبذل فداءً لما يحمل من أفكار ومبادئ.

 

وكونت قسوة الحياة التي عاشها سامر شخصيته القادرة على تحمل صعوبة العيش، لا سيما بعد تركه لمدرسته والتحاقه بالمدرسة المهنية، ليعمل في أكثر من مهنة بعد ذلك، خاصة في المجال التجاري، وبدأ يعمل مع إخوانه في محلات “الأقصى”.

 

فتى المسجد

كان سامر فتى المسجد الذي تتعلق روحه به، فلا يكاد يغادر المسجد عقب صلاة حتى يعود إليه بانتظار أخرى، أحبه المسجد ورواده وعشقوا صوته أثناء تلاوة القرآن الكريم ورفع الآذان.

 

رأى سامر في تعلقه بالمسجد أول الطريق نحو الجنة، لكنه كان يعلم في قرارة نفسه أن أقصر الطرق للوصول إليها شهادة في سبيل الله فمضى على هذا الحلم، دون أن تثنيه صعاب أو تحد من رغبته في الشهادة زينة الحياة الدنيا .

 

انتمى سامر خلال دراسته للحركة الطلابية الإسلامية، وكان أحد فرسانها ونشطائها يزرع فكر حماس النير في القلوب والعقول والوجدان، كان سلوكه الرجولي وصفاته النبيلة مفخرة للحماسيين في قريته، يباهون به الناس وهم يرون في سامر صنعة إيمانية فريدة، وقرآنا يدب على الأرض .

 

سامر فارس المواقف الذي كان يحب الأرض ويحمل روحا وطنية عالية، عاش خادما للقرآن الكريم، يقضي الأوقات الطويلة متعبدا بتلاوة آياته البينات، كان يعلم أشبال المسجد التجويد، ويحفظهم القرآن في دورات التحفيظ، وينظم اللقاءات الدعوية والنشاطات الإيمانية المباركة التي تخرج من أحضان المساجد رجال القرآن وفرسان العقيدة، وكان يؤمن على الدوام بمقولة ظل يرددها شعارا لحياته تقول: “جيل المصاحف للقدس زاحف”.

 

حكايته مع الأقصى

لشهيدنا القسامي سامر حكاية مع قبلة المسلمين الأولى، فقد توجه إلى المسجد الأقصى بتاريخ 29/09/2000، وهو يوم اندلاع انتفاضة الأقصى، للمساهمة في حمايته والدفاع عنه، ودخل رئيس حكومة الاحتلال شارون المسجد، وكان شعبنا بأكمله على موعد مع فتية الإيمان الذين هبوا لمواجته في قلب باحات الأقصى، ليشعلوا فتيل الانتفاضة الباسلة، وبينهم كان سامر.

 

ومع تواصل أحداث الانتفاضة، اشتعلت حرب القسام الضروس، وتتابعت قوافل الشهداء العظام في كل صباح ومساء، وفي كل ركن من الأرض المحتلة حفر القسام اسم شهيد كان سامر يتمنى أن يكون هو، حتى أخضبت الأرض بالدماء والحناء، ونزفت فلسطين دماً قانياً، لا سيما بعد تعرض مدنها للاجتياحات والدمار.

 

وخلال المجازر البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، لم يكن سامر ليقف صامتاً أمام إجرام المحتل، فقرر البحث عن شهادة يلقن بها المحتلين درسا، وينال منهم نيلة، واختار أن يطأ موطئاً يغيط به بني صهيون، فعقد النية واستعد لتنفيذ عملية لاقتحام مستوطنة “ايتمار”.

 

فارس الاقتحام

ليلة الاثنين الموافق 28 تموز/ يوليو 2002، قام شهيدنا سامر الليل يصلي ويتلو القرآن وعيونه ترنوا إلى الجنة، ثم صلى الفجر وعقد نية الصيام وانطلق صوب مستوطنة “ايتمار” المقامة على أرض قرية “عورتا” التي صادرها المحتل.

 

ورغم التحصينات العسكرية والأمنية الكبيرة، نجح القسامي سامر في اقتحام المستوطنة، ووصل إلى الوحدات الاستيطانية وغرف الحراسة، وقاتلهم وجها لوجه، وأصاب منهم الكثير، وتركهم غارقين في دمائهم، قبل أن يصاب بعدة رصاصات.

 

وعندما فرغت ذخيرته احتجزه الاحتلال، وقام بتعذيبه ليغطي على فشله في مواجهته مسلحاً واحداً، حتى استشهد في التعذيب، وبقي جثمانه محتجزاً حتى يومنا هذا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى