تقاريرسلايد

الذكرى الـ18 لعملية الاستشهاديين القساميين القواسمي والجعبري في بئر السبع

الخليل- خدمة حرية نيوز

توافق اليوم الذكرى السنوية الثامنة عشر لعملية الاستشهاديين القساميين أحمد عبد العفو القواسي ونسيم محمد الجعبري من خليل الرحمن، والتي وقعت بمدينة بئر السبع المحتلة في 31 آب/ أغسطس لعام 2004، وأسفرت عن مقتل 16 صهيونياً وإصابة أكثر من 100 آخرين.

 

ولد الاستشهادي القسامي أحمد القواسي في حي الحرس بمدينة الخليل بتاريخ 29 تشرين الأول/ أكتوبر 1978، ودرس الابتدائية في مدرسة أبي بكر الصديق حتى الصف العاشر، ثم ترك المدرسة ليعمل في مجال الألمنيوم مع أقاربه.

 

تربى أحمد على نهجٍ إسلامي إيماني صحيح في مسجد الحرس وحضن أبيه الحاج عبد العفو، الذي يعد أحد كبار وجهاء محافظة الخليل بشكل عام وعائلة القواسمي بشكل خاص، وقدم من أبنائها الأسير والشهيد والجريح والمطارد.

 

القسامي أحمد القواسمي

حافظ شهيدنا القسامي على صلاته في مسجد الحرس وصيامه وقراته القرآن، ولم يكن يحب أن يغضب أحداً منه، كما أنه لم يكن يعرف بكثرة الأصدقاء والعلاقات الاجتماعية، وكان من هواياته السباحة ولعب الحديد والأثقال وركوب الخيل.

 

لم يسبق لشهيدنا أحمد أن تعرض لأي اعتقال أو استدعاء من قوات الاحتلال، حيث لم يكن أحد يتوقع أن يكون في يوم من الأيام استشهادي، حيث كان لا يحب الحديث في السياسة.

 

كان الشهيد واصل للرحم محب لأقاربه وأحبائه، بل إنه كان يحرص على كسب رضا والده ووالدته التي أقعدها المرض منذ 20 عاما، وقال لوالده صبيحة يوم استشهاده: “أحبك وأحب أمي وأرجو رضاكما”.

 

القسامي نسيم الجعبري

ولد نسيم في مدينة بئر السبع عندما كان والده يقيم هناك بتاريخ 15 نيسان/ أبريل 1982، ودرس الابتدائية فيها حتى الصف العاشر، ثم تحول إلى ميدان العمل ليشتغل في عدة مهن تحتاج إلى الحيوية والنشاط.

 

ثم انتقل إلى مدينة الخليل ليعيش مع عائلته وهم والداه وأربع إخوان وخمس أخوات في حي وادي الغروس المحاذي لمستوطنة كريات أربع الصهيونية على الطرف الشمالي الشرقي لمدينة الخليل، وهناك عاش مع عائلته مختلف أصناف المعاناة على أيدي أكثر المستوطنين تطرفاً وحقداً على العرب.

 

اتجه نسيم إلى العمل في مجال البناء وصناعة الكنب وغيرها من المجالات المهنية، وكان يساهم في مساعدة الاسرى ويعطي والده من الأموال التي يدخرها، كي يعينه في مصروفات الأسرة.

 

كان الشهيد القسامي دائم الابتسامة ومحب لوالدته ووالده وأخواته وحريص على مصلحتهم جميعاً، وكان متدين منذ الصغر ويواظب على الصلاة في المسجد ويصلي كثيراً في البيت ويحث شقيقاته على لبس الحجاب.

 

كان نسيم كثير الصيام، وشارك في إضراب الأسرى وأضرب معهم اثني عشر يوما، وكان يكثر الحديث عنهم وعن معاناتهم.

 

ولم يتعرض شهيدنا القسامي لأي اعتقال من قبل قوات الاحتلال، وسبق أن تم استدعاؤه من قبل مخابرات الاحتلال قبل نحو شهرين ونصف من استشهاده، حيث عُرض عليه “العمالة” مقابل تسهيل أمور حياته ومنحه التصاريح والهوية الإسرائيلية، وإعطاءه مبالغ كبيرة من المال، لكنه رفض وفضل عدم الحصول على التصريح وعاد إلى بيته.

 

موعد مع الشهادة

تمنى الاستشهاديان الشهادة باستمرار، واهتما بسيرة الشهداء والمجاهدين، دون أن ينتبه أحد لهذه الرغبة، فقد كانت علاقاتهما الاجتماعية قليلة.

 

وفي صبيحة يوم الشهادة، استيقظ أحمد ونسيم وصليا الفجر، ومع ساعات الصباح خرجا من بيتهما، والبسمة ترتسم على ملامحهما.

 

وتوجه الاستشهاديان عصر الثلاثاء 31 آب/ أغسطس 2004، وفجرا حافلتين صهيونيتين في مدينة بئر السبع المحتلة، وأسفرت العملية البطولية عن مقتل 16 صهيونيا وإصابة نحو 100 آخرين منهم 7 إصابات بالغة الخطورة.

 

وبعد ساعات من العملية اتخذت قوات الاحتلال إجراءات انتقامية، وعاقبت الفلسطينيين من أهالي الخليل جماعيا، ونشرت قواتها في مختلف أنحاء المدينة ونشرت الحواجز العسكرية على مداخلها وفي شوارعها، وشنت حملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى