نابلس- خدمة حرية نيوز
توافق اليوم الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قوات خاصة من جيش الاحتلال المقاومين الثلاثة في نابلس، محمد الدخيل وأدهم مبروكة وأشرف مبسلط، بتاريخ 08 شباط/ فبراير لعام 2022، وذلك عقب تنفيذهم عدد من عمليات إطلاق النار التي استهدفت جنود الاحتلال والمستوطنين.
وشكّل اغتيال المقاومين الثلاثة وقوداً لبروز المجموعات المسلحة في نابلس، وكانوا ضمن نواة بدأت بتنفيذ عمليات إطلاق نار في محيط المدينة، وقد نجا من محاولة الاغتيال العضو الرابع في المجموعة، إبراهيم النابلسي والذي استشهد في آب/ أغسطس الماضي.
وارتقى محمد الدخيل (22 عاماً) برفقة أدهم مبروكة (28 عاماً) والملقب بـ”الشيشاني”، ومساعدهم أشرف مبسلط (21 عاماً)، بنيران وحدات خاصة من وحدة “اليمام” التابعة لجيش الاحتلال، بعد اقتحام منطقة رفيديا في قلب نابلس خلال ساعات النهار، بسيارتين حملتا لوحتي تسجيل فلسطينية.
اغتيال بأكثر من 80 رصاصة
أطلقت الوحدات الخاصة الصهيونية أكثر من 80 رصاصة باتجاه الشبان المقاومين، ما أدى إلى استشهادهم على الفور، ومصادرة السلاح الذي كان بحوزتهم.
وقبل عملية الاغتيال بيومين، اتصلت مخابرات الاحتلال بوالد محمد، وأبلغته بأن ابنه أصبح لدى فرقة اليمام من أجل تصفيته، إلى جانب تلقي الشهيد أدهم مكالمات عدة من ضباط الشاباك، وطلبوا منه تسليم نفسه، إلا أنه رفض، وفي المكالمة الأخيرة توعد أحد ضباط الاحتلال “الشيشاني” باغتياله.
وتعرض المقاومين الثلاثة للملاحقة والتعذيب من قبل أجهزة أمن السلطة، وتحديداً قبل عامين من استشهادهما، بتهمة إلقاء عبوة ناسفة تجاه برج عسكري إسرائيلي في جبل جرزيم بمدينة نابلس.
لكن اعتقال الدخيل في سجون السلطة زاده إصراراً على مقاومة الاحتلال، وانضم إلى ما بات يعرف بخلية نابلس، التي نفذت عمليات مسلحة ضد أهداف لجيش الاحتلال والمستوطنين.
ملاحقة توجت بشهادة
تبنى الشهداء الثلاثة العمل المقاوم المسلح ضد قوات الاحتلال، ما جعلهم عرضة للملاحقة من أجهزة السلطة، التي اعتقلت الدخيل ومبروكة، وأمضى الأخير نحو عامين في سجون السلطة، وتعرض للتعذيب الشديد.
ودخل الدخيل ومبروكة في مواجهة مباشرة مع أجهزة السلطة، التي اعتدت على جنازة الشهيد جميل الكيّال، الذي اغتالته قوات الاحتلال في نابلس يوم 13 كانون الأول/ ديسمبر 2021، بإطلاقها الرصاص وقنابل الغاز باتجاه المشيعين.
واعتقلت السلطة الشهيد مبروكة بتهمة حيازة السلاح غير المرخص ومعاداة سياسات السلطة، وبعد 3 سنوات أفرجت عنه، لكن قوات الاحتلال بدأت بمطاردته قبل أن تعتقله ويمضي ثلاث سنوات في سجونها.
وفي مشهد غاب طويلاً، خرج ما لا يقل عن 10 آلاف فلسطيني بينهم نحو مئة مسلح، في وداع الشهداء الثلاثة، وامتلأ ميدان الشهداء وسط نابلس عن بكرة أبيه بالمشاركين في تشييع جثامين المقاومين، وسط إطلاق نار كثيف في الهواء، تنديداً بالجريمة ورسالة للمحتل بأن الرد قادم لا محالة.