سلايدمقال

ماذا لو خذلناهم!!!!

ماذا لو خذلناهم!!!!

 

كتبت الناشطة فادية البرغوثي

هل يتبادر لأذهان الأسرى هذا التساؤل

وهم يفكرون بنا؟ هل تسألوا عنا وقالوا” أترى هل يخذلونا؟ هل ستهون عليهم تضحياتنا؟ هل يغضون الطرف عن عذاباتنا ويستمروا في حياتهم كأننا لم نكن؟

 

لا! لم يتبادر هكذا خذلان في أذهان من لم يخذلوا شعبهم يوماً، كيف تتبادر هكذا سخافة لفتية آمنوا بربهم قبل إيمانهم بأي شيء! فتية كان اتكالهم على نصرة من نصروه، ومن ثم على صلابتهم وعزيمتهم التي لم تلين، ولم تصدأ وإن صدأت أبواب زنازينهم من تتالي السنين.

قبضة السجان وعنجهيته وبطشه أهون عليهم من خذلاننا لهم، وأخف وقعاً وألماً. لم يفكر الأسرى في ذواتهم لحظة حين أقدموا على مقاومة الاحتلال بل كان رفض الذل والسعي لاسترداد الحقوق غايتهم ولم يبدلوا.

 

ثورتهم الحالية ليست لتحصيل وسائل راحة مادية يستطيعون الحصول عليها بتقديم تنازلات خفيفة، عوضاً عن الثبات على مبادئ قد يدفع بعضهم روحه في سبيل الحفاظ عليها. ثورتهم ديدن حياة الأبطال الرافضين للذل الساعين للحق الثابتين على المبادئ.

 

رسائل الأسرى وبياناتهم تحمل رفضاً لمحاولات الاحتلال حرمانهم أبسط الحقوق كالخروج بلا قيود، والاستحمام وغيرها من وسائل التخفيف من ظروف الأسر القاسية.

 

قهر وسيطرة ونزع مكتسبات جاءت عبر مراكمة جهود خلال سنوات كان ثمنها أرواح أسرى وسنوات أسر اضافية للكثيرين و عذابات لا توصف.

 

تعنت إدارة السجون وإذعانها لقرارات بن غفير العقابية ستقود لرد فعل واسع داخل السجون كلها، ليتحول كل أسير لتهديد حقيقي أمامهم، وستختفي الضوابط الحاكمة لعلاقة الأسرى مع إدارة السجون لتجد نفسها أمام بركان غضب لم تختبره من قبل.

 تضييق الخناق على الأسرى سيشعل كرة لهب متدحرجة سيعجز الاحتلال عن إخمادها. ويبدو أن بن غفير لم يقرأ السير الذاتية لمن يواجههم، ويجهل  أنه يتعامل مع شريحة قدمت الروح وسنوات العمر  ثمناًً للعزة والكرامة،

وتحريضه إدارة السجون على المساس بها سيقابَل ببأسٍ يفاجئه.

لقد أعمت بن غفير عنجهيته عن حسن تقدير شجاعة الأسرى وإقدامهم وصلابتهم.

وبتقديري ستكون ردود الأفعال على  أحداث السجون اشتعال كافة الساحات في خارج السجون. شعبنا بات كالمرآة تنعكس أحداث ساحة معينة على باقي الساحات فيه، شعبنا لن يترك الأسرى في معركتهم وحدهم، ولن يقف موقف المتفرج المتسائل ” ماذا لو خذلناهم؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى