تقاريرسلايد

مهندس الاستشهاديين.. الذكرى السنوية الـ20 لاستشهاد القائد القسامي علي علان من بيت لحم

بيت لحم خدمة حرية نيوز

توافق اليوم الذكرى السنوية الـ20 لاستشهاد القائد القسامي المهندس علي علان، خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الإسرائيلي أدى لمقتل إسرائيلي وإصابة آخر حسب مصادر الاحتلال، وذلك بعد رحلة مطاردة كبيرة حمّلته قوات الاحتلال مسؤولية مقتل 50 إسرائيليا وإصابة العشرات.

 

سيرة بطل

ولد الشهيد القسامي علي موسى علان في مخيم عايدة قضاء بيت لحم، وعرف بجمال وجهه ورقي أخلاقه وسريته الكاملة.

 

أدرجت سلطات الاحتلال اسمه على قائمة المطلوبين الخطرين لديها بعد استشهاد أيمن حلاوة الذي كان يرافقه في نفس السيارة، وقد أصيب علان حينها بجروح ونجا من الموت بأعجوبة.

 

نسبت إليه قوات الاحتلال التخطيط لتنفيذ عدة عمليات ضد المحتل، كان آخرها عملية حيفا وعملية مستوطنة “كريات مناحيم” غرب القدس المحتلة، وعملية ثالثة في مفرق بيت صفافا قرب مستوطنة “جيلو”، إضافة إلى عدة عمليات أخرى، وأكدت قوات الاحتلال أنه مسئوليته عن مقتل ما يزيد عن 50 إسرائيليا وجرح المئات.

 

تجهيز الاستشهاديين

برع شهيدنا ورغم حملة الملاحقة الواسعة المشددة في تجهيز وإيصال الاستشهاديين، والذين آخرهم محمد هزاع الغول في الثامن عشر من حزيران من العام 2002 من محافظة طوباس من شمال الضفة المحتلة إلى مدينة القدس المحتلة.

 

وفجر الاستشهادي الغول حزامه الناسف في باص للمستوطنين على مقربة من مغتصبة “جيلو” جنوبي القدس المحتلة، وأدت العملية إلى مقتل 19 إسرائيليا وجرح 74 آخرين غالبيتهم من الجنود، وشكلت العملية فشلا للاحتلال إذ أنها لم تكن بعيدة عن عملية “السور الواقي” التي ثبت فشلها أمام ضربات القسام.

 

بعد تنفيذ المجاهد القسامي نائل أبو هليل عملية استشهادية في قلب القدس موقعًا أكثر من عشرة قتلى، اقتحم الاحتلال بيت لحم مجددا ليطلق تهديداته بأن علي علان “مطلوب حياً أو ميتاً”، فكان الاجتياح الكبير لبيت لحم في 24 تشرين ثاني عام 2002، الذي طال مدينة بيت لحم بأكملها بحثاً عن علي علان، المطارد الذي دبّ الرعب في قلوب الاحتلال وأمسى كابوساً يؤرقهم.

 

لحظة الشهادة

كان الثامن عشر من آذار 2003، يحمل خبر مداهمة ليلية معتادة في قرية مراح رباح إلى الجنوب من بيت لحم، إلا أنه تحول إلى فاجعة أدمت قلوب محبي المقاومة، ليرتقي علان شهيداً في اشتباك مع قوات الاحتلال بعد أن أدمى قلوبهم وزرع الحسرة في ملحمته الأخيرة إذ أوقع في صفوفهم عدداً من القتلى والجرحى فيما أقرّ الاحتلال بمصرع رقيب وإصابة آخر.

 

قوات الاحتلال التي لم تكن تعلم أن المقاوم الذي اشتبك معها هو علي علان، وأخفت خبر استشهاده إلى حين أقرّت في وقت لاحق بأن الصدفة قادت جنودها لاغتيال القائد القسامي المطارد علي علان، فاعتقلت والده ووالدته وشقيقه للتأكد من ذلك.

 

واعتبرت حكومة الاحتلال حينها بأن استشهاد القائد علان بمثابة إنجاز كبير حيث جرى تكريم فرقة الاحتلال التي نفذّت عملية الاغتيال بحق أخطر المطلوبين لها كما وصفته طيلة فترة مطاردته، واعتبرت حينها أنها قضت على خبير حماس العسكري في بيت لحم وصانع قنابلها ومجهّز استشهادييها.

 

رحل علان عن ثمانية وعشرين عاماً فيما كان الاحتلال يحمّله مسؤولية مقتل خمسين من جنوده ومغتصبيه، رحل المهندس والمطارد بجسده لكن الطريق التي رسمها لن تضلّ عنها قلوب الثائرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى