تقارير

في يوم الأم… ذكريات الرحيل والحضور تفتح جرح عوائل الشهداء وأمهاتهم

 

جنين – خدمة حرية نيوز
يأتي يوم الأم العالمي على عائلات الشهداء في جنين يوما صعبا يحفر في ذاكرة أهالي الشهداء جرحا عميقا، يستذكرون الشهداء الذين ارتقوا، وكانوا معهم العام الماضي، وقد ارتقوا شهداء اليوم.

كفاية ابنة الشهيدة ماجدة عبيد تتحدث عن هذا اليوم وهي تقف على قبر والدتها التي استشهدت قبل شهر في المجزرة التي حدثت في جنين وراح ضحيتها 10 شهداء.

بين الدمعات والذكريات تجلس كفاية تستذكر والدتها وتقرأ لها ما تيسر من القرآن الكريم وتدعوا لها، وقد علّقت صورة والدتها في قلادة بعنقها.

وقالت كفاية إنه وفي مثل هذا اليوم من العام الماضي كانت تحتفل مع والدتها في يوم الأم بسعادة تغمر الجميع، واليوم هي بمكان أفضل مما كانت فيه، لكننا نحن الذين نتجرع أسى الفراق وندعوا الله أن يصبّرنا.

وأشارت كفاية إلى أن هذه السنة كانت أصعب سنة تمر على مخيم جنين، حيث سجلت منذ بدايتها أعدادا كبيرة من الشهداء، حتى فاضت المقبرة بالشهداء.

وأوضحت أن في هذا اليوم أغلب أمهات المخيم قد فقدن الشهداء أو الأسرى، إما ابنا أو زوجا أو أخا.

أما الشابة آلاء بواقنة، ابنة الشهيد الأستاذ جواد بواقنة، قالت إنه يصعب عليها الحديث لوالدتها بأي شيء في هذا اليوم، حيث فقدت والدها قبل شهرين خلال اقتحام المخيم، لأنهم يعلمون عندما يقولون لها “كل عام وأنت بخير” فذلك يعني أنه ستشعل المواجع في قلبها مستذكرة زوجها الشهيد.

وبيّنت أن هذا اليوم يجب أن يكون للأم الفلسطينية التي ضحّت وقدمت وأكثر أم تحمّلت ألم ووجع وفقدان وكابرت على نفسها لتخرج بأجمل صورة.

وذكرت أن والدها الشهيد كان هو من يقوم بعمل الهدية وتجهيز المفاجئات لزوجته، فكان حاضرا هو بأفكاره ينتظرونه على درج المنزل حاملا هدية والدتهم التي لا يرضى أن يحضرها غيره.

وهذه منال منصور والدة الشهيد القسامي المحتجز جثمانه أمجد احسينية تتمنى في هذا اليوم أن يكون لنجلها قبر تزوره فيه، حيث اعتادت أن يقدم لها الهدايا في هذه اليوم.

وأشارت منصور إلى أن هذا اليوم يذكرها بأمور كثيرة، وكانت أمس قد بدأت في المدرسة التي تدرس فيها للغناء للأطفال عن يوم الأم، لكن الدموع حبست عنها الكلمات فلم تستطع إكمال الأغنية.

أغنية بقيت حبيسة صدر أم أمجد، استذكرت فيها العام الماضي كيف كان أمجد إلى جانبها، وكانت هديته لها خاتما من الذهب، بقي يذكرها بنجلها الراحل، ترى صورته في لمعانه، وتستشعر حضور أمجد دوما كلما نظرت للخاتم.

وقبل أيام ومع المنخفض الجوي الأخير، شعرت منال بلسعة من البرد أشعلت داخلها وهج الحنين والشوق لنجلها الذي كانت طالما تقول له “دفي حالك”، لكن اليوم هو في ثلاجات الاحتلال بعيدا عنها، لا تستطيع أن تدفئ جسده الحاني.

وتتمنى منال أن يرد الله لها جثمان نجلها وأن تستطيع أن تقبله وتحتضنه قبل أن تواريه التراب في قبر قريب عليها تزورها متى شاءت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى