تقاريرسلايد

الذكرى الـ21 لعملية الاستشهادي القسامي شادي الطوباسي من جنين

أسفرت عن 20 قتيلاً و35 جريحاً

جنين- خدمة حرية نيوز

توافق اليوم الذكرى السنوية الواحدة وعشرين على عملية الاستشهادي القسامي شادي زكريا الطوباسي من مخيم جنين، والذي فجّر نفسه بالقرب من مطعم “ماتسة” والمركز التجاري “غراند كنيون” في قلب مدينة حيفا المحتلة بتاريخ 31 آذار/ مارس 2002، ما أدى إلى مقتل 20 صهيونيا وجرح 35 آخرين.

 

ولد الشهيد القسامي شادي عام 1978 بين سبعة من الأخوة، خمس من الذكور وثلاثة من الإناث، وكان رابعهم جميعاً، في بيت مناضل ذاق بعض أفراده طعم الشهادة، وبعضهم الآخر طعم الاعتقال.

 

درس شادي في مدارس مخيم جنين التابعة لوكالة الغوث، حتى أكمل المرحلة الإعدادية ليلتحق بوالده ويساعده في مسؤوليات المنزل وأعبائه، وعمل منذ الصغر مع والده داخل المناطق المحتلة عام 1948، وخاصة مدينة حيفا، لذلك فقد تعلم لغة العدو وأتقنها.

 

كان من بين بعض إخوانه الذين حصلوا على هوية تخوله الدخول للمناطق المحتلة عام 48، لكون والدته من قرية “مقيبلة” التابعة لمدينة جنين والواقعة داخل الأراضي المحتلة عام 48.

 

تعرض للاعتقال

تعرض القسامي شادي الطوباسي للاعتقال في سجون الاحتلال عام 1997، وتحديداً في سجني شطة والفارعة، إلى جانب اعتقال شقيقه الأكبر رضى لمدة ثمان أشهر عام 1993، بتهمة الانتماء لحركة المقاومة الإسلامية حماس.

 

ولم يكن شادي الاستشهادي الأول في عائلة الطوباسي، فقد سبقته محاولة ابن عمه سمير عبد الفتاح من سرايا القدس، والذي تحزم وانطلق داخل الأراضي المحتلة عام 1948 لتنفيذ عملية استشهادية، إلا أن اشتباه بعض أفراد الأجهزة الأمنية به أدى إلى اعتقاله.

 

كان من أكثر ما أثر في نفس القسامي شادي هو قيام القوات الصهيوني باغتيال ابن عمته مجدي أبو الطيب أحد قادة كتائب شهداء الأقصى في مخيم جنين مع عكرمة استيتي، بعد أن قامت بالتعاون مع عملائها بتفخيخ سيارتهم التي انفجرت في وسط المخيم أثناء تحليق طائرة صهيونية في سمائه.

 

ولم تكن هذه الحادثة أول مصاب على قلب شادي، بل سبقه استشهاد صديق عمره نضال الجبالي ابن مخيم جنين وصديقه الدراسي قبل عام من تنفيذه عملية حيفا الاستشهادية.

 

عشق الشهادة

كان شادي عاشقاً للشهادة وكثير الإلحاح على قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام، ليكون أحد الاستشهاديين، وبالفعل كان المنفذ لعملية حيفا البطولية، داخل معطم “ماتسه” بجانب المجمع التجاري “جراند كنيون”، والذي يقع فيه أيضاً محطة للوقود.

 

صلى شادي ركعتي الشهادة، قبل أن يَربط أو يُربط له حزامه الناسف ويودع من حملوا متجها إلى عروس البحر الحزينة حيفا، لقد كانت الخطة المعدة للقسامي شادي أن تكون وجهته إلى المجمع التجاري المسمى  “جراند كنيون ” حيث حاول الدخول إلى المجمع التجاري ، إلا أن منظر المطعم الذي كان يعج بشكل كبير بالصهاينة استفزه وقرر تفجير نفسه فيه، ويقع المطعم بجانب المجمع التجاري الذي كان وقتئذ يشهد حراسة أمنية .

 

وجاءت عملية الاستشهادي شادي الطوباسي رداً على مجازر الاحتلال في مدينة رام الله وكل مدن فلسطين، والتي كانت مناظرها تأتي تباعاً، هنا صورة لمجزرة مقتل خمسة رجال أمن، وهناك عشرات المواطنين مكبلين كأسرى.

 

انتظر القسامي شادي قليلا متحيناً فرصته المناسبة للدخول إلى المطعم، وفي غمضة عين كان القسامي داخل مطعم “ماتسه“، وأذاق الحضور جميعا طبقا قساميا جديداً ، ودوى انفجار عنيف أيقض أسماك بحر حيفا وتناثرت على صداه أشلاء العشرات من الصهاينة.

 

وأسفرت العملية الاستشهادية عن مقتل 20 صهيونياً وإصابة نحو 36 آخرين، ليرتقي القسامي شادي الطوباسين ابن مخيم جنين الصمود إلى العلا شهيدا جديدا على درب الشهداء.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى