بقلم الكاتبة انتصار العواودة
الطفل الفلسطيني عاش بمعجزة الرعاية الربانية، فجرائم الاحتلال وترويعه كانت كافية بخلق جيل فاشل منحرف.
ليس سهلا ان ينام الطفل بحضن والديه، ثم يستيقظ على مداهمة المنزل ليلا من جيش الاحتلال الغاشم لاعتقال والده أو شقيقه الأكبر، او يستقبل والده مساءٌ شهيدا مضرجا بدمائه.
عاش الطفل الفلسطيني تفاصيل النكبة والنكسة واجتياح جنوب بيروت للمخيمات الفلسطينية، ومجازر تل الزعتر وصبرا وشاتيلا.
عاش رعب العدوان الغاشم للاحتلال الصهيوني في الانتفاضتين، وطورد في مدرسته وفي الشوارع.
استشهد والديه أو أحدهما او عائلته وبقي وحيدا نتيجة الحروب الهمجية ضد قطاع غزة منذ 2008 حتى اللحظة.
فقد ألعابه وسريره وكتبه ودفاتره تحت أنقاض بيته، وأصبح لاجئا للمرة الثانية، على أرض قطاع غزة التي جاءها أجداده لاجئين من أراضي ال 48.
لم ينل الطفل الفلسطيني حقا من حقوقه التي تكفلها القوانين والمواثيق الدولية، وكيف ينالها وهو تحت سطوة الاحتلال الأكثر ظلما واجراما في تاريخ البشرية؟
لن يعيش الطفل الفلسطيني كباقي أطفال العالم، والعالم يكيل بمكيالين, يقف إلى جانب الاحتلال المعتدي ضد الفلسطيني صاحب الحق التاريخي والديني في ارض فلسطين.