تقاريرسلايد

الذكرى الـ28 لعملية الاستشهادي القسامي لبيب أنور عازم من نابلس

أوقعت 6 قتلى وأكثر من 40 جريحاً

نابلس- خدمة حرية نيوز

توافق اليوم الذكرى السنوية الثامنة وعشرين لعملية الاستشهادي القسامي لبيب أنور عازم من نابلس، والذي فجّر نفسه في حافلة قرب تل أبيب بتاريخ 24 تموز/ يوليو لعام 1995، وأسفرت عن مقتل 6 صهاينة وإصابة أكثر من 40 آخرين.

 

ولد الاستشهادي القسامي لبيب في 25 كانون الثاني/ يناير لعام 1973 بمدينة الزرقاء بالأردن، إلا أن جذوره تعود لبلدة “قريوت” قضاء مدينة نابلس، حيث عاد إليها صغيراً، بعد سنوات قضاها وأسرته في المهجر.

 

والتحق بموائد تحفيظ القرآن الكريم في مساجد بلدته “قريوت”، وتعرف على سيرة الصحابة وجهادهم وتضحياتهم في سبيل إعلاء راية الحق، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة “قريوت” الثانوية، ومنها لمدرسة “حوارة” الثانوية ليكمل دراسته الثانوية في الفرع العلمي، وبعد أن أنهى تعليمه الثانوي، ذهب إلى الأردن ليكمل دراسته الجامعية حيث التحق بالكلية العربية، لدراسة الكمبيوتر.

 

وأثناء دراسته في المملكة الأردنية الهاشمية كانت الانتفاضة الأولى قد اندلعت شرارتها في فلسطين المحتلة، وبعد أن أكملت كتائب الشهيد عز الدين القسّام هيكلها النهائي للعمل، بدأت بتنفيذ العديد من العمليات الاستشهادية التفجيرية التي أذهلت الكيان الصهيوني.

 

إنجازات المجاهدين

أما شهيدنا القسّامي القائد لبيب عازم الذي كان يتابع عبر وسائل الإعلام تفاصيل إنجازات المجاهدين وأخبارهم، فقد كان يهوله ما يقع على شعبه الفلسطيني من إذلال وتعذيب، واعتقال وتشريد للمواطنين، فشعر أن نداء الجهاد والاستشهاد يناديه، فلم يستطع تمالك نفسه من هول تلك المناظر، فحزم أمتعته تاركاً وراءه ما تبقى من دراسة متوجهاً إلى فلسطين، ليلتحق بصفوف المجاهدين.

 

وكان من أبرز قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس في منطقته، فقد كان من أوائل من انضم إلى صفوفها، مبايعاً فيها قيادة الحركة على السمع والطاعة في المكره والمنشط، ليتسلم بعدها قيادة حركة حماس في بلدته، ويقوم بكل أعبائها الدعوية.

 

كان الشهيد رحمه الله وبناء على تعليمات خاصة كان يتلقاها من بعض إخوانه في كتائب الشهيد عز الدين القسّام، يتردد مراراً على جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس، وهناك التقى بالمهندس يحيى عيّاش، وبموجب توجيهات المهندس، بادر بالتعاون مع عبد الناصر عطا الله القابع في سجون الكيان الصهيوني بتكوين مجموعة قسّامية سرية، كان لها دور بارز في إقامة قاعدة تنظيمية في منطقة نابلس.

 

ارتكزت في البداية على تجنيد متطوعين لتنفيذ عمليات استشهادية، ولأنهما كانا معروفين بنشاطهما في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وشاركا مرات عديدة في فعاليات جهادية، واتفق المجاهد عبد الناصر عطا الله ويحيى عيّاش على قيام المجاهدين القساميين: لبيب أنور فريد عازم وسفيان سالم عبد ربه جبارين كمرشحين لتنفيذ العمليتين الاستشهاديتين الأولى والثانية، اللتين تقرر أن يتم تنفيذها بالتعاون بين قاعدة عبد الناصر في نابلس وقاعدة محي الدين في القدس.

 

اختفاء قبل تنفيذ العملية

بناء على البرنامج الذي تلقياه من المهندس، فقد عمل القائدان محي الدين الشريف وعبد الناصر عيسى بحرص شديد بألا يتم الكشف عن أسماء المجاهدين الذين سينفذون العمليات الاستشهادية بعد استشهادهم.

 

واستهدف المهندس من هذا الأمر، ألا يحصل “الشاباك” على أي معلومات تفيده في التحقيق بعد تنفيذ العمليات وترك ضباطه وخبرائه في حيرة من أمرهم.

 

اختفي المجاهد القسّامي الاستشهادي لبيب عازم عن الأنظار قبل العملية بأسبوعين، وكان وقتها في رحاب قائده المجاهد عبد الناصر عطا الله الذي كان يدربه وقتها على طريقة تفعيل المتفجرات، وبعد شرح طبيعة الهدف وتفاصيل الخطة وطريقة تشغيل المتفجرات، قام القائد عبد الناصر بنقل المجاهد القسّامي الاستشهادي: لبيب عازم وحقيبة المتفجرات التي احتوت على أربعة كيلوجرامات وكمية من المسامير، في سيارته إلى ضاحية “بني براك” القريبة من “تل أبيب”، حيث استقل لبيب الحافلة رقم (20) المتجهة إلى ضاحية “رامات غان”.

 

موعد الشهادة

في نحو الساعة الثامنة وأربعين دقيقة من صباح يوم الاثنين الموافق 24 تموز (يوليو) 1995، مرت الحافلة بالقرب من مبنى بورصة الماس وأضحت على بعد مائة متر من زاوية شارع “اباهيلل-لسكوف” وعندئذٍ، وقف المجاهد لبيب في وسط الحافلة، وشغل جهاز التفجير، ليدوي انفجار هائل، دمر الجانب الأيسر من الحافلة تماماً، وحطَّم جميع النوافذ وأحدث فجوة كبيرة في السقف، وانتُزِعَ غطاء المحرك ومخزن الحقائب، موقعاً ستة صهاينة وأكثر من 40 صهيونياً في عداد الجرحى حسب الإذاعة الصهيونية، وعلى الأثر، أغلقت الشرطة الصهيونية المنطقة، وهرعت عشرون سيارة إسعاف لنقل القتلى والجرحى، حيث استقر ما اعترفت به الشرطة على ستة قتلى وواحد وثلاثون جريحاً من بينهم ستة بحالة خطرة.

 

وقد وقفت أجهزة الأمن والاستخبارات عاجزة عن تحديد هوية الاستشهادي والجهة التي تقف وراء العملية القسّامية، ويشكل هذا العجز بحد ذاته ضربة قوية لمصداقية أجهزة الأمن التي اضطرت لعرض صورة تقريبية للشهيد في التلفزيون الصهيوني والصحف، على أمل التعرف على هويته.

 

حققت العملية الاستشهادية في “رامات غان” “بتل أبيب” نجاحاً متميزاً، ترك حكومة اسحق رابين وأجهزتها الأمنية في حالة ذهول، فللمرة الأولى لم يستطع ضباط الشَّاباك تحديد اتجاهات التحقيق.

 

بعد سنوات من استشهاده، واصل الاحتلال احتجاز جثمانه، حتى تاريخ 31-5-2012م، حيث استلمت عائلته جثمانه الطاهر وقامت بتشييعه ودفنه في جنازة مهيبة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى