تقاريرسلايد

شهداء القسّام في بدو بالقدسِ “زهران وبدوان وحميدان”.. مطاردةٌ واشتباكٌ ثم شهادة

الذكرى الثانية.. دماء على طريق الأقصى

القدس المحتلة-خدمة حرية نيوز

نقف اليوم أمام سيرة ثلاثة مجاهدين قساميين ثائرين، أخذوا على أنفسهم العهد بأن يحيلوا الأرض ناراً تحت أقدام الصهاينة، ليحفروا أسماءهم في سجل العائلات التي تفتخر فلسطين بأمثالها، وهم الشهيد القسامي القائد أحمد زهران والمجاهد القسامي زكريا إبراهيم بدوان، والمجاهد القسامي محمود مصطفى حميدان، حيث تحل اليوم ذكرى ارتقائهم الثانية.

الشهيد القسامي القائد أحمد زهران

وفي العشرين من أغسطس لعام 1991 ولد الشهيد القسامي القائد أحمد إبراهيم موسى زهران، في قرية بدو شمال غرب القدس المحتلة، لعائلة مجاهدة عودتنا على البذل والعطاء، وهناك شب وترعرع بين ربوعها العامرة على حب الوطن وقصص مجاهدي القسام الأوائل ومنهم شقيقه القسامي زهران زهران -أحد أبطال عملية أسر الجندي الصهيوني نخشون فاكسمان-، والذي ارتقى بتاريخ 29-09-1998م، بعد تفجير استهدفه بعبوة وضعت في حقيبة مفخخة.

كان قائدنا القسامي في طليعة المواجهات مع الدوريات الصهيونية وآليات الاحتلال التي كانت تقتحم القرية، وكان يطلق عليه “النمرود” في المواجهات لشدة بأسه في التصدي لجنود الاحتلال غير آبه برصاصهم الذي قد يقعده مصاباً أو شهيداً.

كما عرف ببغضه وشراسته على أعوان الاحتلال، فلم يكن يحب رؤيتهم، وكان وقّافاً للحق في وجه أي ظالم، لا يحب أن يتعدى أحد على الآخر، ومنذ صغره ظهرت عليه صفات القيادة، فكان قائداً ومختاراً بين أقرانه يحل لهم مشاكلهم.

تعرض شهيدنا القسامي أحمد للاعتقال في سجون الاحتلال لمدة ثمانية سنوات على فترات متفاوتة، واعتقل لدى أجهزة سلطة أوسلو أكثر من أربع مرات بسبب مقاومته للاحتلال، عدا عن هجوم أجهزة السلطة أكثر من مرة على المنزل.

خلال معركة سيف القدس 2021م اقتحمت أجهزة سلطة أوسلو منزل القسامي أحمد وكان داخل المنزل عند دخول السلطة للبيت لاعتقاله، لكنهم لم يتمكنوا منه وتم طردهم بالقوة، وكان الاقتحام ومحاولة اعتقال أحمد بسبب تكبيراته فور انطلاق الصواريخ من غزة تدك المدن المحتلة والهتاف لغزة وبسبب مواجهته لآليات الاحتلال عند اقتحام المنطقة.

بدأت رحلة المطاردة عندما حاول العدو اغتياله بإطلاق النار المباشر عليه في المنزل لكنه تمكن من الانسحاب وبدأت رحلة المطاردة وتم احتجاز زوجته وأشقائه وأبنائهم للضغط عليه لتسليم نفسه لكنه رفض.

المجاهد القسامي زكريا بدوان

ولد شهيدنا القسامي زكريا إبراهيم صالح بدوان في الثامن عشر من شهر يناير عام 1985م، لعائلة مقدسية مجاهدة في قرية بدو شمال غرب القدس المحتلة، ونشأ بين أحضانها على الخير والصلاح، وتربى في كنفها على حب الوطن وسير الشهداء الأبطال.

ما أن اشتد عود زكريا أخذ على نفسه عهداً بأن يقاتل هذا العدو الذي سلب أرضه، وارتكب الجرائم بحق أبناء شعبه ومقدساته، فأقسم بأن يواصل درب الشهداء الأبطال، ويسير على ما تربى عليه من حب للجهاد والاستشهاد.

ومع انطلاقة الانتفاضة عام 2000م حرص شهيدنا على تقدم الصفوف ومواجهة الاحتلال بالحجر والملتوف رغم صغر سنه، فلم يكن يبلغ سوى 16 عاماً، إلا أنه كان نعم المقاتل المقدام الذي لا يهاب الموت، وقد شهد له أصدقاؤه بذلك.

تعرض شهيدنا القسامي زكريا للاعتقال في سجون الاحتلال الصهيوني لمدة أربع سنوات، وذلك بسبب انخراطه في العمل الجهادي، إلا أن ذلك لم يثني من عزيمته على مواصلة نضاله ضد هذا العدو بكل ما أوتيَ من قوة، حتى آخر لحظات حياته.

الشهيد القسامي محمود حميدان

ولد شهيدنا القسامي محمود مصطفى عبد الفتاح حميدان في الخامس من شهر سبتمبر عام 1994م، لعائلة مقدسية مرابطة في قرية بدو شمال غرب القدس المحتلة، وتربى في كنفها تربية إسلامية صالحة، رسخت فيه حب الوطن والشهادة.

كغيره من أبناء شعبنا الفلسطيني الثائر، شارك محمود في المواجهات ضد المحتل الصهيوني، وتميز رحمه الله بالجرأة والقوة والنشاط غير المحدود منذ صغره، فكان دائم التواجد في الفعاليات الوطنية وفي نقاط المواجهة والتماس مع الاحتلال.

تعرض شهيدنا القسامي محمود للاعتقال في سجون الاحتلال الصهيوني لمدة 7 سنوات، وذلك بسبب انخراطه في العمل الجهادي، إلى جانب مشاركاته الوطنية في الفعاليات والمواجهات الميدانية ضد الاحتلال.

اتجه شهيدنا خلال فترة اعتقاله إلى كتاب الله تعالى متدبراً آياته وحافظاً لسوره، فأتم حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، كما حصل على شهادة السند في إتقان القرآن حفظاً وتلاوة، قبل أن يفرج عنه الاحتلال بتاريخ 20-7-2021م.

ارتقاء مجاهدي القسام

ارتقى القائد القسامي الميداني أحمد إبراهيم زهران، المجاهد القسامي زكريا إبراهيم بدوان، والمجاهد القسامي محمود مصطفى حميدان، وجميعهم من قرية بدو شمال غرب القدس المحتلة في اشتباكٍ مسلحٍ مع قوةٍ صهيونيةٍ خاصة في جبال القدس فجر الأحد 19 صفر 1443هـ الموافق 26/09/2021م، لتفيض أرواحهم إلى بارئها محلقةً في سماء فلسطين، بعد مسيرةٍ دؤوبةٍ من الجهاد والإعداد توجت بالمطاردة ثم الشهادة في سبيل الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى