أخبارتقارير

النقابات الفلسطينية معاقل وطنية وطوفان مرتقب في وجه الاحتلال

 

الضفة الغربية – خدمة حرية نيوز
تمثل النقابات الفلسطينية المورد الشعبي الذي يعج بالعمال الساعيين إلى إزالة كافة العوائق التي تقف أمام طموحاتهم ومستقبلهم المهني وأحلامهم الوظيفية، ويلعب الاحتلال الإسرائيلي الجاثم فوق الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948 العائق الأكبر، والعدو اللدود، الذي يمنع استمرار الحياة لمواطن أراد الحرية وسعى لها سعيها.

امتزج العمل النقابي الفلسطيني المطلبي منذ نشأته بالعمل النضالي التحرري وكان للتجمعات الفلسطينية على اختلاف مسمياتهات وأشكالها دوراً هاماً في تحفيز أعضائها بشكل خاص والمجتمع المحلي بشكل عام على صناعة التأثير في الحركة النضالية الفلسطينية من خلال حث الجماهير للمشاركة في المسيرات والثورات والمظاهرات ضد الاحتلال الإسرائيلي.

بداية وجذور
ترجع بدايات العمل النقابي الفلسطيني إلى حقبة العشرينيات من القرن المنصرم، تمثل ذلك في تأسيس جمعية العمال العرب عام 1921 وغيرها من الجمعيات النقابية المستفيدة من القانون العثماني الذي يسمح لثمانية أشخاص أن يشكلوا جمعية لرعاية مصالحهم دون التدخل في الشؤون السياسية والدينية.

لم تكن السياسة والبحث عن الحرية لفلسطين بعيدة عن اهتمام تلك الجمعيات لا سيما جمعية العمال العربية الفلسطينية التي تأسست عام 1925 وكان من مؤسسيها الشيخ عز الدين القسام، حيث ربطت برنامجها النقابي بالمطالبة بالاستقلال التام، وأعلنت في مؤتمرها الثاني عام 1946 عن تأسيس حزب سياسي متبنياً موقف الحركة الوطنية الفلسطينية رافضاً لقرار التقسيم الصادر بتاريخ 1947 والقاضي بتقسيم أرض فلسطين بين العرب واليهود.

تشتت ولجوء
كسائر الأجسام الفلسطينية المضادة للمشروع اليهودي على أرض فلسطين تعرضت النقابات الفلسطينية والجمعيات والهيئات في أعقاب حرب عام 1948 إلى الملاحقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وتشتيت النقباء بعد اللجوء والنزوح إلى دول المهجر وتدمير كافة البنى التحتية للنقابات والمؤسسات الفلسطينية وانتقال من بقي من أعضائها للعمل في أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة.

غير أن أحداث النكبة وما تبعها من مجريات لم تمنع النقابيّن من استرداد عافيتهم على ما تبقى لهم من أرض في الضفة الغربية وقطاع غزة وتأسيس عام 1963 الاتحاد العام لعمال فلسطين، وفي العام 1966 الاتحاد العام للأطباء والصيادلة.

من تحت الركام
نتيجة لأحداث النكسة واحتلال أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 تراجع العمل النقابي في فلسطين وانحصر في 3 نقابات في القدس، و8 أخرى في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. ثم شُكلت مجموعة من الهيئات الفلسطينية الموازنية للنقابات الأردنية ليصل عددها بحلول عام 1980 إلى 32 نقابة ينتسب إليها 13 ألف عضو.

وبعد إعلان اتفاق أوسلو عام 1993 نشأت نقابات جديدة وهي: نقابة الصحفيين عام 1994 والمحامين النظاميين عام 1997 والصيادلة عام 2016. ولعب تأسيس السلطة الفلسطينية تحدياً جديداً أمام النضال الفلسطيني لا سيما وأن السلطة ملتزمة باتفاقيات أمنية مع الاحتلال معتبرةً المقاومة الفلسطينية شكلاً من أشكال الإرهاب ملتزمةً بمحاربته.

غير أن ازدياد التحديات أمام الدور النضالي للنقابات الفلسطينية لم يزدها إلا قوةً وإصراراً على مواصلة النضال من أجل تحرير الأرض والإنسان فقدمت النقابات من أعضائها الشهداء والأسرى والجرحى. مبديةً التحدي من أجل تحرير الأرض والانعتاق من الاحتلال.

طوفان النقابات
ليس غريباً أن تكون أحداث معركة طوفان الأقصى في السادس من أكتوبر عام 2023 محركاً قوياً لعجلة النضال الفلسطيني فالنقابي الذي احتفل باقتحام المستوطنات، وإمطار عمق العدو بالصواريخ، لن يوقفه عن التقدم في دفع قضيته إلى الأمام شيء بلعب أدوار هامة في تغيير شكل المعادلة في الضفة الغربية.

ويجدد كل نقابي حركته ويبدد حالة الركود واليأس محولاً لها إلى أمل جديد ومرحلة نضالية فريدة فالمدرس ينشر قصص المناضلين وأحداثهم بين طلابه، والمحامي يتعاون مع نقابته في رفع الظلم قانونياً عن شعب محاصر في قطاع غزة، والطبيب ينشغل في تطوير إمكانياته وعلاج المصابين ويقدم خدماته للشعب دون أن يكلفهم فوق طاقتهم.

ربما كان اجتماع النقابات الفلسطينية على أهداف وطنية محددة في هذه المرحلة مثل طرد الاحتلال وتحرير الأرض وتجريم التعاون الأمني مع الاحتلال يمثل أهدفاً نبيلةً وعاملاً رافعاً للقضية الفلسطينية ينتج عنه عملاً نضالياً يصيب المحتل بكل أذىً ممكن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى