الضفة الغربية -خدمة حرية نيوز
توافق اليوم الذكرى الـ88 لاستشهاد الشيخ عز الدين القسام الذي استشهد في العشرين من نوفمبر عام 1935 في أحراش يعبد قرب جنين وهو يقاتل الاحتلال الإنجليزي لأرض فلسطين.
على الرغم من وفاته قبل 88 عاماً، فإن اسم عز الدين القسام، لا يزال يلمع في سماء العالم من خلال كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
عز الدين القسام كان أحد أبرز المقاومين ضد الاحتلال البريطاني لفلسطين. ولعب استشهاده دوراً كبيراً في إشعال الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، وأصبح رمزاً للمقاومة الفلسطينية.
حياة عز الدين القسام
ولد الشيخ المجاهد عز الدين القساّم في محافظة “اللاذقية” في سوريا سنة 1882م وترعرع داخل مساجد وكتاتيب بلدته “جبلة” متلقيًا تعليمه الابتدائي والديني هناك.
لمّا آنس منه والده رغبة في العلم أرسله إلى الأزهر في مصر وقد قضى هناك ثماني سنوات تتلمذ فيها على يد ثلة من الشيوخ وتعلم العلوم الدينية والفقه والتفسير والحديث ثم عاد بعد ذلك إلى مسقط رأسه بعد أن نال الإجازة العالمية الدّالة على تضلعه في العلوم الإسلامية ثم غدا فقيهًا في كل ما جمع من العلوم والمعارف
مشواره الجهادي
بعد احتلال فرنسا لسوريا في عام 1918، دعا عز الدين القسام إلى رفع السلاح والجهاد ضد المستعمر الفرنسي. عمل على نشر الوعي وحث الناس على المقاومة في خطبه ودروسه. اشترى أيضاً الأسلحة ودرّب المجاهدين.
في إحدى خطبه، أعلن القسام أن الإنجليز كانوا سبب البلاء، ودعا إلى مقاومتهم وطردهم من فلسطين قبل أن يحققوا وعدهم لليهود. حذّر الفلسطينيين من التساهل فيما يتعلق بالهجرة التي كان اليهود يقومون بها إلى فلسطين.
غادر الشيخ القسام إلى فلسطين عام 1921، مع بعض رفاقه، وقد صدر بحقه حكم بالإعدام غيابياً من الاحتلال الفرنسي.
منذ وصوله إلى فلسطين، أدرك عز الدين القسام خطورة التهديد الصهيوني والدور الذي تلعبه سلطات الانتداب البريطاني في تعزيزه. دعا في خطبه إلى مواجهة المستوطنين اليهود “كأعداء وليس كمهاجرين أو ضيوف”، وانتقد السماسرة الذين يبيعون الأراضي لليهود.
ووراء المنابر، كان عز الدين القسام يستعد لقيادة أعمال سرية أكثر أهمية وخطورة. وعلى ضوء تجربته في الثورة السورية، كان يدرك أهمية التخطيط والتنظيم المحكم، وضرورة السرية لتجنب أي هجمات مبكرة من الاستعمار.
تشكيل العصبة القسامية الجهادية
تمكن عز الدين القسام من تشكيل خلايا سرية مكونة من مجموعات صغيرة لا تتجاوز خمسة أفراد. في عام 1932، انضم عز الدين القسام إلى فرع حزب الاستقلال في حيفا وبدأ في جمع التبرعات من السكان لشراء الأسلحة.
تميزت مجموعات القسام بتنظيم دقيق، حيث كانت هناك وحدات متخصصة للدعوة إلى الجهاد والاتصالات السياسية والتجسس على الأعداء والتدريب العسكري.
في عام 1931، بدأت العصبة القسامية في تنفيذ عمليات فدائية مثل الهجمات على المستوطنات الصهيونية وإعداد كمائن للمستوطنين. كان الهدف الرئيسي هو وقف الهجرة اليهودية، وكذلك مطاردة العملاء الذين يتجسسون لصالح المخابرات البريطانية للانتقام منهم.
في نوفمبر/تشرين الثاني 1935، اضطر القسام لإعلان الجهاد، على الرغم من عدم استكمال استعداداته العسكرية بشكل كامل. اضطر إلى ذلك بسبب زيادة الهجرة اليهودية إلى فلسطين في ذلك الوقت وتوسعهم في الأراضي التي استولوا عليها.
اغتيال عز الدين القسام
في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1935، اكتشفت القوات البريطانية مكان اختباء عز الدين القسام في قرية البارد الريفية. ومع ذلك، تمكّن القسام و15 من أتباعه من الهروب إلى قرية الشيخ زايد. وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني، لاحقتهم القوات البريطانية، التي حاصرتهم وقطعت الاتصال بينهم وبين القرى المجاورة. وطالبت القوات القسام ورفاقه بالاستسلام، لكنهم رفضوا ودخلوا في اشتباك معها.
خلال المواجهة، قتل القسام أكثر من 15 جندياً بريطانياً، ودارت معركة متواصلة لمدة ست ساعات بين الجانبين. في نهاية المعركة في 20 نوفمبر/تشرين الثاني، استُشهد الشيخ عز الدين القسام وبعض رفاقه، وجُرح واعتُقل الباقون.
الفكرة لا تموت
أدى استشهاد عز الدين القسام إلى إشعال فتيل الثورة الفلسطينية الكبرى سنة 1935 وإضراب الستة أشهر والذي لم يتوقف إلا بتدخل الزعماء العرب. كما دام اسم القسام متلألأ في فضاء العالم فقد تخلد اسمه من خلال كتائب الشهيد عز الدين القسام والتي أذاقت الاحتلال الويلات على مدار سنوات الاحتلال.
حمل الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، اسم الشهيد عز الدين القسام، وأصبح اسم القسام كابوساً للاحتلال، الذي يأن ويألم من ضربات القسام، ففي الضفة الغربية والقدس، مجموعات القسام توقع الاحتلال والمستوطنين بكائن الموت، وتخوض الاشتباكات في مختلف مدن الضفة الغربية، وفي غزة تذل هيبة جيش الاحتلال، وتدمر آلياته وتأسر جنوده، أصبح اسم القسام صاروخاً يضرب مستوطنات الاحتلال في غزة والضفة، وصار وبالاً على الاحتلال.