الضفة الغربية – خدمة حرية نيوز
تحت راية خضراء مزينة بعبارة التوحيد يحملها ملثم فلسطيني، وقف رائد يوسف إدريس الصرصور 19 عاماً من مدينة الخليل معانقاً للحرية التي منحته إياها كتائب الشهيد عز الدين القسام في صفقة تبادل الأسرى السابعة من عمرة الهدنة المنعقدة بين الاحتلال والمقاومة.
يستمع رائد للتكبيرات من حوله والهتاف لكتائب الشهيد عز الدين القسام، يعانق الأهل والأصحاب والأحبة، في ليلة التحرير، ثم يبدأ بالتحدث عن حالة الأسرى الذين تركهم خلفه في سجن عوفر العسكري، موضحاً أنَّ كل شيء قد اختلف بعد السابع من أكتوبر عام 2023، فاستنفار الاحتلال وتعاملهم القاسي ازداد أضعافاً مضاعفةً عما كان عليه من قبل.
يقول رائد: أغلق الاحتلال علينا الغرف بشكل كامل، لعله يحجب عنا وصول الأخبار من الأسرى الآخرين، أو يشعرنا بمرارة السجن المضاعفة، فيضيف إلى البعد عن العالم الخارجي، بعداً جديداً ألا وهو حالة العزل عن مجتمع الأسرى وتبادل الأحاديث والأخبار التي من شأنها أن تشعرنا بشيء من الأمل وقضاء الوقت فيما هو مفيد.
ملابس قليلة وأدوات مصادرة
إمعاناً من الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة الحقوق الأدمية للأسرى الفلسطينيين، فقد قامت ما يطلق عليه إدارة مصلحة السجون (الشاباص) بمصادرة كل ما من شأنه أن يخفف على الأسير من حدة الزنزانة والمكوث فيها، مثل (البلاطة) وهي الأداة الكهربائية التي يستخدمها الأسرى للطبخ، وكذلك سحبت الإدارة ما يطلق عليه (الكمكم) وهو جهاز تسخين الماء لعمل القهوة والشاي.
إضافة إلى ذلك فقد منعت إدارة السجن الأسرى الفلسطينيين من امتلاك أكثر من غيارين من الملابس، فصادرت جميع الملابس الموجودة لدى الأسرى ولم تبق لهم سوى ما يرتدونه، وآخر ليستبدلوه بعد الذهاب إلى غسيل البدن والجسد في وقت الإجازة المسموحة.
ومع دخول فصل الشتاء البارد، فإنَّ الحاجة لوسائل التدفئة للأسير تصبح مطلباً أساسياً لا يمكن الاستغناء عنه، وخلافاً لذلك فقد صادر الاحتلال معظم البطانيات التي يستخدمها الأسرى للدفيء في فصل الشتاء.
انتشار للجيش غير مسبوق
ويشير رائد إلى عدد جنود الاحتلال المنتشرين داخل السجن وبين الغرف الذين يمارسون دور الرقابة الفردية على الأسير فيعدون عليه حركاته وسكناته وأنفاسه، إضافة إلى المعاملة السيئة التي يتعرض لها الأسير في حالة احتاج للاحتكاك بهم، سؤالاً أو طلباً لحاجة يريد أن يقضيها.
كما أنَّ كشَّاف الإنارة الذي يحمله الاحتلال، لا يغيب عن التسليط على وجه الأسير داخل الغرفة الواحدة ليلاً أكثر من ساعة، ربما يريد الاحتلال أن ينقل حالة الخوف التي يحياها جنوده إلى الأسرى، وإخبارهم بطريقة غير مباشرة أنَّ الأسير تحت المراقبة الدائمة حتى لو فكر بشيء فسيكون له السجانون بالمرصاد.
طعام قليل
باشر الاحتلال سياسة جديدة في السجون تقوم على أساس تقليل الطعام للأسرى وكما يضيف رائد فإنَّ الصحن الواحد من طبق الأرز الذي يكفي الفرد الواحد يوزع على عشرة أسرى، وهذا ينطبق على كل ما يقدم من طعام أو شراب للأسرى.
كما أنَّ وسائل التنظيف المقدمة للأسرى قليلة جداً، ويعقب رائد: إنَّ قطعة صابون واحدة تتنقل بين عشرات الأسرى ويقنن في استخدامها لتكفي عدة أيام، وكذلك الشامبو فهو بكميات قليلة مما أصاب العديد من الأسرى أمراض جلدية نتيجةً لقلة مواد النظافة العامة.
يشار إلى أنَّ رائد صرصور هو طالبٌ من جامعة الخليل، واعتقله الاحتلال الإسرائيلي 19 يونيو/ حزيران 2023 من بيته الكائن في منطقة نمرة، وأطلق سراحه في الصفقة الرابعة من تبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال.