الضفة الغربية – خدمة حرية نيوز
تتصدر حركة المقاومة الإسلامية حماس زعامة النضال الفلسطيني المقاوم للاحتلال، وتزداد شعبيتها بين الجمهور الفلسطيني كلما أثخنت في الاحتلال قتلاً وجرحاً وأسراً، وما كان السابع من أكتوبر عام 2023 إلا تاج عز ارتقى على رأس الحركة مبرزاً لها على الساحة المحلية كرائدة للمقاومة الفلسطينية، ومن جهة أخرى على الساحة الدولية كطود عظيم لا يمكن تجاوزه في أي حال من الأحوال.
وبالمقابل انخفضت شعبية رموز حركة فتح، بعد تخليهم عن النضال المسلح، وإدانتهم لأي عملية تجري، واعتقالهم للمطاردين بالضفة الغربية، وإبداء رغبتهم في عدم الممانعة من صعود دبابة الاحتلال معتقدين أنَّها قادرة على إيصالهم إلى قطاع غزة، دون أن يدركوا أنَّ المقاومة الفلسطينية هي التي ستنهي وجود الاحتلال، وسيقف الشعب الفلسطيني مع من ينتزع له الحق انتزاعاً لا من يستجدي الحماية من أمم هي التي صنعت الاحتلال ورعت وجوده لأعوام طويلة.
عباس الأدنى شعبية
تشير نتائج الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية تقدم رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية ب 78% من نسبة الأصوات التي سيحصل عليها في أي انتخابات قادمة، بينما تدنت نسبة محمود عباس إلى مستوى منخفض جداً وبلغت 16% في حال أن كان التنافس على الرئاسة بينهما حصراً دون أن يدخل مرشح آخر، كما بين مركز البحوث أن نسبة المشاركين في مثل هذه الانتخابات ستصل إلى 53% فقط من عدد الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية.
وأما إذا دخل مرشح إضافي للانتخابات ليصبح عدد المتنافسين في سباق الرئاسة 3 مرشحين فإن نسبة هنية ستبلغ 43% بينما عباس ستنخفض نسبته إلى 7% فقط هذا إذا شارك مروان البرغوثي الأمين العام لحركة فتح في الضفة الغربية والمعتقل منذ عام 2001 والمحكوم بالسجن المؤبد ل 5 مرات، وسيحصل البرغوثي على 47% من الأصوات.
وهذه الأصوات التي من المتوقع أن يحصل عليها مروان البرغوثي وإسماعيل هنية تفيد بأنَّ الشعب الفلسطيني مع نهج المقاومة، فكلا المرشحين داعمين لها وعاملين في صفوفها ومقدمين أعمارهم خلف القضبان نتيجةً لها بيد أن وجود مروان البرغوثي وجوده داخل السجن يمنحه تعاطفاً كبيراً من الشعب الفلسطيني وهذا ما يفسر نتيجته العالية في عدد الأصوات، بينما في حال كان حراً طليقاً ستختلف النتيجة حتماً، بينما محمود عباس بهذه النسب الضئيلة التي حصل عليها فهو لا يعكس آمال وطموحات الشعب الذي من المفترض أن يكون ممثلاً لهم.
معادلة طوفان الأقصى
ليس غريباً أن تصبح معركة طوفان الأقصى هي المعيار الذي توزن به الوطنية الفلسطينية، فترتفع شعبية أي قائد فلسطيني بتمجيده لهذا العمل، وانخراطه في صفوف المقاومة، وبالمقابل فمن يقبل أن يتحدث عن مشاريع دولية للسلام، أو يتساوق مع قرارات الاحتلال الأمنية عبر ما يسمى بالتنسيق الأمني فسيلفظه الشعب الفلسطيني من جسده، ففلسطين هي جسد نابض بالحرية تلفظ كل الأدران، وتبقي من يحمل اللواء ويسعى نحو الحرية.
وحسب استطلاع الرأي الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية فإنَّ 85% من نسبة المستطلعين أعربوا عن عدم الرضا من محمود عباس باعتباره لا يعبر عن رأي الشارع الفلسطيني ويتمسك بالسلطة خارج القانون منذ عام 2009 ، علاوة على أنَّ 88% يطالبون عباس بالاستقالة فهم يرون أن 12 عاماً بعد انتهاء ولايته الدستورية أغرقت القضية الفلسطينية أعماقاً إضافية في بحر اتفاق أوسلو الذي وقعه هو وسلفه ياسر عرفات مع الاحتلال دون أن يحقق للشعب الفلسطيني أي دولة.
حماس خيار الشعب
من المعروف أن حركة المقاومة الإسلامية حماس حصدت النصيب الأعلى من أصوات الفلسطينيين في انتخابات عام 2006 ، فمن أصل 132 مقعد حصلت حماس على 74 مقعداً، بينما حققت فتح 45 مقعدا وشارك في هذه الانتخابات 77 % من سكان الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، قبل 17 عاماً منح الشعب الفلسطيني حماس الحق في تمثيله وقيادته محلياً ودولياً.
وعلى الرغم من رفض المجتمع الدولي الاعتراف بالحكومة الفلسطينية العاشرة المنتخبة بقيادة إسماعيل هنية، غير أن الحقيقة لا يغطيها غربال العالم المنحاز لصالح الاحتلال والتي مفادها أن حركة حماس هي خيار الشعب وممثلته عبر صندوق الاقتراع وكذلك فهي التي تمثل طموحات الشعب الفلسطيني المنتظرة منذ زمن بعيد!
وفي استطلاع الرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في ديسمبر 2023 فإنَّ 43% من الشعب الفلسطيني يؤيد حماس كحزب سياسي بينما يؤيد حركة فتح 17% فقط، ويشير الاستطلاع إلى أنَّ 51 % من الشعب الفلسطيني سينتخبون حماس في حال حدوث انتخابات تشريعية بينما 19% سيمنحون أصواتهم لحركة فتح.
وفي سياق الجدل على تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب فإنَّ 54% يعتقدون أنَّ حماس هي الأجدر في تمثيل الشعب الفلسطيني بينما يرى 13% أنَّ حركة فتح هي أحق بالتمثيل.
وتستمر الساحة الفلسطينية الداخلية حاضنة للمقاومة رافضة لكل التسويات السياسية بعد أن تبين للفلسطينيين أنَّ المقاومة تمكنت من صناعة التحرير للأسرى، وإعادة القضية إلى الاهتمام الدولي والعربي والمحلي، في حين فشلت حركة فتح ومنظمة التحرير من تحقيق أهدافها بالشراكة مع الاحتلال في إقامة دولة ما، ولم يمنحها أحد غير سيادة وظيفية على السكان لا ترتقي إلى شبه دولة، ولا حتى أقل من ذلك!