نابلس-خدمة حرية نيوز:
حذر نشطاء ضد الاستيطان من مساعي المستوطنين للسيطرة على مساحات واسعة من أراضي بلدة الساوية جنوب نابلس.
وقال الناشط بشار القريوتي إن المستوطنين ومنذ عدة أشهر يحتلون منطقة زراعية كاملة ومتنزه في البلدة بالتواجد الدائم فيه ورعي الأغنام التي تم سرقتها من مزارع المواطنين.
وحذر القريوتي من أن المستوطنين يحضرون للسيطرة الكاملة على الموقع، داعياً لضرورة حماية الأرض والتصدي لمخططات الاحتلال.
وتتعرض بلدة الساوية لهجمات منظمة من المستوطنين، حيث استشهد في أكتوبر الماضي المواطن بلال محمد صالح (40 عاماً) متأثرا بجروح خطيرة، أصيب بها برصاصة في الصدر أطلقها عليه مستوطن أثناء قطفه الزيتون.
وتحيط بالساوية عدة قرى هي: اللبّن الشرقية وتلفيت واسكاكا وياسوف ويتما، وتتعرض جميعها لهجمة استيطانية حيث صادقت سلطات الاحتلال على عدة مخططات لمصادرة مئات الدونمات من أراضي الساوية والقرى المجاورة.
حصار استيطاني
ويعمل الاحتلال وأذرعه الاستيطانية على توسيع نفوذ وهيكلية مستوطنة (عيلي)” التي بدأت بعدة كرفانات على تلة، لكنها باتت اليوم واحدة من أكبر المستوطنات في الضفة الغربية، وتتمدد على حساب أراضي الفلسطينيين.
وتشهد بلدتي قريوت والساوية صراعا بين المزارع الفلسطيني والمستوطن الذي يحاول السيطرة على أكبر مساحة من الأرض بأقل عدد من المستوطنين.
وتجثم مستوطنة “عيلي” على 9 تلال زراعية مزروعة بالزيتون الرومي، فيما تقع مستوطنة “شيلو” جنوب قريوت وهي من كبرى المستوطنات في الضفة والتي يعتبرها الاحتلال من المستوطنات المقدسة وتحتوي على عدة كنس يهودية.
ويحاول الاحتلال بشتى الطرق السيطرة على التلال والأراضي الزراعية في محاولة منه لزيادة التمدد الاستيطاني ومنع دخول الفلسطينيين لأراضيهم.
وتشير المعطيات إلى وجود نحو 650 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، يتوزعون على 164 مستوطنة، و124 بؤرة استيطانية.
وحول الاستيطان “الساوية” من زراعية لأرض قاحلة، بعد أن سلب الاستيطان معظم أراضيها البالغة مساحتها 11 ألف دونم، “ولا يسمح للمواطنين بالبناء سوى في مخطط هيكلي محدود جدًّا.
فمستوطنة رحاليم تحاصرها من جهة الشمال، ومن الشرق تُسيطر مستوطنة “عيلي” على سبعة تلال تابعة للساوية والقرى المجاورة لها”.
وينفذ المستوطنون اعتداءات على أهالي “الساوية” بتجريف أراضيهم وإطلاق الخنازير التي تقضي على المحاصيل الزراعية تحت رعاية جيش الاحتلال.
تين وزيتون
وقضى الاستيطان على أغلب الأراضي الزراعية، فبعد أن كانت تنتج في العام الواحد قرابة 40 طنًّا من التين، اليوم لم تعد تنتج أيّ كيلو من هذه الثمار الصيفية”. نفتقد ماء الشرب أما إنتاج الزيتون فقد انخفض إلى الثلث، وتحوّل سهل الساوية الذي يمتد على مساحة 100 دونم من واحة خضراء طوال العام إلى أرض مقفرة لا ينبت فيها الزرع سوى في الشتاء.
ووفق التقسيم الإداري، تقع معظم أراضي الساوية ضمن مناطق (ج)، وفيها تقع الأراضي الزراعية ولا يمكن للمزارعين الوصول إليها إلا بإذن سابق مما تسمى “الإدارة المدنية” التابعة لجيش الاحتلال، إذ يُسمح للمزارعين بالوصول إلى أراضيهم في أيام معدودة خلال العام، وفي مواعيد غير مناسبة للحراثة والاعتناء بالأشجار ما يؤثر سلبيًّا في خصوبتها وإنتاجيّتها.
وسلمت سلطات الاحتلال العديد من بيوت البلدة إخطارات بالهدم ووقف البناء للعديد بزعم وقوعها في نطاق المناطق (ج)، ما يُضيّق الخناق على سكان الساوية الذين يعانون الاكتظاظ الكبير في المنطقة المسموح بالتمدد الديموغرافي والعمراني عليها.