الخليل – خدمة حرية نيوز
محمولا على الأكتاف يرفع راية حركة المقاومة الإسلامية حماس تارة ويقبّلها تارة أخرى، ودون صوت يحاول حمزة الزعاقيق الصراخ بين الجماهير الغاضبة التي خرجت أمس السبت بتشييع نجله الشهيد إبراهيم.
تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مشهداً مؤثراً انتشر بقوة، خلال جنازة الشهيد إبراهيم حمزة الزعاقيق أمس السبت في بلدة أمر شمال مدينة الخليل.
وظهر والد الشهيد في مقطع فيديو محمولاً على ظهر شاب، في مقدمة موكب تشييع ابنه إبراهيم الذي استشهد بعد ساعتين من إصابته برصاص قوات الاحتلال التي اقتحمت بيت أمر في ساعة متأخرة من مساء الجمعة.
صورة الأب أو الأم أو الشقيق الذي يحمل نعش شهيده ومحبوبه ليودعه وداعه الأخير في هذه الدنيا، وكلها صورة معتادة من مشاهد مواكب تشييع الشهداء التي تخرج في الضفة الغربية بشكل شبه يومي.
لكن الغريب في المشهد أن والد الشهيد الزعاقيق كان من ذوي الاحتياجات الخاصة فهو “أبكم” وليس لديه المقدرة النطق والكلام.
ورغم ذلك أصرّ والد الشهيد على محاولة الهتاف وهو يرتدي وشاحاً ويحمل راية خضراء، وسط غضب وتفاعل كبير من الشبان الذين رددوا هتافات داعمة للمقاومة في قطاع غزة والضفة الغربية.
والشهيد الزعاقيق (20 عاماً)، أسير محرر، أفرج عنه من سجون الاحتلال قبل أسبوعين بعد أن أمضى 6 شهور في الاعتقال الإداري، وهو جريح سابق برصاص الاحتلال.
والزعاقيق.. الذي خرج مرات ومرات في عروض عسكرية لحركة حماس في بيت أمر، ملثما متوشحا بوشاح كتائب القسام، بقي على العهد ولم يترك موطئا يواجه فيها هذا المحتل إلا وخرج وواجه وقاوم حتى لو بالحجر.
وتقول عائلته إنه الفتى الحنون على شقيقاته وهو وحيدهن، المحب لأهله ودينه ووطنه، ولطالما حمل في قلبه حب الدين والوطن وحماس وكتائبها المظفرة كتائب الشهيد عزالدين القسام وقادتها وأبرزهم محمد الضيف وأبو عبيدة.
ارتقى الزعاقيق وما بدل تبديلا، وبقي على النهج ولسان حاله يقول: “لن تسقط منّا الرايات وإن سقطت الأجساد”، فكان دمه مدادا لرواية الحرية، ووقود لشعلة معركة التحرير التي انطلقت بطوفان الأقصى المبارك.