الضفة الغربية – خدمة حرية نيوز:
توافق اليوم الذكرى السنوية ال22 لاستشهاد المجاهد القسامي جهاد حمادة من جنين، بعد أن فجر نفسه في حافلة إسرائيلية في مدينة صفد المحتلة ردًا على اغتيال القائد العام لكتائب القسام صلاح شحادة واستشهاد عدد كبير من المواطنين، وقد أسفرت العملية عن مقتل 14 إسرائيليا وإصابة العشرات بينهم حالات خطيرة.
سيرة الشهيد
في العاشر من شهر أغسطس لعام 1978، وُلد “جهاد خالد عبد القادر حمادة” لأسرة فلسطينية تقطن بلدة “الرصيفة” الأردنية –والتي تُعتبر تجمعاً كبيراً للفلسطينيين المهجّرين من أرضهم عام 1967- حيث نما شهيدنا وترعرع وسط أسرة غرست به حب وطنه.
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى ازداد شغف جهاد بالانتقام من محتله، فقرر العودة إلى مسقط رأسه بحجة العمل كما الآخرين بينما كان يخفي في صدره هدفه الأسمى وهو الانضمام إلى صفوف المقاومين، ليتمكن من خلالها بتنفيذ أسمى ما تمناه.
كان شهيدنا صديقا حميما للاستشهادي القسامي شادي الطوباسي منفّذ عملية حيفا في آذار من العام نفسه الذي ارتقى فيه، والتي قتل فيها 16 إسرائيليا.
الاستشهاد
لم يتوقع جنود الاحتلال الذين تكدس بهم الباص رقم (361) صبيحة يوم الأحد 4/8/2002 أن يكون ذلك الشاب الأشقر الشعر الذي ارتدى “شورتا” رمادياً وشالاً أبيض ويحمل حقيبته السوداء على ظهره، وظهر أنه سائح أمريكي وهو يصعد إلى الحافلة من منطقة البعنة وكما ظهر من جواز السفر الذي وجد بين الأشلاء، أنه “الفدائي حمادة”.
صعد “جهاد” إلى الباص ثم أخرج من جيب شورته بضعة شواقل ليقدمها أجرة للسائق قبل أن يتقدم نحو كرسي فارغ في وسط الباص وجلس منتظراً اللحظة المناسبة ليرسم بدمه أجمل صورة من التضحية في مدينة “صفد” التي لم يصلها استشهادي من قبل.
وعند مفترق “ميرون” وبعد أن أشارت عقارب الساعة إلى الثامنة والدقيقة الخامسة والثلاثين سمعت صفد صوتاً لم تسمعه من قبل، حيث دوى صوت انفجار عنيف هزّ جنبات المدينة لتتطاير أشلاء أكثر من 14 إسرائيليًا و52 جريحًا نصفهم وصفت إصاباتهم بالخطرة، وعلى إثرها ارتقى شهيدًا مقبلا غير مدبر.
رحل شهيدنا وترك وراءه عائلة بسيطة مكنونة من سبعة إخوة وأخوات، كلهم فخورون بما قام به شقيقهم الشهيد جهاد، أما بلدة برقين فقد خرجت فور سماع خبر استشهاده بمسيرة حاشدة طافت شوارع البلدة وهي تردّد شعارات تحيّي كتائب القسام على هذا العمل البطولي.