الضفة الغربية – خدمة حرية نيوز
ارتقت صباح اليوم الاثنين الجريحة والأسيرة المحررة وفاء جرار (50 عامًا) شهيدة، متأثرة بإصابتها الحرجة خلال اعتقالها من منزلها في شهر مايو/ أيار الماضي، والتي أدت لبتر ساقيها.
وقالت الناشطة السياسية انتصار العواودة إن وفاء جرار “أم حذيفة” الصابرة كانت إحدى خنساوات فلسطين التي ربّت أبناءها في غياب والدهم المتكرر في السجن، المجاهدة صاحبة مبادرة رابطة أمهات الشهداء.
وأشارت إلى أن جرار كانت الناشطة الأيقونة التي تكاد لا تلفت لفعالية أو نشاط في سبيل الله، إلا وكانت في مقدمته.
وأكدت العواودة أن جرار ايقونة الصبر والثبات، وتصبير النساء وتثبيتهن، واعتقالها كان يهدف لكسر إرادة تلك الأيقونة وضرب روح النساء المعنوية فكانت الإصابة ثم الاستشهاد.
ولفتت إلى أن حماقة العدو المجرم تنقلب وبالا عليه، واليوم بنات فلسطين ونساؤها يفتخرن بسيرة أم حذيفة العطرة، فهي المرأة القوية التي تقتدي بها فتيات فلسطين، ولا يقتدين بنساء سيداو المحاربات لقيم الشعب الفلسطيني، اللواتي لا نجد لهن أي وقفة دفاع عن المرأة الأسيرة ولا دعم لزوجة أسير أو أم شهيد.
وشددت أنه يخطئ العدو إن ظن أنه بإمكانه تركيع نساء فلسطين ورجالها عبر الإرهاب والسجن والاغتيالات، فاعتقال وفاء في ساحة معركة جنين وإصابتها ثم اهمالها طبيا كان بهدف الاغتيال.
وبيّنت أن وفاء اليوم باتت أيقونة لكل حرة مخلصة في الشعب الفلسطيني، وزوجها الشيخ عبد الجواد جرار في الأسر فخور بزوجته، صابرا محتسبا، لا ينكسر، وأبناؤها الأبطال يفتخرون بأمهم الشهيدة وأبوهم البطل.
وختمت العواودة قائلة: “تقبلها الله وتقبل الله صبر زوجها وأبناؤها وصبر نساء فلسطين المجاهدات التي عرفنها، وكانت داعمة لهن”.
وزفت عائلة الشهيدة جرار إلى العلياء أيقونة الوفاء والعطاء الصابرة المحتسب الأسيرة والجريحة والشهيدة وفاء نايف زهدي جرّار “أم حذيفة” (50 عاماً) لتلتحق بركب الشهـداء والقادة في معركة طوفان الأقصـى”.
وأوضحت العائلة أن ارتقاء أم حذيفة جاء “بعد أكثر من شهرين على إصابتها وبتر قدميها الاثنتين، أثناء قيام جيش الاحتلال باعتقالها من المنزل في حي المراح بمدينة جنين بتاريخ 21-05-2024″.
واعتقلت قوات الاحتلال جرار من منزلها في 21 أيار الماضي، خلال العدوان على جنين ومخيمها، وأعلن الاحتلال إصابتها لاحقا، ونقلها إلى مستشفى (العفولة) الإسرائيليّ وإصدار أمر اعتقال إداري بحقّها لمدة أربعة شهور، حيث أدت الإصابات الخطيرة التي تعرضت لها لبتر ساقيها من أعلى الركبة، هذا عدا عن جملة الإصابات في جسدها، والمشكلات الصحية التي نتجت عن ذلك.
و”جرار” ناشطة سياسية وزوجة القيادي في حركة حماس الشيخ عبد الجبار جرار، اعتقلته قوات الاحتلال بعد اقتحام منزله ضمن حملة اعتقالات واسعة في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، في شباط/ فبراير الماضي.
ونشطت جرار بالعمل المجتمعي، حيث أطلقت خلال السنوات الماضية تجمع أمهات الشهداء في جنين قبل أن تتسع لتشمل مناطق أخرى بالضفة الغربية.
والقيادي عبد الجبار جرار، مواليد عام 1966 في قرية الجديدة بمحافظة جنين، متزوج ولديه ولدان وبنتان، يحمل شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل، ويعمل في مدارس جنين الحكومية وأحد أبرز رجالات الإصلاح فيها وشخصياتها الوحدوية.