القدس المحتلة – خدمة حرية نيوز
حذرت شخصيات مقدسية من التداعيات الخطيرة لاقتحامات المسجد الأقصى المبارك وأداء الرقصات الاستفزازية إحياءا لما يُسمى ذكرى “خراب الهيكل”، والتي تتم بحماية ودعم كامل من حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، مؤكدةً أنّ الاحتلال يسعى لحسم المعركة لصالحه مستغلًا الظروف الراهنة.
وقال الناشط المقدسي وعضو رابطة أمناء الأقصى فخري أبو دياب إنّ أعداد المستوطنين الكبيرة الذين يقتحمون الأقصى منذ ساعات الصباح، تلتقي مع خطوات جماعات متطرفة مدعومة من “القضاء الإسرائيلي” لطرد وتهجير آلاف المقدسين في القرى المحيطة بالأقصى كالبستان وبطن الهوى.
وبيّن أبو دياب أنّ هذه الخطوات تعني من الناحية العملية السيطرة على الأجزاء الشرقية والجنوبية للمسجد ومحيطه؛ بذريعة إقامة مشاريع عامة في منطقة “الحوض المقدس” التي تبدأ من الأقصى وصولًا لمنطقة جبل المكبر، وهي منطقة يلصقون بها أساطير وخرافات توراتية.
ورأى أنّ الاحتلال يسعى عبر الخطوات المتسارعة في الأقصى ومحيطه تحديدًا خلال الشهور الماضية، لاستغلال الظروف الميدانية والسياسية؛ لتحقيق إنجاز داخل مدينة القدس.
ووصف واقع المدينة بـ “الأكثر خطورة” منذ احتلالها، وأنه الاحتلال يريد حسم المعركة وطمس الهوية التاريخية والدينية لها، ونزع الصبغة الفلسطينية والعربية عن ملامحها، التي بدأت تأخذ طابعًا تهويديًا في كثير من تفاصيله.
مخاطر متصاعدة
المرابطة المقدسية منتهى إمارة، حذرت من خطورة تصاعد الاقتحامات للمسجد الأقصى والتي تشهد استفزازات كبيرة، ويرافقها حملة اعتقالات وإبعادات لتفريغ المسجد من المصلين والمرابطين.
ولفتت إمارة إلى أنّ الاحتلال وفّر بيئة مناسبة للجماعات الاستيطانية لاقتحام الأقصى، عبر حملة شعواء استهدفت شباب القدس؛ وشملت اعتقالات وملاحقة يومية وإبعادات بالجملة تطال رموز وشخصيات فعّالة آخر خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري.
المرابطة المقدسية نفيسة خويص روت بدورها تفاصيل اعتداء جيش الاحتلال عليها في القدس المحتلة، وقالت: “نكلوا في من باب حطة بالملاحقة والضرب وهددوني بالاعتقال”.
ومن باب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك؛ أوضحت خويص أنها تتواجد على أبواب الأقصى تحاول الوصول للمسجد والدخول إليه حاملة مصحفها وسبحتها، فالأقصى أقصانا وهو قبلة المسلمين الأولى، كما قالت.
وأكدت خويص: “لو يظلوا يعتقلوني وينكلوا فيّ ويضربوني إلا أظل على أبواب الأقصى، وأنا الآن عدت وأنا على أبواب الأقصى في أقرب نقطة أستطيع الوصول فيها للمسجد”.
ودعت خويص لشد الرحال للمسجد الأقصى المبارك وعدم الخوف من الاحتلال ومستوطنيه، فالأقصى يناديكم ويستصرخكم فليس فيه إلا المستوطنين وحكومة الاحتلال وجيشها.
واقتحم أكثر 2250 مستوطن اليوم الثلاثاء المسجد الأقصى المبارك يتقدمهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، بحماية معززة من قوات الاحتلال الخاصة، إحياء لما يسمونه ذكرى “خراب الهيكل”.
ويأتي هذا الاقتحام تلبية لدعوة الجمعيات الاستيطانية التي عملت منذ أسابيع على حشد المستوطنين لتنفيذ اقتحامات جماعية كبيرة لساحات المسجد، إحياءً لذكرى “خراب الهيكل” الذي يُصادف اليوم.
وتخلل الاقتحام أداء “السجود الملحمي” ورقص وغناء داخل باحات المسجد، في تحدٍ واستفزاز صارخ لمشاعر المسلمين، إلى جانب رفع مستوطنون العلم الإسرائيلي داخل المسجد الأقصى.
وتتوعد جماعات الهيكل المتطرفة بتنفيذ اقتحامات مركزية للمسجد الأقصى، تشمل طقوس الحداد والصلوات الجماعية داخل ساحات المسجد.
وانطلقت دعواتٌ واسعة لشدّ الرحال للرباط وصد اقتحامات المستوطنين فيما يسمى بـ “ذكرى خراب الهيكل”.
وأكدت الدعوات على ضرورة شد الرحال من أهالي القدس والداخل الفلسطيني المحتل، وكل من يستطيع الوصول للأقصى من أهالي الضفة الغربية، للدفاع عنه أمام جرائم الاحتلال الخطيرة ضد الفلسطينيين ومقدساتهم.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس على أن اقتحام الوزيرَين الإرهابيَّين المتطرفَين بن غفير وغولدكنوبف لباحات المسجد الأقصى المبارك على رأس مجموعات من قطعان المستوطنين، هو إمعانٌ في العدوان الممتدّ على شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدّساته، واستفزازٌ لمشاعر المسلمين في كل مكان، عبر تدنيس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وشددت على أن شعبنا الفلسطيني ومقاومتنا الباسلة وشبابنا الثائر، لن يسمحوا بتمرير أيٍّ من مخططات الاحتلال الإجرامية تجاه القدس والمسجد الأقصى، وأن مسيرة التصدي لإجراءات الاحتلال واعتداءاته، ومقاومة فاشيّته وإجرامه؛ ستتواصل حتى تحرير الأرض والمقدسات وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس.