أخبارتصريحاتتقاريرسلايد

أسير محرر يكشف: ما حصل مع القيادي أبو عرة في سجون الاحتلال اغتيال عن سبق الإصرار والترصد

طوباس – خدمة حرية نيوز

أفاد أسير أفرج عنه مؤخرا من سجون الاحتلال الإسرائيلي بأن ما تعرض له القيادي في حركة حماس الشيخ الأسير مصطفى أبو عرة على أيدي وحدات القمع الإسرائيلية كانت عملية إعدام عن سبق الإصرار والترصد.

وأوضح الأسير أن قوة قمع السجون اقتحمت الغرفة التي كان يتواجد بها القيادي أبو عرة مع مجموعة من الأسرى في سجن “ريمون” وتم ضربه ضربا مبرحا وفي مناطق حساسة، وذلك بتاريخ 2-7-2024 الساعة السادسة صباحا.

وقال الأسير المحرر -الذي طلب عدم ذكر إن الحادثة التي وقعت قبل نحو ثلاثة أسابيع من اعلان استشهاد الشيخ في 25-7-2024 كانت على مرأى ومسمع كل من تواجد في تلك الغرفة وعددهم 12 أسيرا.

اعتداء وحشي

وأضاف أنه اقتحمت قوة القمع المكونة من نحو عشرين جنديا مدججا بالسلاح والعتاد الغرفة، واعتدوا علينا جميعا، لكنهم سرعان ما تركونا وركزوا هجومهم على الشيخ، فيما كنت على مسافة لا تبعد عنه سوى ثلاثة أمتار، واستطيع رؤيته بوضوح.

وتابع: “أحاط بالشيخ مصطفى ما لا يقل عن عشرة جنود، وانهالوا عليه بالضرب والركل المتواصل على كافة انحاء جسمه، وبالكاد استطاع أن يحمي رأسه بعد أن وضعه بين أقدامه بوضعية السجود، وكان يصرخ من شدة الألم”.

وبيّن أنه ورغم صرخاته كانوا يزيدون من عدوانهم كلما استنجد بالله، حيث كان يكرر “يا الله… يا الله”… وفي لحظة حمله أحدهم ورفعه للأعلى ثم رماه بكل قوته على الأرض، ليهجم عليه الآخرون بالركل وهم يلبسون البساطير العسكرية -المصنوعة مقدمتها من الحديد- على وجهه ورأسه وصدره”.

ويصف الأسير المحرر المشهد أنه وحشي بامتياز: “اعتقلت لمدة 11 سنة في سجون الاحتلال على فترات متباينة، وتعرضنا لهجمات مرعبة وأصيب منا العشرات، لكن كل ذلك يهون أمام ما جرى للشيخ أبو عرة.

“كان يضربونه بكل حقد بهدف القتل أو على أقلها إحداث عاهة مستديمة له، لا يمكن أن ينجو الشيخ من هكذا هجوم”، كما قال.

دقائق ثقيلة

ولفت إلى أنه مرت الدقائق ثقيلة جدا وبطيئة، ولم يتمكن أحد من الأسرى أن يتفوه بكلمة واحدة، بل أن معظمهم جلس القرفصاء ووجهه للحائط، وكان هناك عناصر يقفون فوق رؤوسهم، وأي حركة تصدر من أي أسير تعني أنه سيلقى مصيرا مشابها.

في لحظة ما، رفع الراوي رأسه ينظر تجاه الشيخ، الذي قارب على فقدان الوعي، يقول “حمله ثلاثة من الجنود وقذفوه تجاهي، وأنا بشكل عفوي، رفعت يدي لمحاولة لقفه. لكنهم وبشكل فوري عاجلوني بالضرب الجنوني على رأسي وعيني اليمنى، فوقعت على الأرض إلى جانب الشيخ الذي كانت أنفاسه ونبضات قلبه تتسارع.

بعد نحو خمس ساعات على الاعتداء، تحامل الشيخ على نفسه وحاول الوقوف للوضوء، لكنه فجأة صرخ صرخة تشي بألم كبير، وقال للأسير إنه يشعر بنغزة شديدة في خاصرته وأخرى من جهة القلب.

وذكر: “لما رفعت عنه ملابسه لأفحص إن كان هناك أي جرح أو ما شابه، صعقت مما رأيت، فقد كان جسده أزرقا وهناك تجمعات دموية في أكثر من مكان، وكاد يفقد الوعي من جديد”.

وأردف: “هنا استجمعنا قوانا وحاولنا الحديث مع أحد السجانين، فهذا يعد ضربا من الجنون، ويعرض الأسير أو الأسرى في الغرفة أو حتى في القسم جميعه للعقاب، وبعد أخذ ورد استمر لساعات رفضوا نقله للمشفى.

ولفت المحرر إلى أنه بقي لمدة 13 يوما وترفض إدارة السجن نقل أبو عرة للعيادة أو للمشفى، حتى وصل لمرحلة صعبة جدا، وقررت الغرفة الاحتجاج رغم مخاطر القمع، وفي النهاية وافقوا على نقله للمستشفى.

خرج يودّعنا

ويبيّن الأسير المحرر أن “الشيخ خرج وهو يودعنا وكأنه كان يعلم أنه لن يعود، طبعت قبلة على رأسه، فأصر أن يقبلني هو وبالفعل قبّل رأسي وعيني التي كانت منتفخة جدا من شدة الضرب، وخرج يجر نفسه جرا.

وطيلة الأيام التالية انقطعت أخبار الشيخ أبو عرة تماما، حتى وصل الخبر المشؤوم للأسرى فجر الجمعة باستشهاده.

يقول الأسير المحرر “جن جنوني، وبقيت حتى الإفراج عني لا أتكلم مع من حولي إلا للضرورة، فالفراق كان صعبا والحدث جلل، لكننا نترحم على رجل قل نظيره، فقد شبّ على الجهاد والدعوة وشاب عليهما، وفارق هذه الدنيا وهو على البيعة لله ورسوله”.

نقطة مهمة، يؤكد عليها الأسير المحرر وهي دحض رواية الاحتلال أن الشيخ مات بسبب الإهمال الطبي. يقول “صحيح أن الشيخ يملك سجلا مرضيا، فهو متقدم في السن. لكن الشهادة لله أنه كان رياضيا ويمارس التمارين السويدية يوميا، حتى أنه كان أحيانا يمازحني بقوله “إذا بدك بحملك وبركض فيك”.

ويختم بقوله “قد يعتقد البعض أنني أقص عليه قصة فيلم شاهدته أو كتاب قرأته. لكنها الحقيقة المرة التي يعيشها أسرانا. ارتقاء 22 شهيدا في السجون ليس أمرا عفويا أو صدفة، بل سياسة ممنهجة تركز على قتل واغتيال الرموز السياسية والأسرى المؤثرين والبارزين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى