الضفة الغربية-خدمة حرية نيوز:
يواجه الأسرى الفلسطينيون حربًا شرسة وإجراءات عقابية وتنكيلية غير مسبوقة منذ السابع من أكتوبر الماضي، تنتهجها ضدهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي داخل سجونها.
وعدا عن سلاسل القيد وقضبان السجن، صعدت سلطات الاحتلال من إجراءاتها التنكيلية بحق الأسرى، تنتهجها عبر التعذيب والقتل والتجويع والحرمان من كل مقومات الحياة، مما يتطلب وقفة شعبية ورسمية لنصرتهم وضغطا دوليا لوقف معاناتهم ونيل حقوقهم.
نصرتهم واجبة
وقالت الناشطة السياسية انتصار العواودة إن ما يقرب المئة أسير صهيوني في غزة تتحرك لهم جماهير غفيرة تغلق الطرقات والساحات، بينما ما يقرب العشرة آلاف أسير فلسطيني يموتون تحت التعذيب والتجويع والقهر والإذلال، ولا يتحرك الشارع الفلسطيني إلا بفعاليات رمزية.
وأكدت العواودة على وجوب حمل معاناة الأسرى وهمهم إلى الشارع والمؤسسات المحلية والدولية، مضيفة أن “الأسرى خيرة أبناء الشعب الفلسطيني، وكل الشعب الفلسطيني أهالي للأسرى، يفتخرون ببطولاتهم، واليوم وجب عليهم نصرتهم”.
وشددت على أن “ضجيج المسيرات وصيحات الهتاف يجب تخترق الآفاق ليعلم العالم أن للفلسطينيين أبطالا ينكل بهم في سجون النازية”.
ودعت السلطة والحكومة الفلسطينية ومؤسسات الأسرى التحرك والضغط على الاحتلال في المؤسسات الدولية، مشيرة إلى أن شهادات الأسرى المحررين وأحوالهم تتحدث عن معاناتهم.
وتابعت: “يجب أن تعرض هذه الانتهاكات أمام المؤسسات الدولية وفي المحاكم، ويمكن جلب الدعم لهم عبر ممارسة الضغط العالمي بالمسيرات والاعتصامات في كل عواصم العالم، وأمام سفارات الاحتلال وأمريكيا”.
انتهاكات وحشية
وصعدت سلطات الاحتلال من انتهاكاتها بحق الأسرى داخل سجونها، منذ السابع من أكتوبر الماضي، وفرضت إجراءات تنكيلية وعقابية وظروفا اعتقالية وحشية، أدت إلى استشهاد عدد منهم.
وبحسب مؤسسات الأسرى، بلغت حصيلة الاعتقالات في الضّفة منذ بدء حرب الإبادة المستمرة أكثر من 10 آلاف و700 حالة اعتقال منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وترتكب قوات الاحتلال انتهاكات بحق الفلسطينيين خلال حملات الاعتقال، تشمل التحقيق الميداني والضرب والتنكيل واستخدام الكلاب البوليسية، عدا عن استخدام المواطنين كدروع بشرية ورهائن، وعمليات التّخريب الواسعة التي تطال المنازل.
وفي إحصائية بداية سبتمبر الحالي، أفادت مؤسسات الأسرى أن الاحتلال اعتقل ما لا يقل عن 725 طفلًا في الضفة، فيما اعتقل 98 صحفيًا 52 منهم ما زالوا رهن الاعتقال، منهم 6 صحفيات و17 صحفيًا من غزة، فيما لا يزال 14 صحفيًا قيد الاعتقال الإداري.
واستشهد ما لا يقل عن 24 أسيرًا في سجون الاحتلال، بالإضافة إلى العشرات من معتقلي غزة الذين استشهدوا دون إعلان هوياتهم، فيما تحتجز سلطات الاحتلال جثمان 33 أسيرًا.
وبلغ إجمالي عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى بداية سبتمبر 2024 أكثر من 9,900 أسير، من بينهم 3323 معتقلًا إداريًا و1621 من معتقلي غزة المصنفين كـ”مقاتلين غير شرعيين”.