القدس المحتلة – خدمة حرية نيوز
تتواصل التحذيرات المقدسية من حجم الاقتحامات التي يُخطط لتنفيذها المستوطنون في المسجد الأقصى المبارك خلال الأعياد اليهودية القادمة.
مخاطر جمةّ واقتحامات واسعة وضخمة ستشهدها ساحات المسجد الأقصى في ظل الدعم الحكومي اليميني المتطرف لهذه الاقتحامات، ومساندة الجماعات المتطرفة في ترويجها لإعلانات محرضة ضد المسجد.
الناشط المقدسي راسم عبيدات، يرى أن المستوطنين يُسعون لأن يكون لهم مكانًا في المسجد الأقصى، وبالتالي فرض وقائع جديدة، واستغلال كل المناسبات والأعياد اليهودية من أجل تكريس واقع جديد في المسجد.
ولفت عبيدات إلى أن ذلك يأتي في ظل حالة الموات العربي والإسلامي التي نشهدها، واقتصار المواقف العربية والإسلامية على بيانات شجب خجولة لا ترقى إلى حجم المخاطر المحيطة والمحدقة بالمسجد.
وأكد عبيدات أن هناك مخاطر جدية وحقيقية على المسجد الأقصى، باتت تنذر بتغيير الواقع الديني والتاريخي والقانوني، ليس فقط في إطار التقسيم الزماني والمكاني.
نقلة نوعية
وأشار إلى أن ما يسعى إليه بن غفير والمتطرفين هو إحداث نقلة نوعية في وضع المسجد الأقصى، بإخراجه من قدسيته الإسلامية الخالصة إلى القدسية المشتركة الإسلامية اليهودية عبر سياسة الاحلال الديني.
وبيّن أن بن غفير تحدث بشكل واضح بأنه يسعى إلى إقامة كنيس يهودي في الأقصى، كما خصص الوزير عمحاي الياهو ما يزيد عن 2 مليون شيكل من ميزانية وزارته، لأجل تنفيذ جولات تلمودية وتوراتية في ساحاته تشرح عنه كمكان مقدس يهودي، وتسرد الرواية التلمودية اليهودية التاريخية الخالية من النقيض، بمعنى خالية من الرواية العربية الإسلامية الفلسطينية حول المسجد.
وأضاف عبيدات: “لم يكتفوا بذلك بل شاهدنا جماعات الهيكل تنشر مقاطع فيديوهات تظهر المسجد الأقصى وهو يحترق، وكتبوا تعليق تحته “ترونه في الأيام القريبة، ما يدلل على أن هناك أهداف سيتم تنفيذها من قبل تلك الجماعات بحق المسجد”.
وشدد على أن المسجد الأقصى يمر بحالة من الخطر الجدي والحقيقي ليس على صعيد الاقتحامات، وزيادة عدد المقتحمين.
وذكر أن عدد المقتحمين للمسجد بلغ منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي نحو 48 ألف مستوطن، وأن المسجد سيشهد المزيد من الاقتحامات في الأعياد اليهودية القادمة.
معركة حسم
وأوضح عبيدات أن الاحتلال يشن حربًا في الضفة الغربية للحسم العسكري والأمني، كما في مدينة القدس، وتحديدًا بالمسجد الأقصى لأجل الحسم الديني العقائدي لوضع المسجد”.
ولفت إلى أن الاحتلال يعتبر الأقصى هو النقيض للمشروع الصهيوني، ولا عملية تصالحية بشأن وضعه، بمعنى أنهم يريدون السيادة والسيطرة عليه بشكل كامل، في ظل حالة العجز والانهيار العربي الرسمي، والأوضاع التي تعيشها سواء القدس والضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني”.
وأشار إلى أن هناك خشية حقيقية من فرضهم وقائع جديدة في المسجد الأقصى، لنزع قدسيته الإسلامية الخالصة، في ظل غياب الكتلة البشرية التي كانت موجودة أيام معركتي البوابات الإلكترونية، ومصلى باب الرحمة، وذلك في ظل منع الاحتلال دخول أهالي الضفة للمدينة، وفرضه قيودًا مشددة على دخول أهالي القدس والداخل.