
القدس المحتلة – خدمة حرية نيوز
منذ أسابيع تحشد منظمات “الهيكل” المزعوم أنصارها لتنفيذ اقتحامات للمسجد الأقصى بأعداد كبيرة يتخللها تأدية طقوس وصلوات تلمودية جماعية وتقديم القرابين النباتية ونفخ البوق في باحاته.
حشود الاحتلال تأتي احتفالًا بموسم الأعياد الذي يستمر حتى 24 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، ويضم عيد رأس السنة العبرية والعرش ويوم الغفران وختمة التوراة.
هذه الأعياد في مجملها لا ترتبط بواقع الأقصى، وتتعلق بأحداث مرّت على اليهود خارج فلسطين، لكن جماعات الهيكل وبدعم حكومي كامل تتعمد توظيفها من أجل المساس بهوية المسجد.
قنابل مفجّرة
رئيس الهيئة المقدسية لحماية المقدسات حسن خاطر يرى أن الأعياد اليهودية بمثابة “قنابل مفجّرة” للأوضاع في القدس والمنطقة، مشيرًا إلى أنّها كانت السبب وراء اندلاع الحرب المتواصلة منذ عام واتسعت فيها الرقعة لتشمل دول مجاورة.
وبيّن خاطر أنّ استمرار الرغبة في توظيف هذه الأعياد للمساس بالأقصى يعني استمرار الحريق بالمنطقة الحريق بالمنطقة خاصة في ظل ما تحمله هذه الأعياد من أخطار على واقع المدينة والمسجد معًا.
وأكد خاطر أنّ هذه الأعياد تحمل مخاطر جدية وكبيرة لافتًا أنّ جماعات الهيكل تحشد جهودها وأنصارها للاعتداء على الأقصى وانتهاك حرمته وهويته.
وأضاف أنّ حكومة الاحتلال تسعى لصناعة صورة نصر مزيفة لحربها الدموية ضد شعبنا عبر انتهاكات المستوطنين المتصاعدة في موسم الأعياد، تزامنًا مع إجراءات مشددة مفروضة المصلين والمرابطين منذ أسابيع.
وحذر خاطر من محاولة الاحتلال تجسيد مبان غريبة داخل الأقصى عبر ما يُسمى بناء كنيس استجابةً لدعوات المتطرف “ابن غفير”.
وطالب خاطر الدول العربية والإسلامية للتحرك الجاد لصد المخاطر غير المسبوقة التي يتعرض لها المسجد، كما شدد على ضرورة الحشد في الأقصى وتكثيف التواجد والرباط فيه.
واقع غير مسبوق
المرابطة عايدة صيداوي أفادت بفرض واقع أمني غير مسبوق على مدينة القدس والأحياء القريبة من المسجد والطرق المؤدية إليه قبيل موسم الأعياد اليهودية الأطول.
وقالت صيداوي إنّ الإجراءات المشددة ضد الفلسطينيين تضمنت اعتقالات وإبعادات لرموز دينية ومرابطين ومرابطات في الأقصى، إلى جانب فرض قيود كبيرة على النشطاء والشخصيات المؤثرة في الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
وأشارت إلى أنّ الحملة شملت استدعاء للشباب وتسليم إخطارات وتهديد للعشرات، وتمديد قرارات الإبعاد لعدد كبير من المقدسيين، مؤكدًا أنّ الهدف من ذلك هو تفريغ الأقصى من المصلين وتأمين الاقتحامات دون مواجهة فلسطينية.
واقتحم 483 مستوطنًا اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك، وكان من بين المقتحمين الحاخام المتطرف يهودا غليك.
وأدى المستوطنون طقوسًا تلمودية في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى بمناسبة بدء موسم الأعياد اليهودية، وسط نفخ بالبوق وسجود “ملحمي” ورقصات استفزازية، وبعضهم ارتدى رداء “كهنة الهيكل” المزعوم إحياءً لما يسمى “رأس السنة العبرية”.
وشدد قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية على أبواب المسجد الأقصى وأعاقت وصول المصلين، بينما احتجزت البطاقات الشخصية لعدد من الشبان ومنعت آخرين من الدخول للأقصى.
وفي غضون ذلك، تتواصل الدعوات الفلسطينية لشد الرحال إلى الأقصى وتكثيف التواجد والرباط فيه، لمواجهة مخططات التقسيم والتهويد التي يحاول الاحتلال والمستوطنون فرضها.
وأطلق مرابطون مبعدون عن المسجد الأقصى، نداء لأوسع هبة شعبية صوب المسجد المبارك، للحشد فيه وحمايته من مخططات الاحتلال الخطيرة، وتفريغه من المصلين.
وحذرت حركة حماس في وقت سابق من مغبة إقدام حكومة الاحتلال وقطعان مستوطنيها، على أي عمل يمس بالمسجد الأقصى المبارك وهويته العربية الإسلامية، مؤكدة أن الأقصى هو عنوان صراع شعبنا وأمتَيْنا العربية والإسلامية مع هذا المحتل الفاشي.
ودعت شعبنا الفلسطيني الصابر الصامد، إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، وتكثيف الرباط في باحاته، والتصدي للمخططات الصهيونية ضده.