القدس المحتلة – خدمة حرية نيوز
تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي عمليات الهدم والتجريف في بلدة سلوان الحامية الجنوبية للمسجد الاقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، ما يهدد البلدة بـ”ترانسفير قسري”.
واقتحمت آليات الاحتلال بلدة سلوان بالقدس المحتلة صباح اليوم، وهدمت سوراً في أرض المقدسي حمزة عنيزان في حي أبو تايه في البلدة.
عمليات التجريف والهدم المتواصلة في بلدة سلوان، يهدد عشرات العائلات، أحدثها إخلاء 5 منازل لأربعة أشقاء ووالدتهم، على وشك أن تغدو كومة حجارة بفعل سياسات الاحتلال التهجيرية في المدينة المقدسة.
وأجبرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الاشقاء الأربعة من عائلة رويضي ووالدتهم على تفريغ منازلهم في حي البستان في بلدة سلوان، تمهيدا لهدمها.
تشريد قسري
وحسب مصادر مقدسية فإن قرار الاحتلال بهدم 5 منازل في حي البستان تسبب بتهجير 28 فردا من العائلـة بينهـم النساء والأطفال وكبار السن.
وأكد أهالي سلوان إلى أن البلدة تتعرض لخطر التهجير القسري لصالح المشاريع الاستيطانية، كمشروع “الحوض المقدس” التهويدين ويتهدد التهجير ما يقارب 120 عائلة أخرى في حي البستان، بين جنباتها مئات الأطفال والنساء والمسنين.
رفض للهدم
المقدسي عثمان رويضي أحد الأشقاء الذين أجبرهم الاحتلال قسراً على تفريغ محتويات شققهم السكنية تمهيدا لهدمها في بلدة سلوان رفض سياسة الاحتلال بهدم منزله ذاتيا، رغم مخاطر الأثمان الباهظة التي قد يدفعها إلى جانب غرامات عالية وتكلفة الهدم والحراسات والتأمينات، مؤكدا بقوله: “ما بهد تعبي بإيدي”.
وأضاف المقدسي عثمان “من وقت ما طلع القرار وأولادنا عايشين برعب.. رغم هيك احنا رافضين نهدم البيت بإيدنا لأنه بنهدم كرامتنا”
وتحدث رويضي عن قرار هدم منزلهم وتفريغ المنزل قائلا: “هذا البيت يأوي عائلة من أب و ام و 4 أطفال، قبل أسبوعين أتت قوة مدججة بالسلاح اقتحمت البيت و بدأوا بتكسير الباب و أجبرت على فتح الباب لهم لان والدتي بالداخل و هي مريضة تكلموا معنا بطريقة غير لائقة سلمونا ورقة لهدم المنزل بعد 10 أيام”.
وأشار رويضي إلى أنه منذ أكثر من 24 سنة تعاني العائلة من قرارات الهدم وتحاول إصدار تراخيص، لافتا: “هنا يوجد مخطط مشروع هدم المنازل وترحيل السكان”.
وأوضح: “الآن الطقس شتوي بارد لا يوجد لنا مكان نذهب اليه ، أطفالنا اصبحوا خائفين عند سماعهم صوت شرطة او رؤية كشاف يقولون أتت القوات لتهدم لنا أطفالنا عايشين برعب إذا بدهم يهدمولنا البيت لم يهدموا ارادتنا نحن هنا متجدرين .. لو هدموا البيت سأضع خيمة و اسكن”.
وكان قد دعا أهالي سلوان مشاركتهم أداء صلاة الجمعة في خيمة الاعتصام في حي البستان تأكيداً على رفضهم لسياسات الهدم والقمع الذي تمارسها بلدية الاحتلال ضد السكان.
“البستان مش للبيع”
وتحت شعار “البستان مش للبيع”؛ اتحدت عائلات حي البستان المهدد بالهدم في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، ردا على تهديدهم بهدم منازلهم خلال الأيام القادمة.
وكانت طواقم بلدية الاحتلال اقتحمت حي البستان، في الأيام الماضية، ووزعت على الأهالي أوراقا ليوقعوا عليها، تتضمن التنازل عن منازلهم لصالح الملكية العامة، وتحديدا لصالح مشروع “حديقة الملك”.
وطلبت الورقة الموزعة من سكان حي البستان تسليم منازلهم بعد إخلائها، والتنازل عن ملكية الأرض لبلدية الاحتلال، والمشاركة في تكاليف البناء ودفع الرسوم والضرائب، وعدم تأخير سير الخطة.
وفي حال رفض المقدسي تلك البنود فإنه سيدفع غرامة مالية تشمل نفقات البلدية في الترويج للمخطط، وعواقب تأخير عمليات الهدم.
يذكر أن 1550 مقدسي يعيشون في 109 منازل بحي البستان، هُدم منها 11 حتى الآن، آخرها للمقدسي هيثم جلاجل في السادس من ديسمبر العام الماضي.
ويعد حي البستان من أقرب الأحياء المقدسية للأقصى، لا يبعد عن سوره الجنوبي سوى 300 متر، ويمتد على مساحة 70 دونمًا، لذلك يسعى الاحتلال لاستهدافه وتهجير سكانه.
وأصدرت بلدية الاحتلال أكثر من 22 ألف أمر هدم في القدس، منها نحو 7 آلاف أمر ببلدة سلوان، كلها معرضة للهدم والتطهير العرقي.
ومنذ عام 2005، وبلدية الاحتلال تسعى لهدم الحي بأكمله، إلا أن سكانه لا يتوانوا في الدفاع عنه والنضال لأجل التشبث بمنازلهم، ورفض تهجيرهم منه.