الضفة الغربية-خدمة حرية نيوز
يشكل الهجوم الذي نفذته عصابات المستوطنين فجر اليوم الاثنين في مدينة البيرة، مرحلة جديدة من إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية.
فالبيرة التي تعد ثالث أكبر مدينة من حيث التعداد السكاني في الضفة الغربية، لها ثقل سياسي وهي من المناطق التي من المفترض أن تكون تحت سيادة السلطة الفلسطينية وخاصة في الجانب الأمني.
وهاجم مستوطنون منطقة قرديس، وهي في المنطقة الشرقية من البيرة الواقعة على الشارع الالتفافي الذي يطل على عدد من المستوطنات المحيطة بالمدينة شرقا وجنوباً.
مرحلة خطيرة
وقال الناشط الفلسطيني عبد السلام عواد، إن هجوم المستوطنين فجر اليوم على مدينة البيرة والتخريب الكبير مؤشر خطير على المرحلة القادمة.
وأوضح عواد أن ما يجري بات مواجهة بين الفلسطينيين في الضفة وجيش مسلح من المستوطنين تحميهم قوات الاحتلال.
رسالة واضحة
بدوره، أكد الناشط السياسي مروان الأقرع، أن هجوم قطعان المستوطنين وحرقهم وتدميرهم للمتلكات في مدينة البيرة يبعث برسالة واضحة أن من يحكم اليوم بالضفة الغربية هم المستوطنون.
وحذر الأقرع من أنه لا حصانه لفلسطيني وأن سياسات السلطة وتفاهماتها مع جيش الاحتلال لن تحمي الفلسطنيين ولن تجلب لهم سوى الموت والدمار.
وشهد شهر أكتوبر الماضي تنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين 1490 اعتداء، في استمرار لمسلسل الإرهاب المتواصل من قبل دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه وممتلكاته.
ورصد تقرير لانتهاكات الاحتلال وإجراءات التوسع الاستعماري، أن الجهة المتمثلة بجيش الاحتلال نفذت 1130 اعتداء، فيما نفذ المستعمرون 360 اعتداء، وتركزت مجمل الاعتداءات في محافظات نابلس بـ 307 اعتداءات، والخليل بـ 280 اعتداء ومحافظة القدس بـ179 اعتداء.
وترواحت الاعتداءات بين هجمات مسلحة على قرى فلسطينية وبين فرض وقائع على الأرض وإعدامات ميدانية وتخريب وتجريف أراضي واقتلاع أشجار والاستيلاء على ممتلكات وإغلاقات وحواجز تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية.
أما اعتداءات المستعمرين التي بلغت 360 اعتداءً، فتركزت في محافظة نابلس بواقع 108 اعتداءات، ومحافظة الخليل بـ 81 اعتداء، ورام الله بـ 48 اعتداء و سلفيت بـ 40 اعتداء وبيت لحم بـ 37 اعتداء وطولكرم بـ 19 اعتداء للمستعمرين .
ونفذ المستعمرون 245 عمليات تخريب ومنع وصول وسرقة لممتلكات فلسطينيين ضد قاطفي الزيتون، منها سرقة محاصيل الزيتون في 26 حالة، وسرقة معدات القطاف في 22 حالة، إضافة لسرقة 15 خيمة وكرفان تعود للمواطنين و3 حالات سرقة لمركبات، وتسببت اعتداءات المستعمرين أيضاً باقتلاع 1401 شجرة منها 1339 شجرة زيتون في محافظات الخليل بـ 740 شجرة، ونابلس بـ 193 شجرة، ورام الله بـ 178 شجرة، وبيت لحم بـ 160 شجرة. وسلفيت بـ 100 شجرة، وقلقيلية بـ 30 شجرة.
وشهد موسم الزيتون الحالي موجة اعتداءات إرهابية غير مسبوقة تم الإعداد لها من قبل المؤسسة الرسمية في دولة الاحتلال بتسليط مليشيا المستعمرين على المزارعين العزل والآمنين في أراضيهم.
ويستهدف الاحتلال موسم الزيتون باعتباره موسماً وجدانياً يدلل على العلاقة الأصلانية بين المواطن الفلسطيني والأرض، وأن كل ما تفعله دولة الاحتلال الآن يصب في إطار خلخلة العلاقة المتينة مع الأرض، في مخططات معلنة وواضحة من أجل السيطرة على الجغرافية الفلسطينية ومنع وصول المواطنين إليها.