
القدس المحتلة – خدمة حرية نيوز
نظمت جماعات الهيكل الاستيطانية المتطرفة أمس الاثنين، اقتحاماً واسعاً وأدت خلاله طقوساً توراتية جماعية في المسجد الأقصى المبارك في ما يسمى “رأس الشهر العبري”، وذلك ضمن مسعاها لتكريس حضورها في المسجد في المناسبات التوراتية الهامشية.
وكثّف المستوطنون طقوسهم وانتهاكاتهم عشية ويوم رأس الشهر العبري الجديد، حيث اقتحم المئات باحات المسجد وأدّوا الطقوس الجماعية الصاخبة التي لم تقتصر فقط على المنطقة الشرقية، بل طالت الجهة الغربية من المسجد مقابل قبة الصخرة، حيث يُظهر مقاطع فيديو أداء الانبطاح بشكل جماعي فيها.
وتعمل جماعات الهيكل المتطرفة على تكريس حضورها في المسجد الأقصى في جميع المناسبات التوراتية المركزية والهامشية.
وقد كان تحويل رأس الشهر العبري إلى اقتحام مركزي منتظم في كل شهر ضمن وثيقة الأهداف الإجمالية التي ناقشتها في شهر 12-2022 بعد أن فاز تيار الصهيونية الدينية في الانتخابات كحليف أساسي لنتنياهو.
الأعياد التوراتية الكبرى تتركز ما بين شهر آذار/ مارس وحتى شهر تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام بينما تخلو شهور الشتاء الأربع من أي عيدٍ مركزي، ولتعويض ذلك فإن منظمات الهيكل تسعى إلى توسيع اقتحاماتها في الأعياد الهامشية وأبرزها “رأس الشهر العبري”، وكذلك “عيد الأنوار/ الحانوكاه”.
وقد اقتحم المسجدَ الأقصى اليوم 515 مستوطناً وأدوا الطقوس التوراتية العلنية فيه، وغنوا في ساحته الشرقية بشكلٍ صاخب.
كما أدى العشرات منهم طقس الانبطاح “السجود الملحمي” الجماعي في الساحة الشرقية أيضاً، والتي يستفرد بها المقتحمون الصهاينة تماماً خلال اقتحاماتهم وباتوا يتعاملون معها وكأنها كنيس غير معلن، في تكريس غير مسبوق لوقائع التقسيم المكاني في الأقصى باتت الأوقاف الأردنية تعجز أمامه حتى عن دعم حراسها في تصوير وتوثيق ما يجري فيها من عدوان.
وتحضر منظمات الهيكل للخطوة التالية من الأعياد الهامشية التي تسعى إلى تصعيد مكانتها وتكريسها موسماً للعدوان على المسجد الأقصى وذلك في عيد الأنوار / الحانوكاه والمتوقع أن يبدأ هذا العام في 25-12-2024 ليتزامن مع عيد الميلاد المسيحي، ويستمر لسبعة أيامٍ كاملة حيث تتزامن نهايته مع ليلة رأس السنة الميلادية كذلك في 31-12-2024.
ويشكل هذا العيد مناسبة أخرى للعدوان على المسجد الإبراهيمي كذلك واستعراض السيادة الصهيونية عليه.
ويذكر أن التقويم العبري يتألف من شهور قمرية وسنوات شمسية في تركيب معقد يضطره لإضافة شهر للسنة كل ثلاث سنواتٍ تقريباً، وما يجعل اقتحامات “رأس الشهر العبري” تتزامن مع بدايات الشهور القمرية بالتقويم الهجري الإسلامي كذلك.