تقارير

الذكرى الـ17 لعملية الشهيدين القساميين محمد الحرباوي وشادي زغير في “ديمونا”

الخليل- خدمة حرية نيوز:

توافق اليوم الذكرى السنوية السابعة عشر للعملية المزدوجة للشهيدين القساميين محمد الحرباوي وشادي زغير من الخليل، واللذين فجرا نفسيهما بتاريخ 04-02-2008 في “ديمونا” ببئر السبع المحتلة، ما أسفر عن مقتل عالمة فيزيائية للاحتلال، وإصابة (10) آخرين.

محمد الحرباوي

ولد الاستشهادي القسامي محمد سليم الحرباوي (20عاما) في مدينة الخليل في 22/11/1987م، وترعرع في ظروف نشأة صعبة حتى التحق بمدرسة الملك خالد، ووصل للصف التاسع لكنه خرج ليلتحق بالعمل مبكرا.

لكن ذاك الفتى الملتزم بدورات التحفيظ والصلاة في المسجد لم يكمل عامه السادس عشر، حتى اعتقل في سجون الاحتلال الصهيوني لأكثر من 27 شهرا بدعوى نشاطه في الحركة الإسلامية.

وبدت علامات الرجولة واضحة على الشهيد الحرباوي، حيث تحمل مسؤولية أمه وإخوته منذ صغره، والتحق بالعمل في أحد مصانع الورق بالمدينة.

وكان الشهيد دائم الابتسامة والتفاؤل محبا لأقرانه وأصدقائه وإخوانه، مطيعا لأبويه حريصا على إخوانه بأن يكونوا ملتزمين، فقد كان حريصا على أن ينبههم لصلاة الفجر وحافظا لأكثر من ستة أجزاء من القران الكريم.

ويستذكر شقيق الشهيد آخر لحظاته قبل خروجه لتنفيذ العملية الاستشهادية بالقول: “عادة محمد يخرج بملابس النوم ويلبس فوقها سترة، لكنه فجر يوم استشهاده لبس ملابس عادية وسترته أيضاً وأيقظني للصلاة طالباً مني إغلاق الباب، تاركاً مفتاح المنزل وأمواله خلفه وخرج ولم يعد لتناول طعام الإفطار”.

تحدي الاحتلال

وتابع: “بعد وقوع العملية بدأ شعور بالقلق يراودني فلم أذهب إلى المدرسة ذلك اليوم، حتى داهمت قوات من جنود الاحتلال عصر ذلك اليوم منزلنا، وقامت بتفتيشه وتكسير غرفة محمد واعتقلت والدي سليم وشقيقي سامر دون أن يخبرونا بأي شيء سوى السؤال عن محمد”.

وعندما دخل ضابطا الاحتلال منزل الاستشهادي القسامي محمد سليم الحرباوي، أحد منفذي عملية “ديمونا” الاستشهادية المزدوجة؛ حرص أن يتعرف على صورة هذا البطل الذي تحدى جهاز الاستخبارات الصهيوني واجتاز كافة احتياطاته الأمنية وتفوق على كل التوقعات.

فقد سأل الضابط والدة الاستشهادي أين صورة ابنك محمد فأشارت إليه، فسأل، لماذا هو ملتح هل هو من حماس؟؟ فأجابت لا أدرى، فقال أين سريره الذي نام عليه، فقالت ها هو فسألها أين محمد فقالت ذهب إلى عمله، ضحك الضابط وقال لها هل أنت متأكدة فأجابت نعم.

في هذه الأثناء وفي تمام الساعة الثالثة والنصف كانت مدينة الخليل، تعج بمئات الجنود الذين حاصروا شارع السلام وشارع الحرس ورأس الجورة ومنطقة الجامعة ومنطقة بئر المحجر، حيث اعتقد المواطنون أن جنود الاحتلال يبحثون عن مطلوب ويحاصرون منزله.

وبعد ذلك اعتقلت قوات الاحتلال والده سليم وشقيقه سامر وداهمت منازل العائلة عدة مرات وصادرت بعض حاجيات الشهيد، لتعلن بعد ذلك كتائب القسام مسؤوليتها الكاملة عن العملية وأن الشهيد محمد الحرباوي و رفيقه شادي زغير هما منفذا عملية ديمونا وهما من مجاهديها.

شادي زغير

خرج للنور الاستشهادي القسامي شادي محمد فتحي زغير (23عاما) بتاريخ 12/2/1984، والتحق بمدرسة الملك خالد في الخليل جنوب الضفة الغربية حتى المرحلة الثانوية، حيث تقدم للفرع الأدبي ثم اعتقل لمدة عام ونصف في سجون الاحتلال.

وتقول والدته إنه كان هادئاً ملتزماً ومتدينا ولا يحب أن يغضب منه أحد ومحبوباً، واعتاد أن يبدأ يومه بصلاة الفجر في المسجد ومن ثم العودة للنوم والخروج بعدها للعمل، فقد امتهن النجارة والعمل في مصنع للبلاستيك.

وعن يوم الشهادة تقول الوالدة الصابرة: “بعد أن استيقظ من النوم وتوضأ كالعادة لصلاة الفجر في المسجد، أخبرني أنه لن يعود للبيت وسيذهب مباشرة للعمل، وخرج ولم يعد وعرفنا فيما بعد أنه استشهد من خلال الأخبار التي جاءت عبر التلفزيون”.

وتابعت: “والده وإخوانه اتصلوا على العمل لأنه لم يعد للمنزل حتى وقت متأخر فأخبروهم أنه لم يأت إلى العمل أصلاً ويعتقدون انه مريض في البيت، وفي ساعات المساء داهمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال منزل عائلته وفتشته بشكل دقيق خاصة غرفة شادي واعتقلت والده وإخوانه الستة دون أن يخبرهم بشيء حول استشهاده”.

محمد الحرباوي اعتاد أن يذهب يومياً إلى مصنع للورق في المدينة للعمل على رفع المستوى المعيشي لأسرته، أما شادي زغير فقد كان يعمل في مصنع للبلاستيك، ولم يعرف عنهما أنهما كانا مطلوبين لسلطات الاحتلال.

موعد استشهاد القساميين

في تمام الساعة العاشرة وبضع دقائق من صباح الاثنين 4/2/2008 كان المجاهدان حرباوي والزغير ينفذان هجومهما على مركز تجاري في مستوطنة “ديمونا”، حيث تعددت التكهنات حول كيفية تنفيذ الهجوم هل هو بأحزمة ناسفة أم بوسائل أخرى.

الاحتلال، الذي تكتم على حجم القتلى، قال إن مستوطنة قتلت، فيما أصيب خمسون آخرون بجراح، أحدهم بحالة حرجة جداً، فيما أعلنت كتائب القسام بأن القساميين الحرباوي وزغير هما منفذا العملية، وأسفرت عن وقوع عدد من الجرحى والقتلى “رداً حاسماً على حماقات الاحتلال”.

وأكدت الكتائب وبعد مرور 24 ساعة على وقوع العملية، وقالت إن الإعلان عن العملية جاء متأخراً لأسباب أمنية بحتة، وأنه أتى انتقاماً لدماء الشهداء ورداً على الحصار الظالم لقطاع غزة، وتأكيداً على قدرة المقاومة وفي طليعتها القسام على اختراق حصون العدو والضرب في مواقع حساسة في الزمان والمكان الذي تقدره، وأهدت العملية لأرواح الشهداء.

وبعدها ظهر الشهيد ورفيقه في شريط مصور يقرئان فيها وصيتهما، حيث أكدا أن العملية هي استمرار لدرب الجهاد والمقاومة وانتقاما لدماء شهداء غزة والضفة الغربية، وتضامنا مع المحاصرين في قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى