
الضفة الغربية- خدمة حرية نيوز
دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، مساء اليوم الثلاثاء، جماهير شعبنا وكل الفصائل الوطنية والقوى الحيّة في الضفة والقدس إلى توحيد الكلمة والموقف، وتعزيز الصمود والمقاومة ومواجهة مخططات الاحتلال صفا واحدا بكل قوة وإرادة وحزم، وكسر الحصار على مخيماتنا الصامدة، وإفشال كل محاولاته تهجير شعبنا وطمس معالم وهوية أرضه ومخيماته.
جاء ذلك خلال الإدلاء الصحفي الذي تحدث به القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد، حول تطورات العدوان والحصار والتهجير ضدّ شعبنا وأرضنا ومقدساتنا في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
ودعا شديد أبناء شعبنا في الضفة والقدس والداخل المحتل إلى مواصلة شدّ الرّحال إلى المسجد الأقصى المبارك والرّباط والاعتكاف فيه طيلة أيام وليالي شهر رمضان المبارك، والتصدّي بكل الوسائل لمحاولات الاحتلال وقطعان مستوطنيه تدنيسه واقتحامه وفرض السيطرة عليه.
ولفت إلى أنه لليوم الخمسين على التوالي يواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه الهمجي على مدينة جنين ومخيمها؛ عبر استخدام الأسلحة المحرّمة دولياً والدبابات والطائرات المسيّرة، دمّر خلالها البنية التحتية، وهجّر نحو 20 ألفاً من سكّان المخيم، ونفَّذ مئات المداهمات الوحشية ضدَّ بيوت المدنيين الآمنين العزَّل، وأخضع ساكنيها للتحقيق الميداني، واعتقل عشرات المواطنين بينهم أسرى محرَّرون، وقد ارتقى أكثر من 30 شهيداً، وعشرات الجرحى والمصابين.
وتابع قائلا: “لليوم الثاني والأربعين يستمر العدوان الصهيوني على مدينة طولكرم ومخيمي نور شمس وطولكرم؛ مع تصعيد كل أشكال الحصار المطبق، ومنع الدخول إليهما والخروج منهما، والتدمير الوحشي للبنى التحتية والمنازل، حيث تمّ هدم أكثر من 25 منزلاً، بالإضافة إلى عمليات مُمنهجة لطرد وتهجير أكثر من 22 ألفاً من سكّان مخيمَي طولكرم ونور شمس، وقد ارتقى خلالها أكثر من 20 شهيداً وإصابة واعتقال العشرات”.
وذكر أن الاحتلال يمارس يومياً علميات اقتحام همجية في كل مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية المحتلة، ليس آخرها اقتحامه يوم أمس بلدات وقرى في محافظة نابلس وقلقيلية، واليوم مخيم الفارعة جنوب طوباس، ومداهمة منازل المواطنين وترويع الآمنين، بكل وحشية عبر استخدام الآليات العسكرية والقناصة والطائرات المسيّرة.
وأكد أن الاحتلال يواصل التغوّل الاستيطاني ضد أراضينا الفلسطينية في عموم الضفة الغربية، حيث خطّط الاحتلال خلال الشهر الماضي لبناء ما مجموعه 2684 وحدة استيطانية صهيونية جديدة، منها 1278 وحدة لمستوطنات الضفة و1406 لمستوطنات داخل حدود بلدية القدس، في ظل تصعيد إرهاب المتطرّفين الصهاينة ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا في الضفة والقدس. كما يواصل الاحتلال عمليات هدم بيوت المواطنين ومحلاتهم التجارية، في الضفة والقدس المحتلة، فخلال شهر شباط/ فبراير الماضي، تمَّت 79 عملية هدم طالت 156 منشأة، بينها أكثر من 110 منازل، و34 منشأة زراعية وغيرها من عمليات الهدم والتدمير الممنهجة.
وشدد على أن المجرم نتنياهو المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، وحكومته الفاشية يحاولون من خلال هذا الحصار والعدوان المتواصل على شعبنا وأرضنا ومساجدنا ومقدساتنا، تنفيذَ مخططاتهم في الضمّ وإخلاء وتدمير مدن وقرى ومخيمات الضفة والقدس وتهجير سكّانها، وتغيير وطمس الحقيقة التاريخية والطابع الديمغرافي لهذه المخيمات الفلسطينية، سعياً في تنفيذ مخططاته وأحلامه فيما يسمّى “القدس الكبرى”، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وكل الأعراف والمواثيق الدولية، واستهتار بموقف المجتمع الدولي الرَّافض لهذا العدوان والمُندّد بجرائمه ضد أرضنا وشعبنا ومقدساتنا في عموم الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وأردف شديد بقوله: “إمعاناً في تنفيذ معالم حرب الإبادة الجماعية والتهجير القسري والتطهير العرقي لشعبنا في الضفة والقدس، يواصل الاحتلال منع الوسائل الإعلامية الفلسطينية والعربية والدولية من الدخول إلى مدن ومخيمات الضفة والقدس لكشف وفضح انتهاكاته وجرائمه ضد الأرض والشعب الفلسطيني، والوقوف على حجم الدمار في البنية التحتية وانعدام كل مقومات الحياة الإنسانية فيها”.
ونوه إلى أنه “في ظل تواصل قوات الاحتلال بعدوانها المتصاعد على جنين ومخيمها لليوم الخمسين على التوالي، لا تزال تدفع بتعزيزات عسكرية ودبابات وجرافات ثقيلة إلى مختلف أحياء المدينة والمخيم”.
وتطرق إلى أنه “مع مرور عشرة أيام من شهر رمضان، قضى نحو 20 ألف نازح من مخيم جنين في مراكز الإيواء وخارج منازلهم في أوضاع إنسانية صعبة بعد أن أرغمهم الاحتلال قسراً وتحت تهديد السلاح على مغادرة مسكانهم”.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال تعمدت حرق منازل في مخيم جنين، مع تواصل عمليات الهدم والتفجير للمباني وخاصة في حارة السمران، مضيفا أن عمليات الهدم والتدمير طالت 498 منزلا ومنشأة كليا أو جزئيا نتيجة القصف والاجتياح، إلى جانب توقف المدارس والخدمات الصحية في المخيم، ما يزيد من معاناة آلاف الأسر التي وجدت نفسها في وضع معيشي كارثي.
وأوضح أن الاحتلال اعتقل أكثر من 200 من أهالي جنين ومخيمها خلال العدوان المستمر، كما نفذت قوات الاحتلال 336 عملية مداهمة لمنازل الفلسطينيين، إلى جانب 15 عملية قصف جوي استهدفت مواقع مختلفة داخل المدينة والمخيم.
وقال شديد إنَّنا في حركة حماس، وأمام هذا التصعيد والعدوان الصهيوني الخطير ضد أبناء شعبنا في مدن وقرى الضفة والقدس ومخيماتها، وفي ظل تصعيد حكومة الاحتلال الفاشية مخططاتها في تدمير كل مقومات الحياة الإنسانية وإخلاء المخيمات الفلسطينية وتهجير سكّانها، نؤكّد أنَّ هذه المخططات الصهيونية في الضمّ والتهجير وطمس معالم الأرض الفلسطينية ما هي إلا محاولات يائسة تعبّر عن حالة الفشل التي مُنيت بها حكومة الاحتلال في قطاع غزَّة، وتؤكّد مجدّداً أنَّها لن تنجح في فرض السيطرة على الضفة والقدس وكسر إرادة شعبنا وتهجيره من أرضه.
وأضاف أن “أرضنا التاريخية في الضفة والقدس ستبقى عصيّة على الاحتلال، وستظل مخيماتها الصامدة برجالها ومقاوميها ونسائها وعوائلها كالطود الشَّامخ الذي تتحطّم أمامه كل مخططات العدو في تهجير شعبنا عن أرضه وكسر إرادته ونزع إرادة المقاومة منه”.
وذكر أن “إمعان الاحتلال في تصعيد حربه ضد مساجدنا ومقدساتنا في الضفة الغربية وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك بالقدس والمسجد الإبراهيمي بالخليل، عبر الاقتحام والتدنيس وطمس المعالم والهُوية ومنع شعبنا بالقوَّة من ممارسة حقّه في العبادة، هو إرهاب صهيوني وانتهاك لكل الأعراف والشرائع السماوية، ولن تفلح مخططات العدو في النَّيل من قدسيتهما وإسلاميتهما”.
وحذر من سعي الاحتلال تشريع مخطط ما يسمّى “القدس الكبرى” ونعدّه جريمة وتصعيداً خطيراً ضدّ أرضنا التاريخية ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وندعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياتهم في منع حكومة الاحتلال المتطرّفة من الاستمرار في انتهاك القوانين والمواثيق الدولية.
وحمّل الإدارة الأمريكية المسؤولية السياسية والقانونية والإنسانية والأخلاقية عن دعمها اللامحدود لحكومة الاحتلال المتطرّفة في ارتكابها جرائم القتل والتهجير ضد أبناء شعبنا في الضفة والقدس وقطاع غزة، والإمعان في انتهاك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة الرّافضة لمخططات الضم والاستيطان والتهويد لأرضنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية.
وطالب المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته الأممية والحقوقية والإنسانية بالتحرّك الجاد والفاعل للضغط على الاحتلال، لوقف هذه الجرائم والانتهاكات الخطيرة التي من شأنها أن تهدّد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأردف قائلا: “أمام استمرار الاحتلال في منع وصول الوسائل الإعلامية إلى الضفة والقدس والتضييق عليهم في تغطية الأحداث، نجدّد دعوتنا لكل المؤسسات الحقوقية للضغط على الاحتلال للسماح بدخول كل الوسائل الإعلامية للوقوف عند حقيقة جرائمه ومخططاته العدوانية ضد الأرض والشعب الفلسطيني في الضفة والقدس”.
وأكد أن محاولات الاحتلال منع المؤسسات الإعلامية من التغطية والمواكبة للأحداث، وتصعيد جرائمه للصحفيين لن تفلح في طمس الحقيقة وتغييب صوت وصورة عدوانه وانتهاكاته للعالم.
ولفت إلى أن استمرار إغلاق معابر قطاع غزة، يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، ويُعدّ جريمة حرب وعقابًا جماعيًا يهدد حياة المدنيين الأبرياء، ونجدّد إدانتنا ورفضنا لاستخدام الاحتلال فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية كورقة ضغط وابتزاز سياسي.
ودعا شديد الوسطاء إلى ممارسة كل الضغوط على نتنياهو وحكومته المتطرّفة، للالتزام ببنود الاتفاق وفتح المعابر وإدخال المساعدات.