
جنين – خدمة حرية نيوز
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها المتصاعد على جنين ومخيمها في عملية عسكرية جاءت امتدادا لعملية عسكرية شنتها أجهزة أمن السلطة منذ 100 يوم، ومتواصلة حتى اللحظة بشكل متزامن وبتنسيق أمني “عال”، استهدف المقاومة والبنية التحتية لها وحاضنتها الشعبية.
ويستمر عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ (52) على التوالي، في ظل تصعيد ميداني غير مسبوق يفاقم معاناة السكان ويدمر البنية التحتية للمدينة ومحيطها
وفي إطار هذا التصعيد، واصلت جرافات الاحتلال أمس عمليات الهدم في حارة السمران بمخيم جنين، حيث تم تدمير عدد من المنازل وسط انتشار مكثف لقواته، ما أدى إلى تهجير المزيد من العائلات وتشريدها في ظروف إنسانية صعبة.
كما أقدم جيش الاحتلال على طرد المواطنين من عمارة سما جنين في منطقة آخر طلوع الغبز المحيطة بالمخيم، تزامنًا مع موعد الإفطار، ما أثار غضبًا واسعًا بين العائلات التي وجدت نفسها بلا مأوى في لحظة حرجة من اليوم.
ولم تقتصر الاعتداءات على مدينة جنين، بل طالت بلدة قباطية، حيث خلف الاحتلال دمارًا هائلًا في البنية التحتية للبلدة. وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو حجم الدمار والخراب، إذ تم تجريف الشارع الرئيسي، ومنطقة المقاهي، وتدمير خط المياه الرئيسي المغذي للبلدة، مما أدى إلى شلل في الخدمات الأساسية ومعاناة كبيرة للأهالي.
وفي سياق الانتهاكات المستمرة، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه الطبية تعاملت مع إصابة شاب يبلغ من العمر (20) عامًا برصاص الاحتلال في منطقة دوار الشهداء، حيث تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، وسط استمرار المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال.
ويعكس هذا التصعيد المتواصل خطورة الأوضاع في جنين وضواحيها، حيث تتصاعد عمليات الهدم والتخريب والاعتداءات بحق المدنيين، في ظل صمت دولي يفاقم من معاناة السكان الذين يعيشون تحت وطأة العدوان المستمر.
ورغم مواصلة الاحتلال عمليته العسكرية على جنين ومخيمها وريفها؛ إلا أن أجهزة أمن السلطة لم تتوقف عن عدوانها على جنين ومخيمها وريفها كذلك، حيث شنت هذه الأجهزة منذ 100 يوم عدوانا بدأ بحصار مخيم جنين أولا، وتوسع للمدينة والقرى والبلدات.
مصادر محلية كانت قد أفادت أنه ومع بدء الاحتلال العملية العسكرية قبل 52 يوما كانت قد بدأت بحصار المخيم واستلام كافة النقاط العسكرية للأجهزة الأمنية، لتنسحب الأخيرة إلى مقارها وتواصل ملاحقتها للمقاومة وحاضنتها الشعبية بسيارات مدنية، وبلباس مدني لعناصرها تارة ولباس عسكري تارة أخرى.
وبدأت أجهزة السلطة منذ مطلع شهر ديسمبر – كانون الأول الماضي عملية أمنية في محاولة لاجتثتث المقاومة، حيث فرضت حصاراً على مخيم جنين مع قطع المياه والكهرباء عن الأهالي، وهجّرت أكثر من نصف سكان المخيم، ومع عملية الاحتلال العسكرية واصل الاحتلال قطع المياه والكهرباء عن المخيم وزاد من عملية التهجير لتصل لأكثر من 90% من سكان المخيم.
وعبر الـ100 يوم من العملية العسكرية اعتقلت أجهزة السلطة عشرات المقاومين ومئات المواطنين من أهالي المخيم، منهم من أفرج عنه ومنهم من بقي معتقلا حتى اللحظة يتعرض لتعذيب شديد، حتى أولئك الذي ليس لهم علاقة بالمقاومة، لكن لمجرد أنهم من مخيم جنين.
وقائي السلطة في جنين اعتقل المطاردين للاحتلال طلال فايز عوفي، ومحمود عبد الله ياسين أبو عابد، وذلك بعد محاصرتهم أول أمس داخل منزل في بلدة سيلة الظهر بمحافظة جنين ومصادرة سلاحهم.
في حين قامت أجهزت السلطة أمس بتفجير عبوات ناسفة معدة مسبقاً لمواجهة جيش الاحتلال في قرية الزبابدة.
وبالتزامن مع ذلك اعتدت أجهزة أمن السلطة على شاب في قرية صانور جنوب شرق جنين.
وأظهرت مشاهد مصورة لحظة قيام عناصر من أجهزة السلطة، بالتنكيل بشاب بعد اعتقاله من أحد المنازل وضربه بأعقاب البنادق والسحل.
ومنذ بداية العدوان على جنين قبل 52 يوما، استشهد 36 مواطناً بينهم شابان برصاص أجهزة أمن السلطة التي اعتقلت عشرات المواطنين بينهم مطاردون للاحتلال.
وخلال الـ100 يوم ارتقى 10 شهداء من جنين برصاص أجهزة أمن السلطة بينهم أطفال وصحفية شقيقة شهيد ارتقى برصاص الاحتلال.