أخبارسلايد

مستوطنون يحرقون منازل ومركبات في دوما جنوب نابلس

ضمن مخططات الاستيطان والتهجير للقرية

نابلس – خدمة حرية نيوز

شنت مجموعة من المستوطنين المدججين بالسلاح تحت حماية قوات الاحتلال، فجر اليوم الجمعة، عدوانا جديدا على قرية دوما جنوب نابلس، وأحرقوا خلاله ثلاثة منازل ومركبتين.

وأفادت مصادر محلية، بأن عددا من المستوطنين اقتحموا خربة المراجم في قرية دوما، وأشعلوا النار في ثلاثة منازل تعود للمواطنين خالد داوود، ونسيم مسلم، ونايف مسلم، إضافة إلى إحراق مركبتين بشكل كامل لنايف مسلم.

وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت القرية وأطلقت الرصاص الحي، وقنابل الغاز السام والصوت باتجاه الأهالي الذين حاولوا الوصول إلى المنازل المحترقة لإخمادها.

دوما في عين الاستهداف الاستيطاني

يشار إلى أن قرية دوما تتعرض منذ سنوات لسلسلة من الاعتداءات والهجمات المتتالية من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال، وتصاعدت بشكل كبير منذ عدة أسابيع.

ولقرية دوما مشهد لا يغيب عن ذاكرة الفلسطينيين والعالم، عندما هاجم مستوطنون متطرفون منزلا لعائلة دوابشة فيها، وقتلوا الأب سعد والأم رهام وطفلهما الصغير علي (18 شهرا) حرقا، وأصيب طفلهم الأكبر أحمد بحروق بليغة، احتاج لسنوات للعلاج.

ويتصاعد عدوان المستوطنين ضمن سياسات حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة الداعمة لهم، ويعودون لمهاجمة منازل القرية ضمن مساعيهم لتهجير أهلها.

ومنذ أعوام أخطر الاحتلال قرية “دوما” بإخطارات طالت 150 منزلا على الأقل، تنوعت بين قرارات هدم ووقف البناء لعدد من البيوت والمنشآت الزراعية وخدمات البنية التحتية من شبكات الكهرباء والمياه والطرق، وطالت مسجدا وعدد من المنازل تم هدمها.

وتقدّر مساحة دوما بحوالي 18 ألفا و500 دونم (الدونم يعدل ألف متر مربع)، وتصنّف 95% من أراضيها ضمن مناطق “ج” (سيطرة إسرائيلية)، بينما لا يملك أصحاب الأرض غير 940 دونما تشكل المخطط الهيكلي (مساحة مخصصة للبناء) ويرفض الاحتلال توسعته.

وهو ما اضطر حوالي نصف أهالي القرية (3500 نسمة تعدادهم الكلي) للبناء خارج المخطط الهيكلي. “ولهذا يخطر الاحتلال الآن أكثر من 200 منزل بوقف البناء والهدم”، كما يقول سليمان دوابشة رئيس المجلس القروي لـ”دوما” للجزيرة نت.

مخططات لتهجير الأهالي

وبتنسيق مشترك بين جيش الاحتلال وجمعيات المستوطنين تُستهدف “دوما”، ويتم رصد تحركات المواطنين وبنائهم واستصلاحهم لأراضيهم، ويمنعون من إعادة بناء المنازل المهدمة، أو حتى الاستفادة من الأرض المقامة عليها.

ويلاحق الاحتلال والمستوطنون الآليات والمعدات التي تقوم باستصلاح الأراضي وفلاحتها، ويحتجزها أكثر من مرة ولعدة أسابيع. وكان أن غرَّم أصحابها مئات الدولارات “ولم تقم جهة مسؤولة أو ناشطة بتعويض أحد”، وفق رئيس المجلس القروي.

وتحت مسميات “المناطق العسكرية” و”المحميات الطبيعية” و”أملاك الدولة”، تسعى إسرائيل للسيطرة على أراضي “دوما” الواسعة والممتدة إلى الأغوار الفلسطينية، وتحرم المواطنين من كل ما يدعم صمودهم كالمياه التي يبتاعونها من القرى المجاورة بكميات محدودة وبأسعار عالية، وقد تصل تكلفة الكوب الواحد خلال الصيف إلى 17 دولارا.

وتقلّصت مساحة الأرض الزراعية داخل القرية لصالح السكن، وهو ما دفع كثيرين للبناء العمودي، أو مغادرة القرية، وقد هاجرت 12 عائلة للمدن المجاورة خلال عامين.

من أجمل محميات فلسطين

وبموقعها الإستراتيجي تحظى دوما بأهمية عالية كونها تحوي واحدة من أجمل المحميات الطبيعية بفلسطين (محمية فصايل)، وتشكل جغرافيا القرية خط الدفاع الأول عن الأغوار الفلسطينية التي تمتد إلى الشرق منها.

وزاد وقوعها شرق “خط شارع ألون” الاستيطاني الذي تقيمه إسرائيل من شمال الضفة الغربية لجنوبها، في جعلها هدفا للاحتلال الذي يسعى لضمها وتهجير سكانها.

ووضع الاحتلال “دوما” كأولى أهدافه ضمن ما عرف بـ”خطة الضم” المنبثقة عن صفقة القرن، حتى وإن غاب الضم الإسرائيلي العلني، فإنه يمارس تدريجيا وبصورة أفظع.

ويذكر تصريح أحد كبار المستوطنين بأن “دوما هدف مستساغ للاستيطان، وأن عليهم كمستوطنين تفريغها من السكان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى