
القدس المحتلة – خدمة حرية نيوز
اقتحم 885 مستوطنًا المسجد الأقصى ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وأدوا طقوسًا تلمودية وغناء التوراة في ساحة المسجد؛ خلال أيام عيد المساخر الذي بدأ الخميس الماضي وانتهى أمس الأحد، وهو ما يُعد أكبر اقتحام في تاريخ هذا العيد منذ بدء الاقتحامات اليومية في العام 2003.
ولا يتصل هذا العيد بأسطورة الهيكل لأنه يؤرخ لحدث تزعم التوراة إنه قد حصل في منفى اليهود في الإمبراطورية الفارسية، ومع ذلك تسعى جماعات الهيكل المتطرفة لتحويله لمناسبة لتعزيز اقتحامات المسجد الأقصى.
الباحث في شؤون القدس، جمال عمرو، أكد أنّ جماعات الهيكل المتطرفة، استغلت عيد “المساخر” العبري لزيادة أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك ورفع وتيرة الاستفزازات، رغم أنّه يُعد مناسبة توراتية هامشية لا ترتبط وفق مزاعمهم بـ “الهيكل”.
وحذر عمرو من استغلال الاحتلال الأعياد اليهودية، وخاصة التي تتزامن مع شهر رمضان الفضيل، لتحويل الأقصى والبلدة القديمة في القدس إلى ثكنة عسكرية، وفرض واقع تهويدي يهدف إلى تكريس السيطرة الإسرائيلية على المسجد.
وأوضح أن اقتحامات المتطرفين للمسجد لم تتوقف طوال شهر رمضان، حيث خصص الاحتلال الساعات ما بين 7-11 صباحًا لهذه الاقتحامات، التي تتخللها طقوس استفزازية مثل السجود الملحمي والصلوات الجماعية العلنية داخل ساحات الأقصى.
وأكد أنّ هذه السياسات تأتي ضمن مخطط استراتيجي لاستفزاز مشاعر المسلمين، وفرض أجندة تهويدية بالقوة، في وقتٍ يفرض الاحتلال فيه قيودًا مشددًا على دخول المصلين للأقصى من سكان القدس والداخل المحتل، بينما يمنع أهل غزة والضفة والخارج من الدخول إليه.
وشدد عمرو، أن المسجد الأقصى يعيش معركة وجود حقيقية، إذ يسعى الاحتلال لتحويله تدريجيًا إلى موقع مشترك بين اليهود والمسلمين، وفرض التقسيم الزماني والمكاني كما فعل في المسجد الإبراهيمي بالخليل.
ودعا الأمتين العربية والإسلامية والمؤسسات الحقوقية إلى التحرك العاجل للضغط على الاحتلال لوقف هذه الانتهاكات، ومنع استغلال الأعياد اليهودية لفرض وقائع جديدة على الأقصى.
وبيّن الباحث عمرو أن صمود الفلسطينيين والمرابطين في المسجد هو السد المنيع أمام هذه المخططات، مضيفًا أنّه “إذا لم يكن هناك مواقف عربية وإسلامية حازمة، فسيواصل الاحتلال اعتداءاته بلا رادع”.