
الداخل المحتل- خدمة حرية نيوز
للمرة الـ239 منذ عام 2010 أقدمت قوات الاحتلال صباح اليوم الإثنين على هدم منازل وخيام أهالي قرية العراقيب في النقب، وهي قرية لا تعترف بها سلطات الاحتلال وتواجه خطر الإخلاء والاقتلاع المستمر.
ومنذ بداية العام 2025، تعرّضت العراقيب للهدم خمس مرات، فيما شهد العام الماضي 11 عملية هدم، ومثلها في 2023، في حين هُدمت 15 مرة خلال عام 2022، و14 مرة في 2021، وتندرج هذه الممارسات ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى كسر صمود السكان ودفعهم إلى مغادرة أرضهم.
ويواجه الأهالي هذه الاعتداءات منذ 27 يوليو 2010، يعيدون كل مرة بناء خيامهم بمواد بسيطة، متحدّين ظروف الطقس الصعبة والتضييق المستمر من قوات الاحتلال.
وتسعى قوات الاحتلال إلى تفريغ القرية من سكانها عبر استخدام أدوات متعددة، من بينها الاعتقالات والملاحقات القانونية، حيث تم سجن الشيخ صياح الطوري وأفراد من عائلته، إلى جانب ناشطين مثل سليم الطوري، بحجج مثل “البناء غير المرخّص” و”الاستيلاء على أراضي الدولة”.
كما فرضت قوات الاحتلال غرامات مالية كبيرة على الأهالي، بالتوازي مع تجريف أراضيهم الزراعية، ومنعهم من استخدام المراعي وتربية المواشي، في محاولة لحرمانهم من مصادر رزقهم.
ورغم كل ذلك، لا تزال 22 عائلة، يبلغ عدد أفرادها نحو 86 شخصًا، تقيم في العراقيب، معتمدة على الزراعة وتربية المواشي، وكان السكان قد تمكنوا في سبعينيات القرن الماضي، ووفق القوانين المعمول بها حينها، من إثبات ملكيتهم لـ1250 دونمًا من أراضيهم.
ورغم محاولات التهجير المستمرة، يواصل أهالي العراقيب تمسكهم بأرضهم، في موقف يعكس صلابة نادرة في وجه سياسات الاقتلاع والتهويد.
وفي سياق متصل، تواصل سلطات الاحتلال هدم المنازل والمحال التجارية والورش الصناعية في البلدات العربية بذريعة عدم الترخيص كما حصل في رهط وطوبا الزنغرية وجديدة المكر ويركا والزرازير وعكا والناصرة وأم الفحم وشفاعمرو وسخنين وعين ماهل ويافا وكفر قاسم وقلنسوة وكفر ياسيف وعرعرة واللد وحرفيش وكفر قرع وبلدات عربية في منطقة النقب وغيرها.
كما يتهدد الاقتلاع والتهجير أهالي قرية راس جرابة مسلوبة الاعتراف في النقب، لصالح توسعة مدينة ديمونا وبناء أحياء يهودية جديدة على أنقاض قريتهم، فيما المخطط الحقيقي هو تنفيذ سياسات التهويد في النقب وسائر البلدات العربية. وأشار إلى أن المحكمة نفسها عبّرت عن استغرابها لغياب أي بديل مطروح للسكان.
ويقطن في قرية راس جرابة نحو 600 نسمة يعيشون في ظروف صعبة، في منازل من الصفيح والخيام، وسط تضييق مستمر لدفعهم نحو التهجير. ويتهدد الخطر ذاته 14 قرية أخرى مسلوبة الاعتراف، بدأ تنفيذ المخطط فيها بهدم قرية أم الحيران في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.