
الضفة الغربية – خدمة حرية نيوز
قال الأسير المحرر والناشط في شؤون الأسرى ثامر سباعنة إن إدارة سجون الاحتلال تعمدت استخدام التجويع كسلاح مستخدم ضد الاسرى الفلسطينيين، وهو سلاح لم يكن وليد النشاة، وتوصف بأنها جريمة إبادة جماعية:
وأوضح المحرر سباعنة أنه بالرجوع للقوانين والأنظمة الدولية والإنسانية يمكن اعتبار أن إلحاق ضرر جسدي أو عقلي جسيم بأفراد جماعة من الناس، وإخضاعهم عمداً لأحوال معيشية يقصد بها إهلاكهم الفعلي كلياً أو جزئياً، وصف للحالة التي يعيشها الاسرى الفلسطينيين وعملية التجويع المُتعمد التي تمارسها إدارة السجون بحق الاسرى.
التجويع سلاح الاحتلال ضد الاسرى
ولفت سباعنة إلى أن إدارة السجون باشرت باستهداف طعام الأسرى بعد حرب طوفان الأقصى وتمثلت بعدد من الإجراءات في مقدمتها تقليل كمايات الطعام المقدمة للأسرى.
وأكد إن تقليص كمّيّات الغذاء للأسرى الفلسطينيّين والحدّ من استهلاكهم للسعرات الحراريّة هما جزء من السياسة الجديدة التي أعلنها بن غفير فور تولّيه منصبه نهاية عام 2022.
وأشار إلى أن حرب طوفان الاقصى كانت هي الذريعة اللازمة لوضع بن غفير خطته المنظمة موضع التنفيذ، وكما صرّح هذا الوزير نفسه بكل افتخار، فهو الذي أمر مصلحة السجون بعدم تزويد الأسرى الفلسطينيّين الغذاء بالحدّ الأدنى المطلوب، وتزويده بمقدار ونوعيّة مختلفين عمّا يحصل عليه السجناء الجنائيّون.
مظاهر التجويع
وأضاف سباعنة أن إدارة سجون الاحتلال قدمت وجبات طعام فاسدة وتالفة للأسرى، ورائحته السيئة واضحة، وفي كثير من الحالات اضطر الأسرى لإتلاف هذه الأطعمة والتخلص منها، وهذا يعني ضياع وجبة طعام على الأسير.
وأشار إلى منع تقديم إدارة السجون أنواع كثيرة من الأطعمة الضرورية، واكتفت بقائمة أسبوعية محدده وثابتة لم تتغير منذ بداية الحرب، إلى جانب مصادرة أدوات الطبخ من غرف الاسرى، ومضت أشهر قبل ان تُقدم إدارة السجون بديل عن الصحون والأواني، اذ لجأ الاسرى لوضع الطعام على الأرض او على أكياس الخبز والاكل بالأيدي لعدم وجود الصحون والملاعق.
كما أوقفت إدارة السجون كل أنواع الفواكه ومنعت تقديمها للأسرى، فيما تعمد السجانون تقديم الطعام غير ناضج وتحديدا الرز والبيضز
ومن جرائم الاحتلال المتعلقة بالطعام، أوضح سباعنة أن السجانون قاموا بالبصق والتبول في طعام الأسرى، حيث تكررت هذه الحالات عدة مرات وشهد عدد من الأسرى بهذا التصرف لعدد من السجانين، إلى جانب رش مواد ضارة في الطعام، مثل رش غاز الفلفل أو مواد أخرى ضارة على الطعام في عدة سجون
كما أفاد بدوس السجانين بالاقدام على الطعام؛ موضحا: “وقد عشت احدى هذه الحالات اذ قُدم لنا الرز واثار حذاء السجان واضحه وبشكل جلي بكل تفاصيل قاع الحذاء، وللأسف ومن شدة الجوع وعدم وجود بديل اضطررنا لتناول الوجبة”.
كما أوقفت إدارة السجون وجبات اللحوم، اذ كان يُقدم للأسرى قبل الحرب وجبة لحوم حمراء ووجبة دجاج ووجبة لحم حبش(ديك رومي) ووجبة سمك أسبوعيا، لكن مع الحرب اقتصرت وجبات اللحوم على النقانق فقط لاكثر من سنة ثم تم إضافة وجبة الحبش.
أهداف انتقامية
وشدد سباعنة على أنّ التلاعب في الكميّات الغذائية والماء المِقدّم للأسرى لتحقيق أهداف انتقاميّة، وإنزال عقوبات جماعيّة على الأسرى يُعدّ انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، ومحظوراً في المواثيق الدوليّة.
وأكد أن هذه السياسة تتعارض بشكل صارخ مع مبادئ حقوق الإنسان، وتُعرّض الأسرى إلى معاملة غير إنسانيّة ومهينة، فهي محظورة بشكل واضح في قواعد الأمم المتّحدة النموذجيّة الدنيا لمعاملة السجناء والأسرى.