
الضفة الغربية-خدمة حرية نيوز:
يعيش الفلسطينيون في منطقة الأغوار بالضفة الغربية، واقعاً صعباً في مواجهة عمليات التهجير الفعلي وإقامة بؤر استيطانية تمهد لسيطرة واسعة على الأرض.
وقالت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، إن ما جرى في عرب المليحات شمال غرب أريحا، ينذر بتكرار نمط التهجير القسري في باقي مناطق الأغوار والضفة الغربية.
وطالبت المنظمة بـتدخل حقيقي، لا يكتفي بالإدانة اللفظية، بل يفرض إجراءات رادعة ضد الاحتلال والمستوطنين، ويضمن الحماية الفعلية للسكان.
وأوضحت أن 50 عائلة فلسطينية من سكان تجمع عرب المليحات، قد هجّرت قسرًا من منازلها، إثر موجة متصاعدة من الاعتداءات المنظمة التي ينفذها المستوطنون الإسرائيليون، والذين أقاموا خلال الأيام الأخيرة بؤرًا استيطانية جديدة، إحداها نُصبت بشكل مباشر أمام أحد منازل التجمع.
وأشارت المنظمة إلى أن هذه البؤر تحولت إلى مراكز اعتداء دائم ومصدر إرهاب يومي، حيث يتعرض السكان لحملة ممنهجة تشمل الضرب، تدمير الخيام، سرقة وتسميم المواشي، والتحكم بالمداخل والطرق، وسط تواطؤ واضح من جيش الاحتلال الذي يتواجد في المكان لحماية المستوطنين.
وأكدت البيدر أن ما حدث في عرب المليحات لم يعد مجرد “مضايقات، بل هو هجوم منظم تقوده أذرع الاحتلال الاستيطانية لاقتلاع السكان من أرضهم دون أوامر أو قرارات رسمية، بل بالسلاح والتهديد المباشر.
وكانت مجموعة من المستوطنين أقامت بؤرة استيطانية جديدة على أراضٍ تابعة لتجمع عرب المليحات، تبعد نحو 150 مترًا شرق مدرسة عرب الكعابنة الأساسية، في منطقة الأغوار الوسطى.
ونصب المستوطنون خيمتين، وأقاموا حظيرة للمواشي ، وأدخلوا إلى الموقع قطعانهم، بالإضافة إلى فرش وأغطية للنوم، في مؤشر واضح على نيتهم الإقامة الدائمة في الموقع، وليس مجرد تواجد عابر.
وقالت مصادر محلية إن ما يجري في الضفة، يُعد تصعيدًا خطيرًا يستهدف فرض وقائع استيطانية جديدة في مناطق حساسة وقريبة من التجمعات السكانية، محذّرة من أن صمت المجتمع الدولي إزاء هذه التحركات يشجّع على مزيد من التعديات على الأراضي الفلسطينية وحقوق السكان الأصليين.
وكانت سلطات الاحتلال قد أصدرت أيضاً إخطارات بوقف العمل في جميع مساكن المواطنين في تجمع عين الحلوة، الواقع في منطقة الأغوار الشمالية، في خطوة جديدة تهدد الاستقرار المعيشي لعشرات العائلات الفلسطينية.
وشملت الإخطارات منشآت سكنية تعود لـ13 عائلة تقطن في التجمع، وتم تحديد السادس عشر من الشهر الجاري كموعد نهائي لتنفيذ أوامر وقف العمل.