نابلس:
توافق اليوم الذكرى السنوية السادسة للجريمة البشعة التي نفذها المستوطنون بحرق عائلة دوابشة في قرية دوما جنوب نابلس.
ففي فجر الحادي والثلاثين من تموز 2015 نفذ مستوطنون اعتداء بمواد مشتعلة على منزل المواطن سعد دوابشة (32 عاماً).
واستشهد دوابشة مع زوجته ريهام (27 عاماً)، وطفليهما الرضيع علي (18 شهراً)، وأصيب شقيقه أحمد “الناجي الوحيد من بين افراد العائلة” بجروح وحروق بالغة.
في تلك الليلة، تسلل مستوطنون إلى قرية دوما تحت جنح الظلام، وأضرموا النار في منزل عائلة دوابشة، ما أدى إلى استشهاد الرضيع علي.
فيما أصيب والداه وشقيقه أحمد بجروح خطيرة، إلى أن أعلن عن استشهاد الوالد سعد بعد أيام من إصابته.
وأعلن عن استشهاد الوالدة ريهام عقب الجريمة بأكثر من شهر.
وقضت محكمة الاحتلال على أحد المستوطنين مرتكبي الجريمة بالحبس المنزلي.
وذلك بعد أن ألغت اعترافاته بعلاقته في قتل عائلة دوابشة بزعم أنه تعرض لتحقيق قاسي.
الرد القسامي
في مساء الأوّل من تشرين أوّل/أكتوبر من عام 2015 نفذت مجموعة مجاهدة من كتائب القسام عملية “ايتمار” البطولية.
وجاءت ردًا على جرائم الاحتلال ومستوطنيه التي ارتكبوها بحق عائلة دوابشة، بعد شهرين من الجريمة وبمكان قريب منها.
ومثلت عملية “ايتمار” شرارة الانتفاضة التي اندلعت كموجة من عمليات فردية.
وسرعان ما اكتسبت العمليات طابعًا ثوريًا انتقل إلى الجماهير الفلسطينية وأبطالها لتعلن “انتفاضة القدس”.
وتمكّنت خلية “ايتمار” من تنفيذ عملية إطلاق نار على مركبة للمستوطنين.

ووقعت العملية على الطريق بين مستوطنتي “ايتمار” و”الون موريه” المقامتين على أراضي قرى شرق نابلس.
قتلى العملية
وأسفرت العملية التي نفذت من مسافة الصفر عن مقتل مستوطنين هما:
“ايتام هنكين” وهو ضابط استخبارات احتياط بوحدة هيئة الأركان الإسرائيلية، وزوجته “نعماه هنكين”.
واتضح من شكل العملية ونتائجها بأنها كانت ردًا على مجزرة دوما،
وحتى قبل انكشاف أمر الخلية المنفذة ودوافعها، كان الفلسطينيون يدركون ذلك، وسرعان ما عبروا عن ذلك عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
وتأكيدًا على دوافع العملية، نشر يحيى الحج حمد، أحد منفذي العملية، صبيحة اليوم التالي على حسابه بموقع “فيس بوك”،
نشر صورة الطفل أحمد دوابشة، الناجي الوحيد من المحرقة، وكتب تحتها: “آن لك أن تبتسم”.
منفذو العملية لم يسجلوا ردًا على محرقة دوما وحسب،
بل استطاعوا كذلك تسجيل انتصار أخلاقي على الاحتلال ومستوطنيه.
وذلك عندما امتنعوا عن مس أطفال المستوطنين “هنكين” الذين كانوا داخل السيارة.
ولم تكن عملية “ايتمار” أولى العمليات التي نفذتها الخلية، فقد سبقها تنفيذ عدة عمليات إطلاق نار.
استهدفت العمليات المستوطنين وقوات الاحتلال في الشوارع الالتفافية القريبة من نابلس.
وأسفرت العمليات عن وقوع عدة إصابات، وبقيت مجهولة إلى أن نفذت عمليتها الكبرى.