تقارير

ربيحة الرجبي تزف عروسا من فوق ركام منزل ذويها المهدم في سلوان

القدس المحتلة – خدمة حرية نيوز

 

قبل قرابة الشهر من اليوم كان حلم ربيحة الرجبي أن تزف إلى عريسها من منزل ذويها في بلدة سلوان بالقدس المحتلة، لكن ذلك المنزل أصبح أثرا بعد عين، بفعل جرافات الاحتلال وبقيت ملابس العروس تحت ركامه.

 

وفي ذاك اليوم الذي كان فارقا في حياة عائلة الرجبي،  قطعت ربيحة على نفسها عهدا أن تزف من منزل والدها حتى وإن أصبح ركاما، وبالفعل حققت وعدها من فوق ركام منزل ذويها المهدم.

 

فرحة فوق الركام

 

فرحة فوق الركام انتزعت من بين أنياب جرافات الاحتلال، وصنعت فرحتها التي كانت كالجمر  في وجه المحتل وسياساته الظالم بحق سكان مدينة القدس وخصوصا بلدة سلوان.

 

ومن أمام منزل أكوام الحجارة وركام المنزل المهدم بسلوان قالت: “انا حكيت للعالم إنه أنا طالعة من أمام ركام بيت أهلي وهاد تحـدي للاحتلال ورح أكمل”.

 

وأوضحت الرجبي أنها تحدت الاحتلال وسياساته الظالمة بحق أهلها وذويها وبحق المقدسيين، مضيفة: “وها أنا أزف من بيت والدي وفرحتي كما هي، وهذا تحدي كبير للاحتلال”.

 

وأشارت الرجبي إلى أن رسالتها اليوم وفي يوم عرسها أنها مصرة على الحياة، وأن أهل القدس يخرجون حتى من تحت الركام.

 

يوم الهدم

 

وفي صبيحة يوم 10 من مايو 2022، تفاجأت عائلة الرجبي باقتحام قوة كبيرة من قوات الاحتلال منزلها في بلدة سلوان ومحاصرته وطرد ساكنيه، وشرعت بأعمال الهدم والتجريف في حينه، سارقة حياة وذكريات وأحلام ثلاثين فردا منهم بعد أن كانوا يعيشون في  بيتهم المكون من طابقين.

 

تصف ربيحة ما حدث وتستذكر الأحداث فتقول: “كنا جالسين في منزلنا بأمان، وفجأة سمعنا صوت الصراخ وتحطيم الأبواب حيث قوة كبيرة من جيش الاحتلال أخرجتنا من منزلنا تحت تهديد السلاح”.

 

وأضافت ربيحة: “لقد تفاجئنا من وحشية الاقتحام، والاعتداء على جميع الأفراد في المنزل، وأرادوا إخراجنا من المنزل دون حتى أن نرتدي ملابسنا”.

 

وأشارت ربيحة إلى أن المجندات التي رافقت القوة استهزأن بالعائلة، وقمن بالسخرية منهم وأخبرن العائلة أنه سيتم هدم المنزل وسط ضحكات استفزازية، ومحاولات استفزاز مشاعر العائلة.

 

وأوضحت ربيحة أن فقدان منزل العائلة كان صعبا جدا، فلا تستطيع وبكل مفردات اللغة أن تصف المأساة التي حلت بها وعائلتها، تابعة: “أحلامنا وحياتنا كلها تم هدمها، وشعور بالقهر أكبر من أن يوصف فقد أحسست بحرقة في قلبي”.

 

واليوم وبعد شهر من هدم منزلها، وتدمير ذكريات عائلة اجتمعت لسنوات تحت سقف منزل مكون من طابقين، أصرت ربيحة الرجبي على صناعة الفرح من تحت الركام، لتوصل رسالتها ورسالة كل فلسطيني مقدسي للاحتلال مفادها “إن هدمتم بيوتنا فسنخرج من تحت الركام أقوى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى