تقاريرسلايد

الذكرى الـ21 لعملية الاستشهادي القسامي فؤاد القواسمة من الخليل

اعترف الاحتلال بمقتل اثنين

الخليل- خدمة حرية نيوز

توافق اليوم الذكرى السنوية الحادية والعشرين لعملية الاستشهادي القسامي فؤاد جواد القواسمة من الخليل، والذي قام بتفجير نفسه وسط مجموعة من المستوطنين في البلدة القديمة، وذلك بتاريخ 17 أيار/ مايو لعام 2003، واعترف الاحتلال في حينها بمقتل اثنين على الأقل وإصابة آخرين.

 

ولد فؤاد جواد عمران القواسمي بمدينة خليل الرحمن، يوم الثلاثاء الموافق 26/3/ 1981، لينشأ ويترعرع في أكناف عائلة مجاهدة بما تحمل الكلمة من معنى، وهي التي غرست فيه معاني الإيمان والالتزام بتعاليم الإسلام والمقاومة.

 

غمار الحياة العملية

التحق القواسمي بمدارس الخليل وأكمل فيها المرحلة الإعدادية قبل أن يترك التعليم ويخوض غمار الحياة العملية في فترة مبكرة من حياته، للعمل في البناء.

 

كان العمل الشاق الذي احترفه القواسمة سببا لبنيته الجسدية القوية، أما فكره فأنارته المساجد التي تربى فيها على حب الجهاد والاستعداد للتضحية فداء لفلسطين، وعرف فؤاد بين أهله وجيرانه والمجتمع المحيط به بدماثة الخلق وحسن الأدب، وجمال السلوك، كما عرف بعلاقته الطيبة مع مجتمعه، فهو صاحب الطيف الخفيف والأسلوب المرح.

 

وخاض القواسمة تجربة الاعتقال في سجون الاحتلال، حيث اعتقل عام 2002، وأمضى ستة أشهر في الاعتقال الإداري، وخضع في مراحل اعتقاله الأولى للتحقيق العسكري الشديد، لكن مخابرات الاحتلال لم تتمكن من إدانته بأي تهمة تثبت نشاطه السياسي أو العسكري في صفوف القسام.

 

تطيب القواسمي وودع والده قبل وداعه لدنياه، وأخبره أنه سيتجه لـ”دورة حلاقة” في مؤسسة تأهيل الأسرى.

 

العملية الفدائية

وفي تمام الساعة السادسة من مساء عصر يوم 17/5/2003 دخل القواسمة البلدة القديمة في مدينة الخليل، أثناء فرض حظر التجوال في شوارعها.

 

ولتسهيل دخوله لمستوطنة “كريات أربع” الجاثمة فوق أراضي البلدة القديمة بالخليل، ارتدى ملابس المستوطنين، ووضع على جسده قنبلة متوسطة الحجم على شكل حزام ناسف، وانطلق يجول في أزقة البلدة القديمة باحثا عن هدفه.

 

وخلال تواجده شك جنود الاحتلال بأمره فطاردوه؛ إلا أنه أسرع باتجاه مجموعة من المستوطنين كانت تقف بجانب مثلث غروس قبالة الحسبة في السوق القديم، حتى فجر نفسه بينهم، فأوقع في صفوفهم قتلى وجرحى.

 

وتكتم العدو على الحصيلة مكتفيا بالإعلان عن مقتل اثنين منهم؛ إلا أن صحفيين دخلوا إلى منطقة الحدث بعد وقوعها بلحظات وأكدوا أنهم شاهدوا عددا كبيرا من الجثث كانت على الطريق، وكانت سيارات الإسعاف تعمل على نقل المصابين والقتلى.

 

تبني القسام

وكعادة الاحتلال أقدم جنوده بعد العملية البطولية، على ارتكاب جرائم متتالية بحق أسرة الشهيد، فاقتحمت قوات كبيرة من جيشهم بيته واعتقلوا والده وشقيقيه زياد وعمار، وعاثوا في المنزل خرابا وتدميرا، وبعدها أقدم على نسف منزله المكون من ثلاث طبقات وشردوا ساكنيه في العراء.

 

من جانبها تبنت كتائب الشهيد عز الدين القسام العملية البطولية وأوضحت أنها جاءت ردا على الاعتداءات المتواصلة التي يرتكبها المحتل بحق ابنا الشعب الفلسطيني الأعزل.

 

وبحسب معلومات صادرة عن جهاز “الشاباك” التابع للاحتلال، فقد اتضح من الوهلة الأولى أن ثلاثة عمليات نفذها باسم التكروري ومجاهد الجعبري بالإضافة للقواسمي، هي من تنفيذ كتائب القسام، وأنهم تربطهم علاقة حميمة، ولذا فقد نسقوا لتنفيذ عمليات بوقت متقارب.

 

وتعتبر عائلة القواسمي التي هي من أبرز العائلات الفلسطينية في مدينة الخليل، عائلة المجاهدين، حيث قدمت عشرات الاستشهاديين خلال انتفاضة الأقصى، إضافة إلى أن أغلبية قادة القسام في المدينة من هذه العائلة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى