أخبارتقارير

الذكرى الـ21 لاستشهاد كوكبة من أبطال القسام في معركة طوباس

طوباس- خدمة حرية نيوز
توافق اليوم الذكرى السنوية الـ21، لارتقاء كوكبة من شهداء كتائب الشهيد عز الدين القسام، خلال معركة بطولية في مدينة طوباس، وهم قيس عدوان، سائد أبو عواد، مجدي بلاسمة، أشرف دراغمة، محمد سويطات، محمد كميل، ومنقذ صوافطة.

مثّل كل واحدٍ منهم أيقونة في الجهاد، ونموذجًا مشرقًا للحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية، حيث ارتقت أرواحهم من أجل هدف واحد، في مكانٍ وزمان واحد، لكن لكلٍ منهم قصة مختلفة.

قيس عدوان

ولد قيس عدوان “أبو جبل” عام 1977، لأسرة ترجع جذورها لقرية “سيريس” في مدينة جنين.
تلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مدارس جنين إلى أن تخرج من الثانوية العامة في الفرع العلمي بمعدل يؤهله لدخول كلية الهندسة عام 1995.

وفي عام 1996 التحق بجامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية ليكون طالبا في قسم الهندسة المعمارية، واندمج في العمل الطلابي ثم قاد الكتلة الإسلامية ما جعله يدفع ضريبة ذلك عامًا كاملًا من عمره داخل سجون الاحتلال.

وبعد خروجه من السجن في العام 1998 انتخب عضوًا في مجلس اتحاد الطلبة في جامعة النجاح، ثم رئيسًا له. مع انطلاق انتفاضة الأقصى انطلق المهندس قيس إلى العمل العسكري مع كتائب القسام، وكانت باكورة أعماله الجهادية عملية “وادي عارة” والتي نفذها المجاهد زيد الكيلاني.

وكان له دور بارز في تطوير العمليات الفدائية، فطوّر الأحزمة الناسفة التي تستعملها الكتائب في عملياتها، فكانت عملية الاستشهادي عز الدين المصري المعروفة بعملية ” سبارو” والتي قتل فيها أكثر من 19 إسرائيليًا من تصميم يديه.

ومنذ تلك اللحظة أصبح المطلوب رقم واحد لقوات الاحتلال، ليغادر بيته وبلده وبات مطاردا في جبال جنين، ولم تمنعه المطاردة من إتمام نهج كتائب القسام فكانت عملية شاكر حبيشي من تخطيطه.

سائد أبو عواد
ولد سائد أبو عواد في مخيم الشابورة في مدينة رفح عام 1977، ثم انتقل مع عائلته إلى مخيم طولكرم حيث بدأت شخصيته تتبلور والعنصر الإيماني أهم ميزاتها.

ومع انطلاقة الانتفاضة الأولى عام 1987، كان أبو عواد كادرا فعالا في مواجهة المحتل فلم يبلغ في ذلك الوقت 11 عامًا، إلا أنه قاد مجموعة من الفتيان التي تلقي الزجاجات الحارقة والحجارة على جنود الاحتلال.

في عام 1991 تعرض للاعتقال الأول على يد الاحتلال، وخضع للتحقيق القاسي، ثم اعتقل مرة أخرى في العام 1994 ليقضى حكمًا بالسجن 4 سنوات.

انضم إلى صفوف كتائب القسام، وبدأ التخطيط للعمليات البطولية داخل الأراضي المحتلة، فاعتقلته أجهزة أمن السلطة. لم توقف سنوات الاعتقال من مواصلة طريق المقاومة والتضحية، فبدأ بالتفكير بصناعة صاروخ “القسام 2” الذي أسس لنظريته الأولى في غزة هاشم، واستطاع شهيدنا أن يحصل على لقب “مهندس قسام 2”.

مجدي بلاسمة

ولد القسامي مجدي بلاسمة عام 1983، في مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، وتربى على الالتزام وطريق الخير والفلاح، وتميّزت علاقاته بالجميع، جيراناً وزملاءً وأقارب.

أنهى المرحلة الأساسية في مدارس الأونروا بالمخيم، والثانوية في مدرسة سمير سعد الدين، ثم التحق بكلية التربية في جامعة القدس المفتوحة. نشط في فعاليات الانتفاضة الأولى عام1987، رغم صغر سنه، وأصيب في إحدى المواجهات.

انضم إلى صفوف حماس ليصبح ناشطًا في ميادينها السياسية والدعوية، لم يشبع ميدان العمل السياسي والدعوي شغفه، فرغم هدوئه الكبير وغموضه، إلا أنه أصر على الالتحاق بصفوف كتائب القسام متخفيا، وليكن في مقدمة من يتصدى للاحتلال خلال اقتحاماته المتكررة للمخيمات الفلسطينية.

أشرف دراغمة “الصقر”

ولد أشرف دراغمة عام 1973، في بلدة طوباس، تربى في مساجدها ومدارسها، وعُرف بين أهلها بحسن الخلق وكرم الطبع وعزة النفس.

لم يكن انضمامه للجناح العسكري لحماس محض صدفة، بل هي رغبته وثباته الدائم وتصدره للأنشطة الميدانية والاجتماعية والتنظيمية في طوباس.

تخرّج من جامعة القدس المفتوحة مع رفيقه القسامي قيس عدوان، وكان ناشطًا في الكتلة الإسلامية، قبل أن يتميز ويتحمل مسؤولية أمير الكتلة في الجامعة.

عرف “الصقر” سجون الاحتلال في فترةٍ مبكرةٍ جدًا من حياته، فاعتقل للمرة الأولى قبل تجاوزه عمر الــ 13 عامًا، وأمضى شهرًا كاملًا في سجن طبريا، بعدما رفضت إدارة السجون استقباله لصغر سنه.

اعتقله الاحتلال مرة ثانية لمدة خمسة أشهرٍ في سجن الفارعة المجاور لبلدته، وكان حينها لم يتجاوز الــ 18 عامًا، ثم اعتقل في المرة الثالثة عام 1992 وكان عمره حينها 19 عاماً، أما اعتقاله الأخير في العام 1995 فكان إداريًا لمدة ثلاث سنوات.

توفي والده خلال تلك الفترة دون أن يتمكن من رؤيته، ورغم قسوة الاعتقال الإداري وظلمه، فقد أثبت صلابةً وعزيمةً في التحقيق.

محمد سويطات

ولد محمد سويطات عام 1981، في مخيم جنين، تلقى تعليمه في مدارس المخيم، وتعلّق قلبه في مساجده، وكان شقيقه الأكبر الشهيد يوسف سويطات، منفذ العملية الاستشهادية في مستوطنة الخضيرة، قدوة له في الالتزام بالعبادات.

وأكمل سويطات تعليمه في معهد الطيرة الصناعي في مدينة رام الله لمدة سنتين، تعلًم في قسم الميكانيكا وتصليح السيارات، ثم عاد للمخيم وعمل في إحدى الورش.

وعُرف بمشاركته الفاعلة في المواجهات ضد الاحتلال، ورشق الحجارة على الحواجز المتواجدة حول مدينة جنين، وخاصة منطقة الجلمة.

ومع تصدر جنين لأكثر المناطق الفلسطينية احتدامًا مع الاحتلال، كان لا بد من تركه بصمة في عمليات المقاومة، فتدرب على يد شقيقه الأكبر، على حمل السلاح والقنص ما أكسبه مهارة جيدة في استهداف الجنود.

محمد كميل

ولد الشهيد محمد كميل عام 1974 في بلدة قباطية قضاء جنين، لأسرة ملتزمة مجاهدة تربى فيها على دماثة الأخلاق وحسن المعشر. والتحق بجامعة القدس المفتوحة عام 1997 بقسم التربية الإسلامية، ونشط في صفوف الكتلة الإسلامية، وعرف بخدمته لزملائه.

واعتقل نحو سبع مرات لدى الاحتلال كان أولها عام 1993، قبل أن تعتقله أجهزة أمن السلطة ثلاثة أشهر تعرّض خلاله لتعذيب وحشي.

منقذ صوافطة

ولد منقذ محمد صوافطة في طوباس في عام 1973، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال، عُرف بحسن أخلاقه ودينه، وتميّز بنشاطه الاجتماعي والخيري في منطقة سكنه، وكان يساعد الفقراء والمحتاجين، كما وكان مقاومًا بارزًا في طوباس.

وتعرض للاعتقال أثناء الانتفاضة الأولى، إلا أن ذلك لم يثنه عن مواصلة طريق المقاومة، فانضم لصفوف القسام مع انطلاق انتفاضة الأقصى، وشارك في العديد من العمليات البطولية والاشتباكات النوعية ضد الاحتلال.

وجعل بيته مأوى للمجاهدين والمطاردين، وضحى بنفسه وبيته وعياله في سبيل الحفاظ على المجاهدين، حتى استشهد وأبطال القسام داخله.

موعد الرحيل
في مدينة طوباس التقت المجموعة القسامية من أجل الإعداد لعمليات تشترك فيها الخبرات، وفي صبيحة يوم الجمعة الخامس من نيسان لعام 2002 حاصرت قوة ضخمة من الاحتلال وشاركتها الدبابات وطائرات “الأباتشي” المنزل الذي اجتمعت فيها الخلية القسامية.

رفض أبطال القسام تسليم أنفسهم، وبدأت المعركة الضارية التي لم تجرؤ خلالها قوات الاحتلال على اقتحام المنزل، فأقدمت على قصفه وإطلاق النار بكثافة طوال ست ساعات من الاشتباكات التي انتهت باستشهاد المجاهدين الأبطال مقبلين غير مدبرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى