تقاريرسلايد

الذكرى الـ21 على استشهاد القسامي مأمون قادوس من نابلس

استشهد قابضاً على مصحفه

الضفة الغربية-خدمة حرية نيوز:

توافق اليوم الذكرى السنوية الـ21 على استشهاد القسامي المجاهد مأمون إبراهيم قادوس من مدينة نابلس، وذلك بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 23 تموز/ يوليو 2002.

 

ولد شهيدنا القسامي في قرية عراق بورين جنوب نابلس في 24 كانون الأول/ ديسمبر 1981، وأتم تعليمه الابتدائي في مدرسة القرية، لينتقل بعد ذلك لإكمال دراسته الإعدادية في قرية تل القريبة.

 

وفي ظل ظروف عائلته الاقتصادية الصعبة، اضطر مأمون للانقطاع عن المدرسة، وتوجه لمساعدة والده في العمل بمهنة الدهان التي أتقنها بحرفية عالية، وبدا الإخلاص واضحاً على أعماله التي كان يسعى منها ليأكل حلالاً من عرق يده، وليساعد أسرته الكبيرة في تحصيل قوت يومها رغم صغرها سنه في ذلك الحين.

 

التحق مأمون في مرحلة شبابه في نادي الكاريته بالقرية، وأخذت صلابته وقوته البدنية تتضح للعيان، وهو ما يشهد به مدربوه في اللعبة، فقد كان يخشى نزاله المتمرسون والمتمكنون، وحصل مجاهدنا القسامي على الحزام الأسود وحمل شارة الدان الدولي الأول.

 

تربية إيمانية وجسمانية

كان رياضياً ويمتاز بخلقه الحميد وخصاله النبيلة وسجاياه الطيبة، وحمل في تكوينه الروحي قوة إنسانية لا تقل أهمية عن القوة الكبيرة في جسمه، لتكون منطلقه للحياة.

 

بدى على مأمون الالتزام الديني والتحق في المساجد منذ نعومة طفولته، وغذى فيها تربيته الروحية الملازمة لتربيته الجسمانية، وكان فتى المسجد وحامي عرينه، ولا تخلوا طريق بيت الله من وقع أقدامه، وقد حببت إليه صلوات الجماعة في الظلم، حتى أنه لم يذكر عنه التغيب عن جماعة الفجر والعشاء إلا فيما ندر.

 

ونما الإيمان في قلب شهيدنا وتعمق، وصار لا يكتفي بالجماعة والفروض المسجدية بل انتقل تدريجيا لأداء النوافل والقربات والعبادات والطاعات، حتى دخلت جميع أعماله مرتبة الفروض من حيث التزامه بها وحفاظه عليها، فقد عرف عنه اهتمامه بقيام الليل وصوم النوافل من أيام الاثنين والخميس حتى لم يعرف عنه الإفطار في أي من تلك الأيام .

 

وكان أكثر من أثر بمأمون هو الشهيد القسامي البطل عاصم ريحان ابن قرية تل المجاورة لعراق بورين، والذي استشهد في عملية مغتصبة عمانوئيل البطولية، بعد أن قتل 11 مغتصباً وترك العشرات سابحين في دمائهم.

 

خلية الموت القسامية

وزاد عشق مأمون للشهادة مع اندلاع انتفاضة الأقصى، وكان الانتماء إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام أمنية وحلما طالما راود شهيدنا مع كل عملية بطولية تشفي جراح الفلسطينيين، وعرف مأمون أقصر الطرق إلى الجنة، فأصر على السير فيها.

 

والتحق مأمون بخلية “الموت” القسامية، والتي كان يقودها جنرال حماس في جبل النار الشهيد القسامي نصر الدين عصيدة.

 

وقاد عصيدة عملية “عمانوئيل” الثانية في 29/06/2002، حينما هاجمت خلية قسامية حافلة للمتغصبين، ما أسفر عن 11 قتيلاً صهيونيا، وجرح عشرون آخرون في العملية التي جاءت نسخة متقنة عن عملية “عمانوئيل” الأولى.

 

معركة الشهادة

بعد أقل من شهر، عثر الاحتلال على أثر الخليلة القسامية، فقام بملاحقة رجالها وقُتل جندي وضابط صهيوني خلال تلك العملية التي انتهت في وادي قانا قرب قرية صرة جنوب غرب نابلس بتاريخ 23/07/2002، وهناك التقت الخلية وجها لوجه مع قوات الاحتلال ولم يكن من بديل عن الاشتباك.

 

واجه فرسان الخليلة قوات الاحتلال المدججة بالدبابات والمجنزرات والقذائف والطائرات المروحية، وانتهى الاشتباك باستشهاد ثلاثة من أعضاء الخلية، بينهم مأمون قادوس، ورفيق دربه وابن قريته الشهيد عنان دلهوم، والشهيد القسامي ابن قرية قبلان بلال عابد “الأقرع”.

 

ونقل الأهالي جثامين الشهداء رغم منع التجول إلى مستشفى رفيديا بنابلس، وكان مأمون قابضاً على مصحفه بيمينه، وحاول الأطباء نزع المصحف من يده قبل إعداده للدفن ولم يتمكنوا من فعل ذلك إلا بصعوبة وبشق الأنفس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى