تقاريرسلايد

دعمها واجب وخذلانها خيانة.. المقاومة حصن الضفة المنيع ورعب الاحتلال

الضفة الغربية – خدمة حرية نيوز

تواصل المقاومة بجميع أطيافها وفي مقدمتها كتائب القسام ثباتها على أرض الضفة الغربية، ومقاومتها وقتالها وإعدادها وتصديها لقوات الاحتلال واقتحاماته المتصاعدة في مدن الضفة الغربية.

وباتت مقاومة الضفة حصنا منيعا ورعبا للاحتلال، تخوض حربا ضروسا مع المحتل لا هوادة فيها، أصبح فيها من الضروري احتضان هذه المقاومة ودعمها بكل أشكال الدعم، كما أصبح خذلانها خيانة.

حرب مستعرة

يمارس الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية دوره الإجرامي في الاعتداء على المواطنين الفلسطينيين، عبر الاجتياحات المتكررة للمدن والأرياف والمخيمات الفلسطينية، وتدمير البنى التحتية وتنفيذ سياسة الاغتيالات للمقاومين وإعدامهم ميدانيا.

كذلك يمارس هذا الاحتلال سياسة الإبادة الجماعية لكن بشكل بطيء في حرب كتلك في غزة لكنها بشكل مصغر، لافتاً أنظار المجتمع الدولي المنحاز إلى تبرير فعله، باتهام الضحية المتمثلة بالشعب الفلسطيني أنَّها تمارس الإرهاب الذي يريد أن يقضي عليه بأي وسيلة.

حرب مستعرة شنتها أجهزة أمن الاحتلال على المقاومة وحاضنتها الشعبية في الضفة الغربية في الأعوام الماضية، وتصاعدت بشكل مضاعف بعد معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.

عدوان متصاعد أعادت فيه قوات الاحتلال الطيران الحربي إلى جانب الطيران المسيّر الهجومي والانتحاري والقصف إلى جانب التدمير الواسع للبنى التحتية، وتنفيذ سياسات انتقامية وحرب تطهير لحاضنة المقاومة.

كل ذلك يأتي في ظل واقع أمني صعب تعيشه المقاومة في الضفة كان عنوانها الأبرز الملاحقة الأمنية المزدوجة والتنسيق الأمني بين قوات الاحتلال وأجهزة أمن السلطة.

وعانى المقاومون وحاضنتهم الشعبية ما عانوه من ملاحقة شديدة واعتقالات متكررة ومقامون ارتقوا شهداء أو معتقلون لدى الاحتلال أو السلطة، وآخرون على ما زالوا على ذات الدرب لم يبدلوا تبديلا.

ورغم كل هذه الحرب الضروس على المقاومة؛ إلا أنها تخرج دوما لتؤكد أنها بخير، وأن ارتقاء عدد من مقاوميها شهداء أو اعتقال عدد منهم لن يفت في عضد المقاومة، وأنها ستبقى عصية على الانكسار.

دعم ومؤازرة

ورغم ثبات المقاومة؛ إلا أنها اليوم باتت بحاجة لمزيد من الدعم والمؤازرة والإمداد بالرجال والسلاح والمال والعتاد، فالمعركة اليوم معركة الكل الفلسطيني، والكل الفلسطيني مستهدف من الاحتلال ومستوطنيه الذين باتوا يتسلحون بأحدث الأسلحة الفردية وبعشرات آلاف قطع السلاح الجديدة التي وزعها بن غفير.

فالمقاومة اليوم هي درع الوطن الحصين والوحيد، في ظل تخاذل السلطة وأجهزة أمنها عن القيام بواجبها في حماية شعبنا.

وفلسطينياً منحتنا التجربة معلومة أنَّ التصاعد في أعمال المقاومة وانتشارها في كل مكان يقلل من تواجد المستوطنين على المناطق القريبة من الاحتكاك مع الفلسطينيين.

لذلك فإنَّ المستوطنين يفضلون الاختباء بالملاجئ والمناطق الآمنة في الفترة التي يواجهون فيها مسلحين فلسطينيين غير أنَّ الجيش الإسرائيلي هو الذي يخرج للاعتداء على الفلسطينيين.

وعليه فإنَّ تسليح المستوطنين في ظل وجود مقاومة فلسطينية مسلحة فعالة يجعل منهم أقل تأثيرا على الوجود الفلسطيني في مناطق الضفة الغربية.

واليوم الفلسطينيون مطالبون بحمل السلاح والمباغتة الميدانية للاحتلال في كل مكان وذلك للدفاع عن ما تبقى لهم من وطن، ومحاولة الحفاظ على وجودهم، فالسلاح في يد صاحب الأرض ومالكها يشكل الدرع الواقي، والحصن الحصين، الذي لا يكسره الاحتلال مهما أوتي من قوة.

مآزق الاحتلال في الضفة

ليس أحدٌ أكثر إيماناً بأنَّ مصير المقاومة في قطاع غزة هو الانتصار على العدو الإسرائيلي مثل حركة حماس التي تخوض الآن معركة طوفان الأقصى الذي فار تنوره في غزة، ثم انتقل الفيضان ليشمل الضفة الغربية، ومع تصاعده المستمر، ستقوى الضربات وتتعزز الإمكانيات.

سيقف المحتل أمام مأزق عدم السيطرة على حجم العمليات وتعدادها في الضفة الغربية بعد أن يصبح في كل قرية ومدينة ومخيم من يحمل السلاح لمواجهة المحتل، ربما هذا ما تفعله المقاومة الفلسطينية الآن، ألا وهو تسليح الأيدي المقاومة بسلاح يواجه الاحتلال ويوقع فيه الضربات.

وأما المأزق الثاني هو القرب الجغرافي بين الضفة الغربية والعمق الصهيوني، الذي يجعل اجتياز الحدود والجداران الإسرائيلية ليس بمعجزة أمام المقاوم الذي سيستهدف محطات الحافلات الصهيونية، ومجمعاته السكنية، في الشطر الفلسطيني المحتل عام 1948.

وفي تصريحات لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري أشار تلميحاً إلى تصاعد أعمال المقاومة في الضفة الغربية، وتصريحاً نحو الدعوة إلى تأجيج الأعمال النضالية.

وأمَّا واقع الحال يكشف تصاعداً للمقاومة وتنامي ضرباتها بالإضافة إلى حجم التحديات التي تتجاوزها بإرادتها الرافضة لوجود الاحتلال وأعوانه.

وربما ليس بعيداً اكتمال طوفان الأقصى في الضفة الغربية، فالانتهاكات بحق المسرى مستمرة، والاعتداءات الإسرائيلية اليومية على المواطنين عنصر هام في إشعال كل وقود قادر على منع مثل هذه الاعتداءات وتصفية تأثيرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى