أخبارتقاريرسلايد

الإضراب.. تجربةٌ عالمية وسلاح شعبي فلسطيني في وجه عدوان الاحتلال

 

الضفة الغربية – خدمة حرية نيوز

يمارس الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والعالم إضرباً دولياً اليوم الإثنين الموافق 11 ديسمبر/ كانون أول عام 2023 احتجاجاً على الحرب القائمة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، التي قتلت وأصابت وشردت عشرات الآلاف من المواطنين الآمنين في حرب إبادة قادتها دولة الاحتلال تجاه قطاع غزة المحاصر منذ 17 عاماً أمام عجز رسمي عربي ودولي عن رفع الظلم الذي لحق بالأبرياء.

لم تنجح جامعة الدول العربية من رفع الظلم الواقع على قطاع غزة في اجتماعها الذي انعقد بتاريخ 11 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023 ولم يصدر عنه أكثر من مناشدات ومطالبات دون أن تستطيع الإرادة العربية الجمعية إيقاف الحرب أو تخفيف وتيرتها، وعلى الصعيد الدولي فقد أفشلت الولايات المتحدة الأمريكية قراراً دولياً في الأمم المتحدة في شهر 8 من شهر ديسمبر/ كانون عام 2023 أن يوقف الحرب بعد أن قررت الولايات المتحدة الأمريكية أن تزود الاحتلال بآلة القتل مستخدمةً الفيتو سياسياً لمنع أي قرار يوقف الحرب على قطاع غزة.

سنوات من الإضراب
خاض الشعب الفلسطيني منذ بداية القرن العشرين الماضي العديد من الإضرابات ففي 20 أبريل/نيسان 1936، اجتمع عدد من القادة الفلسطينيين وأعلنوا “الإضراب الشامل برا وبحرا”،ضد سياسة الانتداب البريطاني في فلسطين، رافضين دعم بريطانيا للهجرة اليهودية إلى فلسطين.

منذ ذلك الحين، شكل الإضراب الشامل أداة نضال للشعب الفلسطيني، تعززت في ظل الاحتلال الإسرائيلي للتعبير عن الغضب وانتزاع الحقوق والاحتجاج على الانتهاكات ففي 8 و9 ديسمبر/كانون الأول 1987 منذ اندلاع شرارة انتفاضة الحجارة وحتى توقيع اتفاق أوسلو 1993، حافظ الفلسطينيون على الإضراب الشامل يومي 8 و9 من كل شهر، وهما يوما انطلاق الانتفاضة في الضفة وغزة.

وفي شهر ديسمبر/كانون الأول 2017: استجابت أسواق ومحال مدينة القدس لنداء الإضراب العام احتجاجا على قرار الرئيس الأميركي في حينه دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وفي مايو/أيار 2021 بعد سلسلة اعتداءات إسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك والقدس المحتلة، تحولت إلى حملة إسرائيلية واسعة في المدن العربية داخل إسرائيل، ثم إلى هجوم عسكري على قطاع غزة؛ تداعى الفلسطينيون إلى إضراب شامل وصف بأنَّه الأوسع والأشمل منذ إضراب عام 1936.

الإضراب الدولي
أطلق نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي دعوات لإضراب شامل حول العالم، اليوم الاثنين 11 ديسمبر/ كانون أول عام 2023 ، للتضامن مع أهالي قطاع غزة في وجه آلة الحرب الإسرائيلية.

وعبر الناشطون عن أهدافهم من خلف هذا الاضراب وهي محاولة التأثير في حكومات العالم، وإلزامها على التحرك بشكل جاد وفعال لوقف الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، معتقدين أنَّ شلّ حركة الحياة والعجلة الاقتصادية في كل الدول، قد يسهم في جعل الجميع يشعرون بأنهم متأثرون بشكل مباشر من العدوان على غزة.

واستجاب الآلاف من المتضامنين مع الشعب الفلسطيني عبر العالم لهذا الإضراب وشكلوا تجمعات لقيادته، وتوسيع انتشاره ليصل إلى كل متجر حول العالم.

وشن الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية وأراد تهجير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عنها إلى دول العالم، وتسببت هذه الحرب في قتل 17 ألفا و 487 شهيدًا، و46 ألفا و480 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى الدمار الهائل للبنية التحتية، والحياة العامة في قطاع غزة.

هذا الإضراب سيدق نواقيس تنبيه لكل ضمير عالمي يرى في أهل قطاع غزة أمةً لا تستحق الحياة فيمارس الشراكة في القتل والإبادة الجماعية، وإذا تسبب الإضراب في حرف توجهات الغرب المعادية واستردادها إلى إنسانيتها كي تستفيق لمنع استمرار النزيف الخطير فهذا حدث مفيد، وإن عجز النظام العربي أو تآمر على الغزيين فإنَّ إنسانيةً عالمية تحيا في داخل الشعوب الحرة ستوقف الحرب وتنهي العدوان!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى