تقارير

“بيت صفافا” بلدة مقدسية تقارع الاحتلال وتتحدى التغول الاستيطاني

“بيت صفافا” بلدة مقدسية تقارع الاحتلال وتتحدى التغول الاستيطاني

الضفة الغربية – خدمة حرية نيوز
بلدةٌ فلسطينية تعرضت لما لحق بالقضية الوطنية على إثر توقيع اتفاقية (رودوس) بين الدول العربية ودولة الاحتلال عام 1949 من هدنة دائمة جعلت من وجود الاستيطان فوق أرض فلسطين أمراً واقعاً، وأصبحت هذه الاتفاقية فيما بعد مرجعيةً لكل التسويات العربية التي أجريت مع الاحتلال في أواخر القرن العشرين، وكان آخرها جولات التطبيع مع دول الخليج العربي!

ربما أطلق اسم بيت صفافا على البلدة الواقعة على مسافة 6 كم جنوب شرق مدينة القدس نسبة إلى الكلمة السريانية (صفافا) التي تعني بيت العطشان، وتبعت بلدة بيت صفافا إدارياً محافظة بيت لحم ثم مدينة القدس المحتلة، وشهدت أراضيها حالات مصادرة هي الأكبر من نوعها والأشد تمزيقاً للوطن الفلسطيني منذ بداية الاحتلال عام 1948 غير أن أمل المواطنين بعودة مساكنهم وأراضيهم ما زالت حلماً يصبوا إلى تحقيقه كل مواطن.

أكثر البلدات التي صودرت أراضيها
تعرضت بلدة بيت صفافا للعديد من حالات الاستيلاء على الأرض بدعاوى كثيرة من ضمنها شق طريق رئيس التهم حوالي 200 دنما من أراضي القرية ليصل بين مستوطنة (جيلو) جنوبا و(بات) شمالا. ترتب عليه أضراراً على أهل القرية ومن ضمنها استحالة الحصول على تراخيص بناء للأراضي الفارغة على جانبي الشارع.

وقسّمت القرية إلى قسمين وفق معاهدة رودوس عام 1949 بين الاحتلال والأردن، ومنذ ذلك الحين بدأ الاحتلال بسرقة أراضي القرية في القسم الخاضع لسيطرته، وبنى جزءاً من مستوطنة (القطمون) وجميع مستوطنة (بات) على أراضيها، بالإضافة إلى بناء مستوطنة (تلبيوت) الشرق السكنية والمنطقة الصناعية، مع اقتطاع مساحة من الجانب الأردني في حينه المحاذي للسياج الفاصل واعتباره منطقة هدنة.

وصادر الاحتلال 80 دونما مع بداية الثمانينيات لشق طريق “موشي برعام” الذي فصل القسم الشمالي من القرية عن مركزها، لتصبح بذلك مقسمة إلى ثلاثة أقسام. وقام بعدها بشق شارع “يعقوف بات” شمالا وطريق “روز مارين” جنوبا، مما أدى إلى مصادرة المزيد من أراضي القرية.

وتعتبر بيت صفافا أكثر قرية مقدسية تعرضت أراضيها للمصادرة وتقلصت مساحتها من 5288 دونم إلى 1212 بفعل الاستيلاء الممنهج على أراضيها منذ عام 1948. واستولى على العديد من الأراضي وحرمها من التراخيص بقانون أملاك الغائبين.

نهب مستمر للأرض
لم يكتف الاحتلال بأراضي قرية بيت صفافا التي سرقها سابقا، بل يخطط للسيطرة على ما تبقى من أراضيها من خلال مخطط منطقة طباليا التي أطلق عليها الاحتلال اسم “جفعات متوس” نسبة لطيار إسرائيلي سقط فيها عام 1967.

وقسم الاحتلال البلدة إلى أربعة أقسام، أحدها لإقامة مستوطنة، والآخر لإقامة فنادق محاذية لشارع الخليل، وثالث مسيطر عليه تحت قانون أملاك الغائبين، ورابع لم يصادق على مخططاته لإمكانية الحصول على تراخيص بناء.

وأضاف أنه بالإضافة إلى مخططات منطقة طباليا، فإن الاحتلال يخطط لشق شارع رقم 10 و “القصايل” اللذين يخترقان أراضي القرية، مما جعل البلدة جزيرة عربية إسلامية تحيط بها المستوطنات الإسرائيلية من جهاتها الأربع، ولا يتجاوز تعداد سكانها 12 ألف نسمة.

أراضي عائلة عليان
تاريخ احتلالي مليء بصور مصادرة الأرض والاستيلاء عليها، وحاضر يصنع منه الاحتلال فرصةً لمواصلة الحرب على الأراضي واجتثاثها من أهلها الأصليين ففي يوم الثلاثاء الموافق 2 يناير/ كانون الأول عام 2024 اقتحمت قوات الاحتلال برفقة طواقم البلدية التابعة لهم أراضي لعائلة عليان في القرية، وشرعت بأعمال تجريف وخلع للأشجار تعود ملكيتها لعائلة عليان المقدسية تمهيدا لتنفيذ “مخطط استيطاني في المكان”، معتديةً على أصحاب الأراضي بالضرب والاعتقال.

منذ سنوات تعاني العائلة من محاولات مستمرة للسيطرة على أرضهم الواقعة على تلة قرية بيت صفافا في منطقة “الطبالية”.

ويمتلك ورثة إبراهيم عليان 25 دونما من الأراضي، وبعد تقسيم الجبل، تم إخراج 7 دونمات من ملكية العائلية واستبدالها بموقع آخر، وتحاول البلدية شق الشوارع وعمل بنية تحتية وبناء وحدات استيطانية على الأرض.

ويبقى المقدسي متشبثاً بوطنه وأرضه، لذلك شهدت بيت صفافا مواجهات عارمة بين العائلات الفلسطينية صاحبة ملك الأراضي، وجيش الاحتلال الذي يداهم الأرض ويسرقها من أهلها الشرعيين في وسط النهار دون خوف من قانون أو قوة تمنعه من ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى