تقارير

المسجد الإبراهيمي.. 30 عامًا على المجزرة والاحتلال يمعن في جرائم التهويد ومخططات الاستيطان

الضفة الغربية-خدمة حرية نيوز:
30 عامًا على مجزرة المسجد الإبراهيمي، وما يزال الاحتلال الإسرائيلي ينفذ جرائمه التهويدية والاستيطانية بحق المسجد ومدينة الخليل التي يواصل فصول مجزرته بحقها منذ احتلالها عام 1967.

ففي يوم الجمعة الخامس والعشرين من شباط/ فبراير 1994، الخامس عشر من شهر رمضان، نفذ المستوطن الإرهابي “باروخ غولدشتاين”، المجزرة عندما دخل المسجد الإبراهيمي وأطلق النار على المصلين، فاستشهد 29 مصليًا وأصيب 150 آخرين.

وأمعن جنود الاحتلال في الجريمة حينما أغلقوا أبواب المسجد لمنع المصلين من الخروج، كما منعوا القادمين من الخارج من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى.

وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وأثناء تشييع جنازات الشهداء، ما رفع مجموعهم إلى 50 شهيدا، 29 منهم استشهدوا داخل المسجد، وتصاعد التوتر في مدينة الخليل وقراها وكافة المدن الفلسطينية، وبلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا نتيجة المواجهات إلى 60 شهيدا ومئات الجرحى.

وعقب المجزرة، أغلقت قوات الاحتلال المسجد والبلدة القديمة ستة أشهر كاملة، بدعوى التحقيق في الجريمة، وشكلت ومن طرف واحد لجنة “شمغار”، للتحقيق وخرجت في حينه بعدة توصيات، منها تقسيم المسجد الإبراهيمي إلى قسمين.

وفرضت سلطات الاحتلال واقعا صعبا على حياة المواطنين في البلدة القديمة، ووضعت الحراسات المشددة على المسجد، وأعطت للاحتلال الحق في السيادة على الجزء الأكبر منه، حوالي 60% بهدف تهويده والاستيلاء عليه.

ويضم القسم المغتصب من المسجد مقامات وقبور أنبياء، وشخصيات تاريخية، إضافة إلى صحن الحرم، وهي المنطقة المكشوفة فيه.

كما وضعت سلطات الاحتلال بعدها كاميرات وبوابات إلكترونية على المداخل كافة، وأغلقت معظم الطرق المؤدية إليه في وجه المسلمين، باستثناء بوابة واحدة عليها إجراءات عسكرية مشددة.

مجزرة مستمرة
وما يزال الاحتلال الإسرائيلي يواصل سياسته الممنهجة للسيطرة على المسجد وتهويده، حيث أغلقه لمدة 10 أيام خلال عام 2023 الماضي، ومنع رفع الأذان فيه 704 وقتًا.

وأكمل الاحتلال بناء المصعد الكهربائي والمسار التهويدي لتسهيل اقتحامات المستوطنين، وواصل حفرياته الكبيرة في ساحاته، ونفذ اقتحامات أضخمها اقتحام 415 جنديا مصلى الإسحاقية في المسجد.

واستغل المستوطنون الأعياد اليهودية في تصعيد انتهاكاتهم بحق حرمة المسجد، ورفعوا أعلام الاحتلال والشعارات الاستيطانية على أسواره، وأضاءوا جدرانه بأعلام الاحتلال، وأطلقوا المفرقعات من داخل ساحاته وسطحه.

وزيادة في الإمعان والاستفزاز لمشاعر المسلمين، أقدم المستوطنون أكثر من مرة على إقامة حفل ٍصاخبٍ في منطقة الصحن، صاحبته الموسيقى والطبل والضرب على الأبواب.

وأجرى الاحتلال مناورات لجنوده داخل المسجد الإبراهيمي وساحاته، وقام بإشعال النار داخله، وأنار شمعة “الأنوار” فيما يسمى عيد “الأنوار”، عدا عن إقامة عدد من الأنشطة التهويدية لجنود الاحتلال داخل المسجد.

ويسعى الاحتلال لإفراغ المسجد من المصليين، من خلال الإجراءات القمعية والتعسفية بحق المصلين، وإغلاق البوابات الالكترونية، ومنع عمليات الترميم، وعرقلة حركة المواطنين على الحواجز العسكرية واحتجازهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى