تقاريرسلايد

الشيخ عاطف حنايشة.. نال الشهادة بعد أن تمناها كثيرًا

نابلس – خدمة حرية نيوز:
كان أذان الجمعة في مسجد بيت دجن الكبير، هو آخر ما صدح به صوت الشهيد الشيخ عاطف حنايشة (48 عاما)، الذي عمل متطوعا في مساجد بلدته على مدى أكثر من عقدين من الزمن.

الشهيد الشيخ عاطف حنايشة (48 عاما)
الشهيد الشيخ عاطف حنايشة (48 عاما)

قطعت رصاصات الاحتلال ذلك الصوت، بعد أن استهدفه قناص الاحتلال برصاصة في الرأس خلال تقدمه المسيرة الأسبوعية الرافضة للاستيطان التي تنطلق في بلدته بعد الجمعة؛ ولكنها لم تستطع أن تقطع امتداد رسالة صوته التي فداها بتضحيته ودمائه.

الشهيد الشيخ عاطف حنايشة (48 عاما)
الشهيد الشيخ عاطف حنايشة (48 عاما)

ومع انتشار خبر استشهاد الشيخ حنايشة، انتشرت بشكل واسع عبر شبكات التواصل صورة له وهو يستخدم مقلاعا لرمي جنود الاحتلال بالحجارة في فعاليات سابقة.

رؤيا وبشارات خير

وتروي والدة الشهيد عن رؤيا في المنام كانت بشارة لنجلها عاطف فتقول: “كنت قد رأيت في المنام قبل حوالي أسبوعين من استشهاده أن إحدى النساء تناديني يا أم الشهيد، فحدّثت ولدي عاطف بما رأيت فدعا ربه أن يكون هو الشهيد القادم”.

وكانت والدة الشهيد حذرته كي لا يترك أطفاله، فيرد قائلا:” أنا أحب الشهادة وإن شاء الله سأنولها وأولادي سيعيشون أفضل حياة”.

ولم تكن تتوقع والدته أن تكون شهادته ابنها بهذه السرعة، وأضافت: “الحمد لله الذي نال ما تمناه، وقد رأيت بعد استشهاده مناما وهو في قطار أبيض سعيد مبتسم بما نال”.

وأردفت:” أنا زغردت لابني الشهيد لأنه نال ما تمناه، وأنا أشعر أن دماء ابني تفور في جسده شوقا للشهادة”.

محبة وقبول

من جهته، يقول واصف حنايشة شقيق الشهيد في رده على وصف الإعلام العبري لشقيقه بالمحرض، إن الاحتلال هو المحرض الرئيس على كل المواجهات التي تحدث، لافتا أن الاحتلال في الوقت الذي يقتل فيه الفلسطيني الأعزل، فإنه يوفر كامل الدعم للمستوطنين الذين يسلبون الأراضي الفلسطينية.

وأوضح شقيق الشهيد أنه كان محبوبا من الجميع، يعمل نجارا معه، وفي ذات الوقت يعمل مؤذنا متطوعا في مسجد بيت دجن الكبير، ثم مسجد موسى بن نصير في ذات البلدة، منذ أكثر من عشرين عاما.

وأضاف: “عاطف متدين، يحب العمل التطوّعي، ولم يكن يتقاضى أي راتب مقابل التزامه برفع الأذان”.

وتابع: “أخي ومنذ الطفولة حتى الاستشهاد، لم يترك صلاة الفجر لأي عذر كان، وبعد استشهاده رحل ولا يزال منبه الهاتف الخاص به يوقظ أحبابه من بعده، فهو يحظى باحترام كل من عرفه من الناس”.

وأشار إلى أن شقيقه لم يترك 23 مسيرة خلال الـ5 شهور الأخيرة، حتى أنه يشارك في المسيرات التي لم يكن لها دعوات إعلامية، فهو الشهيد الأول الذي يرتقي دفاعا عن بيت دجن.

وأكد واصف حنايشة أنه كان من أوائل من رأى شقيقه عندما أطلقت عليه قوات الاحتلال الرصاص الحي في رأسه، وأردف: “كنت متأكدا أن هذه الإصابة ستتبعها شهادة في سبيل الله وكان له ما أراد”.

واستشهد الشيخ عاطف حنايشة، يوم الجمعة الماضي، برصاص الاحتلال خلال مواجهات شهدتها بلدة بيت دجن شرق مدينة نابلس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى