تصريحاتسلايد

حماس تصرح في الذكرى السابعة عشر لاستشهاد مؤسسها الشيخ أحمد ياسين

بيان صحفي
صادر عن حركة المقاومة الإسلامية “حماس”

الشيخ أحمد ياسين في ذكرى استشهاده السابعة عشرة

على شاطئ بحر عسقلان، بلدة القاضي الفاضل وزير صلاح الدين، وُلد أحمد ياسين، وقد دوّت صرخته الأولى مع انطلاقة ثورة عام 1936م، وكأنما الأقدار قد كتبت لهذا الرجل العظيم أن يُولد مع ثورة، وأن يصرخ مع هتاف الجماهير الغاضبة على الاحتلال والاستيطان والهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين.

أحمد ياسين.. شيخ الوحدة وأيقونة المقاومة
أحمد ياسين.. شيخ الوحدة وأيقونة المقاومة

رحل طفلًا إلى شواطئ غزة مع آلاف اللاجئين الذين هُجروا قسرًا من ديارهم، وعاش حياة الفقر مثلهم، وتعلم في مدارسَ تعلموا فيها أنه ما ضاع حق وراءه مطالب، وتشربوا هذه المبادئ، ليتحول الشيخ الصغير إلى معلم يعلم الأجيال أن تحرير فلسطين مرهون بعزيمة الرجال الذين يؤمنون أن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة.

وانطلق رغم إصابته بالشلل ينشر أفكاره ومعتقداته بين جموع الشباب في غزة، ومن بعدها في كل أنحاء فلسطين، وكان يحمل بين جنبات جسده النحيل روحًا معنوية عالية، وهمة عجز الأصحاء أن تنطوي أجسامهم على مثلها، تحمّل الأذى، وقاوم الأمراض، وصمد في وجه الجلاد، وتحمل أذى السجان، ولم يأبه بشيء سوى أن يصرّ على الانتصار، انتصارًا على الضعف، وانتصارًا على القيد، وانتصارًا على الخذلان، وانتصارًا على من يزوّرون التاريخ والحاضر، وتتلبسهم الرغبة الجامحة في قيادة هذا الشعب بدون مؤهلات، ولا صدق في القول أو العمل.

وما كان للشيخ أحمد ياسين أن يتجاوز الصعاب إلا لأنه كان رجلًا صادقًا محبوبًا، ذا همة عالية، ونفسٍ طويل، وروح متفائلة وثّابة، وقلب رحيم، وعقل راجح، وقدرة عالية على اتخاذ القرار في أحلك الظروف، وحب لشعبه لم يمنعه انتماؤه الأصيل إلى حركته أن ينتمي لوطنه ولشعبه كله، بل ولأمته العربية والإسلامية، بل وللإنسانية جمعاء.

ومع كل هذا النسيج المتكامل الذي شكّل شخصية أحمد ياسين وجعله قامة من قامات هذا الشعب وهذه الأمة، فلم يمنع ذلك الاحتلال المجرم الجبان الذي لا يعرف للإنسانية معنى من أن يُنَفّذ في مثل هذا اليوم قبل سبعة عشر عامًا جريمته البشعة، ليغتال الشيخ وعددًا من أبناء الشعب الفلسطيني مع الشيخ، ولم تمنعه ساعات الفجر حيث الصلاة والتسابيح من تنفيذ الجريمة، ولم يفكر لحظة في أن الشيخ لحظة الاغتيال كان مريضًا مرضًا شديدًا، لكنها غطرسة المحتل الذي لا يلقي بالًا لأي قيمة أخلاقية أو إنسانية.

وذلك ظنًا منه بأن لحظة الاغتيال لا تُفوت، فهي لحظة لاغتيال فكرة وعقيدة وتنظيم ومقاومة، لكنه لم يفهم ولم يتوقع أن الشيخ قضى وهو يردد قبل استشهاده بساعات قولته الشهيرة ” أملي أن يرضى الله عني”، وقد رضي الله عنه أن ورثه من بعده آلاف القادة الذين حملوا رايته، ولم تخفهم سياسة الاغتيال، ومضوا من بعده يراكمون عوامل القوة المادية والروحية والسياسية حتى أصبحت حركته حماس على رأس التنظيمات الفلسطينية، بل لا نبالغ إن قلنا إنها الأولى في المنطقة كلها عددًا وعدة وتنظيمًا، وأخلاقاً وانضباطًا، ورسالة شريفة مفادها أن حرية الإنسان والأوطان مقدسة نخوض الصعاب من أجلها، ولا نبالي بالثمن مهما كان غاليًا.

هذا هو غرس المؤسسين لهذه الحركة، والتي كان الشيخ أحمد ياسين أحد الرجال المؤسسين فيها، والذي تفوّق على عجز جسده، فكان علمًا بارزًا في كل فلسطين، بل العالم أجمع.

وفي هذه الذكرى فإن حركة حماس تؤكد المبادئ التي تركها لها الشيخ أحمد ياسين، ومنها:

 

أولًا: إن تطهير القدس من دنس الصهاينة المحتلين واجب مقدس على كل عربي ومسلم لتعود عربية إسلامية عاصمة لدولة فلسطين الحرة المستقلة.

ثانيًا: لا اعتراف بالاحتلال، ولا صلح معه، ولا تنازل عن ذرة تراب من أرض فلسطين ومقدساتها.

ثالثًا: عودة اللاجئين حق مقدس لا مقايضة ولا مساومة عليه، والمقاومة مستمرة حتى يعودوا جميعًا إلى ديارهم، وأوطانهم التي هجروا منها.

رابعًا: الأسرى سيعودون إلى بيوتهم أحرارًا رغم أنف الاحتلال، فهم أولادنا، ولن نقبل أن يظلوا خلف قضبان السجان المجرم.

خامسًا: الوحدة القائمة على الشراكة في المؤسسة والبرنامج الوطني هدف سنظل نعمل من أجله حتى دحر الاحتلال وذيوله.

رحم الله شيخنا المجاهد وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع كل شهداء حركتنا وشعبنا وأمتنا المجيدة

وإنه لجهاد نصر أو استشهاد

حركة المقاومة الإسلامية حماس

22 مارس 2021

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى