تقاريرسلايد

واحدٌ وعشرون عاماً على عملية القسامي أحمد عبد الجواد من نابلس

أسفرت عن 4 قتلى و7 جرحى

نابلس- خدمة حرية نيوز

توافق اليوم الذكرى السنوية الواحدة وعشرين لعملية الشهيد القسامي أحمد حافظ عبد الجواد من نابلس، والذي خاض اشتباكاً بتاريخ 28 آذار/ مارس لعام 2022، في إحدى مستوطنات الضفة الغربية الأكثر تحصينا وتشديداً في الحراسة، استمر لمدة خمس ساعات، وأسفر عن مقتل 4 صهاينة وإصابة 7 آخرين.

 

ولد الشهيد أحمد في 21 نيسان/ أبريل 1983، لعائلة مكونة من الوالدين وسبعةٍ من الإخوة، واثنتين من الأخوات، وتمتد جذور هذه العائلة إلى مدينة اللد الواقعة في المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948، ورحلت منها ونزحت بعد مجازر الاحتلال البشعة بحق العائلات الفلسطينية.

 

وكان أحمد من عُمّار مسجد مصعب بن عمير، ونشأ على موائد القرآن، واصطحبه إليها والده وإخوانه الكبار، فالجميع يتحدث بشيء من الفخر عن تلك العائلة المشهود لها بالصلاح واستقامة الأخلاق.

 

تلقّى أحمد دراسته الابتدائيةِ والإعداديةِ والثانويةِ في مدراسِ مخيم عسكر شرق نابلس، وكان في كلّ مراحلِ دراسته أميراً للحركةِ الطلابيةِ الإسلاميةِ في مدرستِه، لينتقل وبعدَ أن أنهى الثانويةَ العامةَ لجامعةِ النجاحِ الوطنيةِ للدراسةِ في كليةِ هشام حجاوي، و كان أحمد رحمه الله قد أتمّ حفظَ نصفِ القرآنِ قبلَ قيامِه بعمليّته الاستشهادية.

 

الانضمام للقسام

اشتعلت داخل أحمد رغبة جامعة بأن يصبح جندياً في كتائب القسام، والتقت رغبته برغبة إخوانه في الكتائب بتنفيذ عملية استشهادية عبر اقتحام مستوطنة “الون مورييه” القابعةِ على أراضي مدينةِ نابلس، والتي تُعتبر من أكبرِ مستوطناتِ الضّفة الغربيةِ مساحةً وأكثرها تحصيناً.

 

وبعد أن تمت الموافقة على انضمامه لصفوف كتائب القسام، تم إيصال أحمد إلى قيادةِ الكتائب، و هناكَ كان المهندس الرّابع في كتائبِ القسّام مهند الطّاهر رحمه الله فاتحاً ذراعيهِ لاستقبالِه، حيثُ أمرَ ببدايةِ تدرِيبه في معسكراتِ الكتائب على استخدامِ مختلَفِ أنواعِ الأسلحة، وتعليمِه المهاراتِ اللاّزمةِ لتنفيذ العمليّة الاستشهاديّة، وكان يتصرف أحمد آنذاك بكامل السرية والتحفظ حتى تنفيذ العملية.

 

بقيَ أحمد إلى يومِه الأخير يمارسُ حياتَه بمنتهى الاعتياد، لم يظهرْ لأحد من أفرادِ أسرتِه أو حتى المقربين منه؛ أنّ هناكَ نيّةٌ لديه في القيامِ بشيءٍ ما، فذهب إلى مسجد مصعبِ بن عمير لأداءِ صلاةِ المغرب، وكذلك صلاةَ العشاء، التي تضمّنت آخرَ سجودٍ له على هذه الأرض.

 

موعد الشهادة

ثم عادَ إلى بيتِه، وودّع بناظريهِ كلّ ما فيه من أهلٍ وذكريات، فوجد والدته تجلس بُعيد أدائها للصلاة، حيث قام وأضاءَ لها المكانَ التي كانتْ تجلسَ فيه، فقالت له: “الله ينوِّر عليك”، وحينها أخذ يستدعيها قائلاً: “ادعي لي الله أن يرضى عني ويوفقني ويفتحها في وجهي”، فكانَ له ما أرادَ وزيادة من الله عليه.

 

بعدَ ذلكَ تأكدّ أحمد أن قلبَه مشحوذٌ بدعاء والدتِه، وبهذا فخطاه مبارَكةٌ بهمّتها، فانطلقَ لتبدأ مراسمَ رحلتَه للخلود، وكانَ بانتظارِه القائد القساميّ المهندس مهند الطّاهر، فودع بعضِهما في مشهدٍ ليس فيه إلّا دموع قائدِه مهند رحمه الله، وابتسامة أحمد التي إنّما رسمَها ليعبّرَ عن فرحتهِ بلقاءِ الله.

 

وبالرّغمِ من أن مستوطنة “ألون مورييه” تعتبرُ أكثر مستوطناتِ الضّفة تحصيناً وتشديداً في الحراسةِ على مدارِ الساعة، ومتانةٍ في سياجِها الالكترونيّ؛ إلاّ أن الرعايةَ والتوفيقَ التي يختصّ الله بها عبادَه كانت تكلؤه طِوال طريقه نحوَ الله، ابتداءً بالنيّةِ الخالصةِ وانتهاءً بارتقائِه شهيداً، ففي يومِ الخميس الموافقِ 28/3/2002، انطلقَ رحمه الله إلى شوارعِ تلك المغتصبةِ ليشتبكَ مع المستوطنين مدةَ خمس ساعاتٍ تنتهي بمقتلِ 4 صهاينةٍ وجرحِ 7 آخرين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى