تقاريرسلايد

ثلاثون عاماً على عملية أسر القسام للضابط الصهيوني “شاهار سيماني”

القدس المحتلة- خدمة حرية نيوز

توافق اليوم الذكرى السنوية الثلاثين لعملية أسر مجاهدي كتائب القسام للملازم الصهيوني “شاهار سيماني” بتاريخ 20 نيسان/ أبريل لعام 1993، قبل أن يضطروا لقتله بعد أن حاول المقاومة، وقد عثر العدو على جثته على طريق بيت حنينا بمدينة القدس المحتلة.

 

وأخذت كتائب القسام منذ انطلاقتها على عاتقها العمل على تحرير الأسرى، وذلك عبر تنفيذ عمليات أسر للصهاينة ومن ثم مبادلتهم بأسرى من أصحاب المحكوميات العالية والذين يسميهم الكيان بأن “أيديهم ملطخة بالدماء” فبدأت الكتائب مشوارها بعملية أسر الجندي “أفي سبورتس” التي نفذتها الوحدة القسامية “101”.

 

ومن أجل الدافع ذاته تحركت مجموعة القدس الثانية في مطلع التسعينيات، وجاء القائد القسامي أيمن أبو خليل وشكل مجموعتان قساميتان في مدينة القدس المحتلة، والتي نجحت إحداها في أسر الضابط “شاهار سيماني” بتاريخ 20/4/1993، ثم الجندي “أرييه فرنكتال” في السادس من شهر يوليو من العام ذاته.

 

ويروي القسامي أمي أبو خليل والمفرج عنه ضمن صفقة “وفاء الأحرار”، تفاصيل دقيقة ومثيرة عن ظروف تشكيل الخلية وأبرز عملياتها.

 

وتشكلت الخلية القسامية من مجموعتين، الأولى تحت قيادة مسؤول الخلية أيمن أبو خليل، ونائبه الشهيد راغب عابدين الذي استشهد في اشتباك مع قوات الاحتلال، والمحرر عصام قضماني الذي أصيب بشلل نصفي في الاشتباك ذاته، بالإضافة إلى الشهيد عبد الكريم بدر الذي استشهد في عملية أسر الجندي “نخشون فاكسمان”، والمجاهد طارق أبو عرفة.

 

معالجة المعيقات

فيما تشكلت المجموعة الثانية من الشهيد حسن النتشة والذي استشهد أيضاً في عملية أسر الجندي ” فاكسمان” والمجاهدين، محمد النتشة، وعبد المعين سليمان، وجميعهم عملوا تحت إمرة المجاهد “راغب عابدين” من المجموعة الأولى.

 

وواجهت المجموعة الأولى في بداية عملها عائقاً في محاولة أسر الجنود، تمثل في عدم إتقان أحد أفرادها اللغة العبرية، وعلى هذا الأساس تم تجنيد المجاهد طارق أبو عرفة الذي كان يتقن الحديث باللغة العبرية بطلاقة.

 

خلية القدس والتي تكونت من مجموعتين أطلق عليها اسم “الوحدة المختارة رقم 7″، واعتمدت في بياناتها العسكرية على قيادة القسام في قطاع غزة، عن طريق الشهيد صلاح جاد الله، والسبب في ذلك عدم لفت انتباه العدو للعمل العسكري في القدس .

 

وقد أطلق الشهيد القسامي صلاح جاد الله، اسم “الوحدة المختارة رقم 7″، على الخلية، التي عرفت لاحقاً بخلية القدس، بعد صدور البيان الأول الذي تبنت فيه كتائب القسام أسر الجندي ” شاهار سيماني”.

 

قبل البدء بتنفيذ العمليات جلس أفراد الخلية مع أبو خليل وتباحثوا إمكانية تنفيذ العمليات سيما وأنه لم يكن بحوزتهم سوى مسدسين وبندقية واحدة، وفي ظل تعقد أوضاع الأسرى في السجون، اتخذوا قرارا بضرورة تنفيذ عمليات أسر كنوع من التحدي للإجراءات التي ابعها الجيش الصهيوني لجماية جنوده من الأسر بعد نجاح كتائب القسام في أسر “نسيم طوليدانوا” و الجندي “يارون حمس”، وقد باركت قيادة القسام في غزة هذا القرار “أسر الجنود” عن طريق صلاح جاد الله.

 

وقررت المجموعة بأن يكون عدد المنفذين للعملية 3 مجاهدين، فكان المجاهد طارق أبو عرفة هو سائق السيارة وذلك لإتقانه اللغة “العبرية”، وبجواره الشهيد راغب عابدين، بينما كان قائد “الخلية” المحرر أبو خليل يجلس في المقعد الخلفي.

 

البحث عن الفريسة

بعد أيام من البحث عن الفريسة، وجدت الخلية هدفها وذلك بتاريخ 20/04/1993، حيث تككلت جهود المجموعة القسامية بالنجاح في أسر الضابط الصهيوني “شاهار سيماني”.

 

أما عن التوقيت فيروي أبو خليل أنه جاء في الساعات الأخيرة من ذلك اليوم، بعد عودة “الخلية” أدراجها من نهاية طريق “أشكول” الواصل الى قطاع غزة، وبالتحديد في منطقة “كريات ملاخي”، عندها وجدت الخلية جندي، يقف على جنبات إحدى الطرق في تلك المنطقة ويحمل سلاحاً من نوع M16 “كتسار” قصير.

 

أوقف أبو عرفة السيارة لذلك الجندي الذي كان يشير اليها، وفور صعوده إلى السيارة، أظهر قائد الخلية “أبو خليل” بأنه نائم فيما كان يرتدي “قبعة” المغتصبين، فيما كانت “الاكرة” الباب لا تعمل حيث قاموا بإعطالها، والنوافذ مغطاة بغطاء أسود لمنع هروب الجندي، فجلس الجندي، ومن ثم انطلقت السيارة بفريستها.

 

كانت علامة تحرر “راغب” من حزام الأمان، ايذاناً بالبدء بالخطة التي رسمتها “الخلية”، وبشكل مباشر قام “أبو خليل” الذي يجلس بجوار الجندي بإشهار مسده في وجه الجندي، وقام بعدها “راغب” الذي يجلس في المقعد الأمامي بتوجيه مسدسه أيضاً طالباً من الجندي بتسليم سلاحه “باللغة العبرية”.

 

كانت المفاجأة أن الجندي قد هاجم “راغب”، محاولاً السيطرة على مسدسه، كما حاول أن يطلق النار من بندقيته، ما دفع “أبو خليل” بشكل مباشر لتثبيت سلاح الجندي بيده اليمنى، وإطلاق رصاصتين من مسدسه “بيده اليسرى” بشكل مباشر على الجندي، وأطلق راغب الرصاصات الأخيرة وأبو خليل كان يكبله فقتل على الفور.

 

إصابة المنفذين

أصيب “أبو خليل” برصاصة في كتفه، خرجت من مسدس “راغب” بينما كان يتعارك مع الجندي، ولم تكن اصابة “أبو خليل” هي الوحيدة في العملية، بل أصيب “راغب” بجرح في قدمه، برصاصة خرجت بطريق الخطأ من مسدسه عندما تراجع للخلف محاولاً السيطرة على الجندي.

وبعد مقتل الجندي على أيدي آسريه، واصلت “الخلية” طريقها متجهة الى “بيت حنا”، وقام “راغب” بتجهيز سلاح الجندي الذي أصبح بحوزة “الخلية”، تحسباً لوقوعهم في كمين لدورية صهيونية أثناء عودتهم .

 

توجهت “المجموعة” لمنطقة بيت حنا شمال القدس وتوجهت بشكل مباشر صوب عبد الكريم بدر، الذي كان أحد افراد المجموعة الثانية، لتكمل “الخلية” مهمة إخفاء الجندي، ثم اتجهت الى أحراش “بيت حنا”، وأخفت الجثة هناك، ووضعوا بيانات للقسام لتبني العملية في حال عثر الاحتلال على الجثة.

 

في صبيحة اليوم الثاني من العملية، عثر مزارعون على جثة الجندي الصهيوني فقاموا بالإبلاغ عنها للعدو الصهيوني، وبعد عثور الاحتلال على جنديه مقتولاً، وذاع خبر مقتله على وسائل الاعلام، اتصل المجاهد صلاح جادالله، بالخلية وسألهم “هل قدمتم الامتحان؟” فأجابه أبو خليل بـ”بنعم”، وكانت هذه كلمة السر بينهما، بعدها أرسل أبو خليل الوثائق وأوراق الجندي وشريط الفيديو الذي كان بحوزته إلى قيادة القسام في قطاع غزة، فيما بقيت بندقية الجندي بحوزة الخلية التي نفذت بها عمليات أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى