تقارير

رموز كتلة النجاح..الشهيد القسامي قيس عدوان ابن الكتلة ورئيس مجلس طلبتها

نابلس – خدمة حرية نيوز
في الخامس من نيسان لعام 2002 وعلى أرض مدينة طوباس، اختتمت سيرة جهادية من سير أبناء الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية، والتي كان لها بالغ الأثر في الحركة الطلابية، لما مثّله من واقع رسمته الكتلة بدماء أبناءها وسنوات طويلة من أعمارهم قضوها في سجون الاحتلال.

إنه الشهيد القسامي قيس عدوان الذي مثّل أيقونة في الجهاد، ونموذجًا مشرقًا في الجامعات الفلسطينية وفي مقدمتها جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس، ليكمل طريق الجمالين منصور وسليم وغيرهما الكثير، ويرسم طريقا واضحا مداده الدم وعنوانه الحرية والتحرير وبوصلته القدس والأقصى.

ولد قيس عدوان “أبو جبل” عام 1977، لأسرة ترجع جذورها لقرية “سيريس” في مدينة جنين، وتلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مدارس جنين إلى أن تخرج من الثانوية العامة في الفرع العلمي بمعدل يؤهله لدخول كلية الهندسة عام 1995.

وفي عام 1996 التحق بجامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية ليكون طالبا في قسم الهندسة المعمارية، واندمج في العمل الطلابي ثم قاد الكتلة الإسلامية ما جعله يدفع ضريبة ذلك عامًا كاملًا من عمره داخل سجون الاحتلال.

وبعد خروجه من السجن في العام 1998، برز كأحد أبرز النشطاء في الكتلة الاسلامية، وتدرج فيها حتى غدا عضوا في مجلس الطلبة في سنته الثالثة، ورئيسا لمجلسها في سنته الأخيرة، بعد ما أبداه من تميز في أدائه النقابي.

ومع انطلاق انتفاضة الأقصى انطلق المهندس قيس إلى العمل العسكري مع كتائب القسام، وكانت باكورة أعماله الجهادية عملية “وادي عارة” والتي نفذها المجاهد زيد الكيلاني.

وكان له دور بارز في تطوير العمليات الفدائية، فطوّر الأحزمة الناسفة التي تستعملها الكتائب في عملياتها، فكانت عملية الاستشهادي عز الدين المصري المعروفة بعملية ” سبارو” والتي قتل فيها أكثر من 19 إسرائيليًا من تصميم يديه.

وغدا أحد أبرز المطلوبين لدى الاحتلال وذلك لمسؤوليته عن عدد من العمليات التي ضربت عمق المحتل، ليغادر بيته وبلده وبات مطاردا في جبال جنين، ولم تمنعه المطاردة من إتمام نهج كتائب القسام فكانت عملية شاكر حبيشي من تخطيطه.

ويحسب للشهيد قيس عدوان أنه كان أول من أدخل مواد متفجرة جديدة في العمليات الاستشهادية، وكان ذلك في عملية نتانيا البطولية التي أدت لمقتل 30 إسرائيليًا.

أثبت قيس عدوان من خلال عملية “نتانيا” وعملية سباروا وغيرها أن الحركة الطلابية عندما تشارك في المقاومة فإنها ستقدم كل جديد، كما كان للعياش وعبد الله البرغوثي وغيرهم الفضل في تطوير آلية ونوعية المواد المتفجرة في العمليات الاستشهادية.

مثّل القسامي قيس عدوان بما شكله من رعب للمحتلين، أحد الأبطال الذين انتهجوا طريق من سبقه من الشهداء والقادة القساميين، خصوصا ممن خرجتهم الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية، ولم ينته شلال العطاء.

21 عاما على ارتقاء قيس عدوان ورفاقه بعد سنوات من الجهاد والعطاء، إلا أن راية الجهاد والمقاومة لم تسقط أبدا، وبقيت الكتلة الإسلامية النجاح وفيةً على الدرب بتقديمها أبرز الأبطال منذ الانتفاضة الأولى وحتى انتفاضة القدس الحالية.

وشكّل أبناؤها الكتلة الإسلامية بشكل خاص والحركة الطلابية في جامعة النجاح وجامعات الوطن بشكل عام أحد أبرز عوامل استمرار انتفاضة الأقصى ثم انتفاضة القدس بما يقدمونه من توعية حقيقية وصادقة للأجيال عن أهمية المقاومة وفكر التحرر وعدم الخنوع ورفض الظلم والثورة عليه.

والكتلة الإسلامية في جامعة النجاح وبيرزيت وبوليتكنك والخليل وغيرها لطالما عودتنا دائما على أن القادم سيكون أكثر وأكثر، ولن يرضى هذا الجيل أن يكون أقل ممن سبقوه من الأجيال العظيمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى