أخبارتقاريرسلايدمقال

إحدى محررات صفقة التبادل.. “ربى العاصي” عشق للحرية ووفاء للمقاومة

الضفة الغربية – خدمة حرية نيوز

أسيرة فلسطينية محررةٌ تخرج على وسائل الإعلام بعنفوان معبر عن المرأة الفلسطينية المناضلة فهي كما تقول في مستهل خروجها أنها لا تبحث عن تحسين حالة الأسيرات داخل السجن فحسب بل إنَّ البحث عن الحرية لشعب فلسطين المتمثلة في استرداد كامل التراب المحتل هو الأهم، مطلقةً التحية للمقاومة الفلسطينية التي أعادت إلى الأسرى حريتهم بعد طول غياب.

 

ولدت ربى في بلدة بيتونيا بالقرب من مدينة رام الله، في شهر مارس/آذار 2000 والتحقت قبل اعتقالها بجامعة بيرزيت لتكون طالبةً في علم الاجتماع، غير أنَّ الاحتلال لم يمهلها طويلاً في الدرسة ففي سنتها الجامعية الثالثة وقعت في قبضة الاحتلال أسيرة.

 

اعتقال بوحشية

اقتحمت قوات كبيرة من الاحتلال في شهر سبتمبر/ أيلول دون سابق إنذار أو مرعاة لحقوق الإنسان بيتها الكائن في بلدة بيتونيا بالقرب من رام الله، وقام الجنود بتفتيشها بوحشية وعاثوا في البيت فساداً ثم قيدوها بالسلاسل وأخذوها إلى جهة مجهولة.

 

لم يبلغ جيش الاحتلال ربى عن السبب الداعي إلى اعتقالها، كما أنَّهم لم يرعوا أنَّها فتاةٌ في العشرين من عمرها، بل نكلوا بها أثناء الاعتقال، مغلقين عينيها بالكمامات المانعة من رؤية المكان الذي هي فيه، ثم أجلسوها في مكان كبير دون أن ترى أين هي؟ لفترة طويلة من الزمن!

 

داخل الزنازنة

مكان ضيق وصغير، يشبه القبر، لا هواءً فيه ولا ماء. لا يتناسب مع الحياة الآدمية، أودع الاحتلال ربى في تلك الظروف في سجن الهشارون في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 بالقرب من مدينة الخضيرة. وتعرضت ربى لقسوة السجان، ورداءة الظروف المحيطة.

 

أثناء مكوثها بالزنزانة لم يلب لها الاحتلال احتياجاتها الإنسانية مهدراً كرامتها الآدمية بتقديم الطعام الرديء الذي لا يصلح للاستخدام البشري، إضافة لمنعها من الخروج إلى دورة المياه إلا في أوقات يحددها الاحتلال ولا تلبي حاجة السجين الآنية.

 

وكانت فترة الاستراحة هي ساعة ونصف يومياً، تخرج ربى من الزنزانة إلى ساحة ضيقة، لها جدران كئيبة، وسقف على شكل مربعات زرقاء، تشعر الأسير بحالة العجز والضغف الشديدين، غير أنَّ تلك الظروف لم تنل من عزيمة ربى ولا إصرارها على تحدي من احتل وطنها، ثم اقتادها أسيرة.

 

محكمة ظالمة

بعد مداولات كثيرة وجلسات عديدة أصدرت محكمة إسرائيلية حكماً بالسجن الفعلي على ربى مدة 21 شهراً إضافةً إلى 14 شهراً مع وقف التنفيذ لمدة 5 سنوات بعد أن وجه لها مدعي المحكمة تهمة الانتماء لجمعية محظورة، وكذلك فعاليات مثل إلقاء الحجارة.

 

غير أنَّ هذا الحكم لم يقوَ على إرادة المقاومة الفلسطينية التي اجتاحت دولة الاحتلال في السادس من أكتوبر/ تشرين أول عام 2023 واعتقلت العديد من جنود الاحتلال ومستوطنيه والمتضامنين معه، لتبرم صفقة تبادل تخرج من خلالها ربى إلى الحرية مجدداً.

 

المقاومة إذا قالت فعلت

لم تخف ربى بعد الافراج عنها الفخر بما حققته المقاومة الفلسطينية حتى وإن كلفها ذلك ثمناً جديداً تدفعه مقابل ذلك، فوقفت أمام وسائل الإعلام ممجدةً بالمقاومة الفلسطينية ذاكرةً فضلها بتحرير الأسرى والمعتقلين داعية الشعب الفلسطينية لمواصلة الالتفاف حول هذه المقاومة ودعمها بكل ما يملك من وسائل وإمكانيات.

 

وتحدثت ربى عن حالة الأسيرات الفلسطينيات داخل السجون الإسرائيلية، والمعاملة غير الإنسانية التي يتعرضنَّ لها، ذاكرةً اكتظاظ السجن بأكثر من طاقته الاستيعابية، وكذلك نقص الغذاء والدواء والملبس واحتياجات الإنسان الأساسية.

 

ثم ترحمت على شهداء قطاع غزة، مطالبة الشعب الفلسطيني للمشاركة على قدم واحدة في عملية تحرير الأرض، فهذا المبدأ النبيل ليس منوطاً بأهل غزة وحدهم، بل إنَّ الكل الفلسطيني فوق كل أرض وتحت كل سماء مطالب بتوحيد الجهود ومقاومة الاحتلال.

 

وختمت حديثها قائلةً: من أراد الحرية عليه أن يدفع الثمن، ولن تذهب تضحيات الشعب الفلسطيني في غزة سدى، بل هي البداية التي سيلتف حولها الجميع لدحر الاحتلال ونيل حريةً لشعب أراد العز في هذا العالم ولم يهن!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى